دمشق – خليل الحسين
كلف الرئيس السوري بشار الأسد اليوم المهندس عماد محمد ديب خميس بتشكيل الحكومة الجديدة في سورية خلفا لوائل الحلقي الذي أصبحت حكومته لتسيير الأعمال بعد انتخاب برلمان جديد في البلاد.
عماد خميس من مواليد عام 1961 وهو من بلدة عربين في غوطة دمشق الشرقية التي يسيطر عليها "جيش الإسلام" منذ أكثر من 3 سنوات وهو حاصل على إجازة في الهندسة الكهربائية عام 1984 وعلى درجة الماجستير في مجال الطاقة من جامعة دمشق، ولخميس باع طويل في مجال الكهرباء حيث كلف مديرا عاما للشركة العامة لكهرباء محافظة ريف دمشق بين عامي 2005 و2008 ومديرا عاما للمؤسسة العامة لتوزيع واستثمار الطاقة الكهربائية بين عامي 2008 و2011 وهو عضو قيادة قطرية في حزب البعث الحاكم منذ عام 2013 ويعمل وزيرا للكهرباء منذ عام 2011، ولم يفاجئ قرار تكليفه برئاسة الحكومة الجديدة حيث كان من بين الأسماء المرشحة المتداولة في وسائل الإعلام لتسلم هذا المنصب إلى جانب رجل الأعمال الحلبي فارس الشهابي إلا أن عضوية عماد خميس في حزب البعث يبدو كانت بيضة القبان الذي رجحت كفته على الشهابي المعروف بأنه لا ينتمي إلى أي حزب سوري.
ويعتبر رئيس الحكومة المكلف الشخصية الأكثر جدلا في سورية والأكثر تناولا في وسائل التواصل الاجتماعي سواء بالسخرية منه أو التهجم عليه بسبب إشرافه على قطاع الكهرباء الذي يمس حياة جميع السوريين الذين يعانون الويلات من انقطاع التيار الكهربائي بعد خروج العديد من محطات توليد الطاقة من الخدمة نتيجة ما لحق بها من اضرار في الصراع الدائر في البلاد منذ عام 2011، ومن خلال رصد مواقع التواصل الاجتماعي نجد أنه تكاد لا تخلو صفحة من التندر على وزير الكهرباء والسخرية من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وصلت في بعض الأحيان إلى 18 ساعة في العديد من المناطق ناهيك تناوله نتيجة تحيزه للمناطق الراقية التي يقطن فيها أصحاب الذوات والمسؤولين وعدم تقنين الكهرباء عنها الأمر الذي نفاه أكثر من مرة بالقول إنه يطبق عدالة في تقنين الكهرباء على الجميع.
وأكد خميس في العديد من جلساته واجتماعاته الشخصية أنه يقرأ جميع ما ينشر عنه في الفيسبوك ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي ويقوم بالاحتفاظ بنسخ منها لدى ارشيف خاص به وأنه يتقبل النقد بكل رحابة صدر معتبرا أن المواطنين لديهم الحق في توجيه الانتقاد لوزارته لأنهم بحاجة ماسة للكهرباء قبل أن يستدرك بالقول "لو كانوا يعرفون حقيقة الواقع الكهربائي في سورية لما كتبوا كلمة واحدة ضده.. بل على العكس سيشكرون ويباركون ما يقوم به من جهود لضمان استمرار الكهرباء ولو بالحدود الدنيا.
ويرى خميس أن المواطنين يتناولون قطاع الكهرباء لأنهم على علاقة مباشرة يهذا القطاع الحيوي ولكنهم يتجاهلون السكك الحديدية مثلا والتي خرجت من الخدمة بشكل كامل في سورية خلال الحرب المستمرة في البلاد رغم أن واقع القطاعين متشابه إلى حد ما بسبب انتشار شبكاتهما في جميع ارجاء البلاد، الأمر المؤكد أن رئيس الحكومة الجديد لم يزر مسقط رأسه بلدة "عربين" منذ أكثر من 4 سنوات بسبب سيطرة المجموعات المسلحة عليها إلا انه يعزي نفسه بالقول "إن كل منطقة أو قرية أو بلدة في سورية هي بلدي ووطني".
أرسل تعليقك