واشنطن - يوسف مكي
أعلنت جريدة "ينس سافاك" التركية، مقتل زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، في غارة جوية أميركية في الرقة. ويمثل مقتله ضربة كبيرة للمتطرفين، لا سيما بعد مقتل 50 شخصًا في ملهى ليلي في أورلاندو على يد رجل بايع "داعش" قبل ارتكاب الجريمة.
وظهرت تقارير في السابق تزعم قتل أو جرح البغدادي الذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين قبل عامين، وكانت معلومات غير صحيحة. وأشار موقع أنباء 24 إلى قتل البغدادي، الأحد، في غارة جوية في سورية، إلا أنه لم يكن هناك أي تأكيدات لوفاته من قبل الولايات المتحدة أو قوى التحالف الأخرى التي استهدفت المجموعة المتطرفة في سورية والعراق. وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أنه لا يعلم بقتل أي أهداف قيادية.
وولد البغدادي باسم إبراهيم عواد إبراهيم البدري، عام 1961، في مدينة سامراء في العراق، وينتمي إلى عائلة سنية من الطبقة المتوسطة الدنيا، وتزعم قبيلته أن نسلها ينحدر من سلالة النبي محمد. وكان البغدادي في شبابه مراقبًا دقيقًا للقانون الديني، ويمكن أن يقرأ القران من أوله إلى أخره. وقاد البغدادي التنظيم الإرهابي سيئ السمعة وأحيا حظ التنظيم في شن هجمات بشعة في جميع أنحاء سورية والعراق، ولا يزال البغدادي ينأى بنفسه عن الأضواء ويحيط نفسه بهالة من الغموض ولا يظهر علنًا بشكل كبير، نظرًا للمكافأة المرصودة للحصول عليه والمقدرة بـ 10 مليون دولار.
ويعدّ وضع البغدادي في تناقض شديد مع أمثله مثل أسامه بن لادن، والذي كان يظهر بانتظام في أشرطة فيديو، ناشرًا رسائل الكراهية وكان معروفًا دوليًا قبل هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، ولكن ظهور البغدادي الوحيد كان خلال فيديو في الصيف الماضي عندما ألقى خطبة في مسجد في مدينة الموصل شمال العراق، وأظهر الفيديو رجل ذو لحية سوداء ورمادية، مرتديًا عباءة وعمامة سوداء. وأعلن الفيديو بعد نجاح التنظيم في السيطرة على ثاني أكبر مدينة عراقية في لحظة مرعبة سلطت الضوء على مدى سرعة تنظيم "داعش" في السيطرة على الأراضي.
وذّكرت تقارير المخابرات العراقية أن البغدادي الذي قيل أنه حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، وكان أستاذًا في جامعة تكريت، تزوج من إمرأة ثانية ولديه منها ابن أخر، وانضم البغدادي إلى التمرد الذي اندلع بعد غزو العراق 2003 بقيادة الولايات المتحدة، وقضى وقتًا في السجن العسكري الأميركي جنوب البلاد، لكنه لم يبايع زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري الذي حث "داعش" على التركيز على العراق وترك سورية لجماعة "جبهة النُصرة"، وتحدى البغدادي ومقاتلوه زعيم تنظيم "القاعدة" علنًا ما دفع بعض المعلقين إلى الاعتقاد بأنه يحظى بمكانة أعلى بين العديد من المسلحين الإسلاميين، وفضلًا عن عدم اليقين بشأن هوية البغدادي الحقيقية يبقى مكان وجوده غير واضح، على الرغم من وجود تقارير تشير إلى أنه في الرقة لكنها تقارير غير مؤكدة.
وأشارا تقريران العام الماضي إلى إصابة البغدادي في الغارات الجوية، لكنها تقارير غير دقيقة، وهرب البغدادي من الموت في ديسمبر/ كانون الأول عندما هاجمت الطائرات الأميركية قافلة من سيارتين في ضواحي الموصل.
أرسل تعليقك