واشنطن ـ عادل سلامة
أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف الزياني، أن "النظام في إيران مصمم على تصدير ثورته وأفكاره الدينية المتطرفة، وتهديد دول الجوار، منتهكاً جميع المواثيق والقوانين الدولية"، لافتاً إلى "دور إيران في دعم ميليشيات الحوثي في اليمن بالعتاد والأسلحة والصواريخ التي تطلقها على المناطق المدنية السعودية"، مؤكداً "ضرورة مواجهة النفوذ الإيراني المهدد لحركة الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر".
وقال الزياني في كلمة افتتاحية للمؤتمر السنوي السابع والعشرين لصنّاع السياسة الأميركيين والعرب، الذي بدأت أعماله يوم أمس الأربعاء، في العاصمة الأميركية واشنطن: إن "الرؤية المستقبلية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يجب أن تكون نابعة من واقع التحديات التي تواجهها، مشيراً إلى أبرز التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط والتي تحتاج إلى رؤية تتفق عليها دول المنطقة قائمة على تحقيق الأمن والاستقرار والسلام، وتتطلب إعداد استراتيجية شاملة أساسها الترابط والاعتماد المتبادل بين الدول المتقاربة سياسياً".
وتطرق الأمين العام لمجلس التعاون لمبدأ الترابط والاعتمادية المتبادلة ودوره في بلورة مستقبل المنطقة من خلال تطبيق مجموعة من الأطر والشبكات والمعايير والآليات التي تجمع ما بين المصلحة الوطنية والمنفعة الإقليمية، وتغلب التعاون على الصراع. وقال الزياني: إن "ما حققته القارة الأوروبية من استقرار ونهضة تنموية وازدهار راجع إلى تطبيق مبدأ الترابط والاعتماد المتبادل بين الدول الأوروبية من خلال الترابط والتكامل بين المنظمات والشبكات الأوروبية، والبنية التحتية الطبيعية التي تربط الدول والشعوب، مدعومة بأهداف وقيم مشتركة، كما أن منظومة شبكات الطرق والسكك الحديدية وشبكات الطاقة المشتركة ومعابر التوريد التجاري الحدودية، والمستويات غير المسبوقة للتجارة البينية الإقليمية جعلت الدول والشعوب الأوروبية أكثر حرصاً واهتماماً باستدامة السلام والتعاون والازدهار".
ونوّه أمين عام مجلس التعاون الخليجي، بضرورة تبني استجابة منسقة وقوية تجاه الدول والجماعات التي تحاول زعزعة استقرار المنطقة، وما تشتمل عليه هذه الاستجابة من إجراءات سياسية واقتصادية، مشيراً إلى الدور الإيراني وسلوك إيران المزعزع لاستقرار وأمن دول المنطقة. وأكد الدور المهم للحلفاء الدوليين مثل الولايات المتحدة الأميركية في تجسيد رؤية الترابط والاعتمادية المتبادلة والتعاون الإقليمي بين دول منطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال دعم الجهود الإقليمية لتطوير شبكات للتعاون البيني الإقليمي لإنشاء المؤسسات والروابط وتعزيز الثقة اللازمة، ومن خلال تشجيعها الفاعل للأطراف المعنية كافة على التحرك بجدية وصدق نحو تحقيق هذا الهدف.
وأوضح الدكتور الزياني، أن التسلح بالإرادة السياسية والشجاعة والتفاهم والمرونة وتعزيز المصالح المشتركة هو السبيل لإيجاد منطقة تنعم بالسلام والتعاون والترابط، مسبوقة بتبني رؤية بعيدة الأمد أساسها الترابط والاعتمادية المتبادلة والتعاون الإقليمي، وأن الهدف السامي المراد تحقيقه من الترابط والاعتمادية المتبادلة والتعاون الإقليمي يجب أن يكون جاذباً، وأن تكون المكاسب والمزايا المتوقعة ملموسة للجميع، وبخاصة شعوب المنطقة الذين يعانون من الصراعات والأزمات، مشيراً إلى دور تقنية المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي إلى جانب الدعم من الأصدقاء الدوليين في توضيح المنافع التي ستحظى بها شعوب المنطقة من عودة الاستقرار والسلام إليها.
يذكر أن أعمال المؤتمر السنوي الـ27 لصانعي السياسات العربية الأميركية، الذي ينظمه المجلس الوطني للعلاقات العربية الأميركية سيعقد لمدة يومين، بحضور عددٍ من القادة والمؤثرين في منظمات العلاقات العربية والأميركية؛ بهدف تبادل المعلومات ومناقشة الاستراتيجيات، ومتابعة الفرص لتعزيز التعاون في المجالات المشتركة للعلاقات المستقبلية بين الولايات المتحدة والدول العربية.
أرسل تعليقك