واشنطن - يوسف مكي
أثارت أقوال ضيفة "فوكس نيوز" جانين بيرو، المقربة من دونالد ترامب، الذعر والغضب عندما أشارت إلى قرار النائبة البرلمانية إلهان عمر بارتداء الحجاب، بأنه يعني معارضتها للدستور الأميركي، واتهمت بيرو، إلهان بأنها مناهضة لإسرائيل ومؤمنة بالشريعة الإسلامية.
جاءت هذه المزاعم وسط استمرار التداعيات بشأن تعليقات إلهان عُمر الأسبوع الماضي، والتي قالت فيها إنها تتعرض لضغوط للالتزام بالولاء إلى إسرائيل، وأضافت بيرو في برنامج Justice with Judge Jeanine مساء السبت "فكروا في الأمر، إنها لم تحصل على هذه النظرة المعادية لإسرائيل من الحزب الديمقراطي، وإن لم تكن متجذرة في الحزب فمن أين حصلت عليها؟ فكروا في الأمر، إنها ترتدي الحجاب الذي أمر به القرآن النساء حتى لا يتعرضن للتحرش، هل التزامها بهذه العقيدة الإسلامية يدل على تمسكها بالشريعة؟ والتي تناقض في حد ذاتها الدستور الأميركي".
ورغم مزاعم السيدة بيرو فإنه لا يوجد دليل على أن السيدة عُمر اقترحت تطبيق الشريعة أو أعربت عن معارضتها للدستور الأميركي، ووصف بريان كلاس العالم السياسي الأميركي في جامعة كوليدج في لندن تعليقات بيرو بأنها "كراهية صارخة وسخيفة ضد الإسلام من حليف مقرب من الرئيس ترامب، هل سيدين أي من الجمهوريين هذه التصريحات".
إقرأ أيضًا : دونالد ترامب "مُنقذ الأمة" خلال تجمّع المحافظين السنوي
وغرّد قاسم راشد المحامي والحقوقي الناشط في مجال حقوق الإنسان "هل سيدين أي شخص هذا الخوف الشديد من الأجانب؟ منطق بيرو، هل هناك راهبان كاثولين ضد دستور الولايات المتحدة بسبب عادتهن؟"، ودافعت السيدة عمر في نوفمبر/ تشرين الثاني عن ارتدائها الحجاب في الكونغرس الذي رفع الحظر على ارتداء غطاء الرأس في الجلسات والذي استمر لمدة 181 عاما ليسمح لها بارتدائه داخل غرفة الجلسات.
وغرّدت عمر "أنا التي اختارت ارتداء غطاء على رأسي، إنها اختيار الذي تحميه المادة الأولى من الدستور، وهذا لن يكون آخر حظر أعمل على رفعه"، وتنص إحدى آيات القرآن الكريم على ارتداء الحجاب قائلة "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا".
وأصدر مجلس النواب الجمعة قرارا بأغلبية 407 إلى 23 يدين اللاسامية وغيرها من أشكال الكراهية ردا على تعليقات السيدة عُمر، وأدان القرار اللاسامية بوصفها "تعبيرات بغيضة عن التعصب تتناقض مع القيم والتطلعات التي تمثل شعب الولايات المتحدة"، كما أدان المجلس التمييز والتعصب ضد المسلمين.
وقالت السيدة عمر أمام الجمهور في واشنطن الأسبوع الماضي "أريد أن أتحدث عن النفوذ السياسي في هذا البلد الذي يعتبر أنه من الأفضل للناس أن يدفعوا من أجل الولاء إلى دولة أجنبية"، موضحة في تعليقات لاحقة أنه لا يجب عليها أن تتعهد بالولاء أو الدعم لدولة أجنبية حتى تخدم في الكونغرس.
وانتقد عدد من الديمقراطيين تعليقات السيدة عمر، حيث زعم البعض أن التحدث عن الولاء إلى إسرائيل يستدعي مجازا معاداة السامية، بينما حصلت عمر على الدعم من النائبة ألكسندريان أوكاسيو كورتز، التي أوضحت أن انتقد عمر أمر "جارح" وأن "القضية تستحق النقاش".
ودعمت السيدة بيرو الرئيس ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2016، وعُرفت بتقديم دفاعات حماسية عن الرئيس في فوكس نيوز، كما دعمت السيد ترامب في مزاعمه بشأن التحقيقات الفيدرالية في إدارته، وشوهدت بيرو العام الماضي في صورة مع ترامب في البيت الأبيض مع كتابها "الكاذبون والمسربون والليبراليون.. المؤامرة المناهضة لترامب".
قد يهمك أيضًا:
واشنطن تُرسل قوات عسكرية لمواجهة إيران على الحدود "العراقية – السورية"
ترامب يعتزم تغريم الدول الحلفاء تكلفة استضافة القوات الأميركية
أرسل تعليقك