أنقرة - جلال فواز
دعت تركيا روسيا للعمل كفريق والقيام بعمليات عسكرية مشتركة في محاولة لسحق داعش في سورية بعد يوم واحد من التهديد بمغادرة حلف الناتو، وجاء ذلك عقب محادثات حاسمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، وأدلى وزير الخارجية التركي ميلفوت كافاسوغلو بالدعوة حيث كان الوفد التركي في روسيا لإجراء محادثات لتنسيق الإجراءات بشأن سورية وغيرها من القضايا الثنائية، وأوضح, "سنناقش كافة التفاصيل ودومًا ما ندعو روسيا لتنفيذ عمليات عسكرية مشتركة ضد داعش"، وحث روسيا على القتال ضد العدو المشترك ممثلا في متطرفو داعش في سورية، وتابع كافاسوغلو "دعونا نقاتل ضد التنظيم الإرهابي معا حتى نسحقه في أقرب وقت"، محذرًا من توقع التنظيم وانتشاره في بلدان أخرى ما يتم القضاء عليه.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد فقط من قول تركيا بأنها يمكن أن تغادر حلف الناتو لعدم وجود دعم من قبل الدول الغربية الأخرى والعداء تجاه الرئيس أردوغان، وتعد تركيا ثاني أكبر قوة عسكرية في الناتو بعد الولايات المتحدة وهي حليف حاسم في ظل تعرض الغرب لصراع غير مسبوق واضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، وزار الرئيس التركي أردوغان ثاني مدينة روسية سانت بطرسبرغ الثلاثاء في أول رحلة له للخارج منذ محاولة الانقلاب عليه في 15 يوليو/ تموز، وكان ذلك أول لقاء مباشر بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ اسقاط طائرة مقاتلة روسية من قبل القوات الجوية التركية على الحدود السورية في نوفمبر/ تشرين الثاني والتي أضرت بالعلاقات بين البلدين.
وانتُقدت تركيا كعضو في حلف الناتو من قبل شركائها الغربيين لعدم لعب دور كامل في مكافحة داعش إلا أن مشاركتها ارتفعت العام الماضي عندما عرضت على القوات الأميركية استخدام قاعدة جوية للهجمات ضد التنظيم، وقامت تركيا بغارات جوية ضد داعش من تلقاء نفسها على الرغم من أنه كان يعتقد أنها أوقفت العمليات العسكرية عقب حادث الطائرة الروسية، وضم الوفد التركي في موسكو ثلاثة أشخاص ممثلين عن الجيش والاستخبارات والشؤون الخارجية ومُكلفين بتنفيذ القرارات، وأفاد كافاسوغلو أن التعاون الوثيق بين تركيا وروسيا سيساعد على منع الحوادث في المستقبل مثل أزمة إسقاط الطائرة.
وأضاف, "العديد من الدول تشارك بنشاط في سورية فربما يكون هناك أخطاء، ولمنع ذلك نحن بحاجة إلى وضع آلية للتعاون والتضامن لتبادل المعلومات الاستخباراتية في الوقت الحقيقي"، وأوضح أن هناك حاجة للاتصالات في الوقت الحقيقي بين الرئيسين والمسؤولين العسكريين للبلدين.
أرسل تعليقك