واشنطن ـ يوسف مكي
جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تأكيده بأنه "لا يريد الإضرار بالمصالح الأميركية من خلال فرض عقوبات على المملكة العربية السعودية بسبب اختفاء الصحافي السعودي المفقود جمال خاشقجي"، لكنه رغم ذلك، وعد "بعقوبة صارمة إذا ثبُت تورط الرياض في مقتله". وقال ترامب حسب ما نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية: "لقد كان خاشقجي مراسلاً للحقيقة، واختفاؤه هو أمر مريب ومثير للاشمئزاز".
وأوضحت "الغارديان" أن تصريحات ترامب وردت في مقابلة مع شبكة "سي بي أس" في البيت الأبيض يوم الخميس الماضي، والتي ستذاع مساء اليوم الأحد، وهو أول حوار له مع الشبكة منذ أن تحدث بعد انتخابه في عام 2016.
الصحافي خاشقجي، المقيم الدائم في الولايات المتحدة، كان من أبرز المعارضين للحكومة السعودية، وقد اختفت آثاره منذ 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ولم يظهر منذ دخوله مقر القنصلية السعودية في اسطنبول. ويعتقد المحققون الأتراك أنه "قتل على يد أفراد داخل قنصلية بلاده، استناداً الى تسجيلات صوتية ومرئية مزعومة حصلت عليها مؤخرا".
وقد نفت الرياض على لسان أكثر من مسؤول، تورطها في القضية، لكن تصاعد ردود الأفعال والضغوط الدولية تزامنت مع إعلان عدد من الشركات الغربية التجارية والمؤسسات الاعلامية الكبرى، عدم مشاركتها في قمة اقتصادية استثمارية ستنعقد في الرياض هذا الشهر.
وقال ترامب، خلال استقباله في البيت الأبيض القس الأميركي أندرو برانسون الذي أفرجت السلطات التركية عنه يوم الجمعة، (في خطوة وصفها بعض المحللين إنها محاولة لأنقرة للتودد إلى واشنطن)، إنه "سيتصل اليوم أو غدا بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بشأن قضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي.
ورداً على أسئلة الصحفيين، قال الرئيس الأميركي إن "إطلاق سراح برونسون كان "مصادفة" أتت في الوقت الذي أُعلن فيه عن اختفاء الصحفي السعودي. وردا على سؤال حول ما إذا كان وزير الخزانة، ستيفن منوشن ، سيحضر القمة الاقتصادية في السعودية ، أحال ترامب السؤال إلى وزير خارجيته مايك بومبيو، والذي أوضح إنه لا يزال "يقيّم" الوضع ويبحث الأمر مع منوشين.
وأشار ترامب إلى أنه لم يسمع التسجيل الصوتي الذي يدعي اثبات مقتل خاشقجي ، لكنه قال سيكون ذلك "قريبًا"، مؤكدا إنه سيتواصل مع الملك سلمان "اليوم أو غدا".
وكرَّر الرئيس الأميركي، أمس السبت، ما قاله في وقت سابق من هذا الأسبوع، من أن "واشنطن ستعاقب نفسها إذا أوقفت مبيعاتها العسكرية من الأسلحة إلى السعودية بسبب قضية الصحفي المختفي خاشقجي". وأشار ترامب الى أن "هناك أشياء أخرى يمكن أن تفعلها الولايات المتحدة لمعاقبة السعودية إذا ما تأكد قتلها خاشقجي".
ووفقاً لمقطع مسرب صدر، يوم السبت عن المقابلة، سُئل ترامب عما إذا كان يعتقد أن خاشقجي قد قُتل على يد السعوديين فأجاب: "لا أحد يعرف حتى الآن، لكن ربما سنتمكن من معرفة ذلك قريباً، يتم التحقيق في الأمر ويتم النظر إليه بقوة، وسنكون مستاءين وغاضبين جداً من الملك سلمان إذا كان الأمر كذلك، فحتى هذه اللحظة ينكر الملك ذلك بشدة". وتابع ترامب: "إذا سألتي عن رأيي، هنالك احتمال كبير بأنهم من فعلوا ذلك".
وسئل عما اذا كان سيدعم فرض العقوبات على الرياض على النحو الذي اقترحته مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي؟ أجاب ترامب: "يعتمد الأمر على شكل العقوبات."
ولم تعلن تركيا، التي تجري تحقيقا في القضية، حتى الآن فرضيتها الرسمية حول مصير خاشقجي، إلا أن مصادر عديدة بينها أمنية، ذكرت أن تقديراتها الأولية تدل على أن الصحفي السعودي قتل داخل قنصلية بلاده وهو ما تنفيه الرياض.
أرسل تعليقك