واشنطن يوسف مكي
واجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، انتقادات عدة بعد القمة التاريخية التي جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء. وخلال مؤتمر صحافي عقب المحادثات الخاصة التي استمرت أكثر من ساعتين، فاجأ ترامب العالم بإجابة عن سؤال بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، وبدا كأنه يرفض الاستنتاجات التي توصلت إليها وكالات الاستخبارات الأميركية، وبدلا من ذلك يبدو اقتنع بكلمات بوتين بأن روسيا لم تتدخل في الانتخابات لهزيمة هيلاري كلينتون، ودفع ذلك مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعي إلى إغراق "تويتر" و"انستغرام" للسخرية من ترامب، إذ يصوره العديد منهم بصورة الدمية المتحركة بالخيوط التي يحركها بوتين، واستخدم أحدهم صورة مشهورة لبوتين بلا قميص على ظهر الخيل، وقام بوضع ترامب خلفه بينما وضعه آخر مع ميمي "صديق مشوش".
وأظهر عدد من الكوميكس منها أن الرئيس الأميركي طفل بوتين، وصورة أخرى تصوره طفلا يسير بحبل من قبل الرجل الروسي القوي. وأظهرت بعض الكوميكس ترامب وبوتين يرتديان ملابس جلدية، وأظهر ترامب غمزة لفلاديمير بوتين مع هاشتاغ #TreasonSummit وشخص آخر يصورهما يتناولان نفس قطعة المعكرونة مع تعليق "سيدة وترامب".
وتعكس الصور وضع ترامب كشخصية شبه مستقلة في إدارته، التي ما زالت متمسكة بالشكوك بشأن ما إذا كان الروس حاولوا التأثير في الانتخابات.
ويقول كبار مسؤولي الأمن القومي، إن وكالات الاستخبارات الأميركية صرحت بذلك. وإن التحقيق المستمر الذي يجريه المحامي الخاص، عن روسيا حدد مسارا مفصلا لمحاولات ونجاحات الروس من أجل سرقة اتصالات الحزب الديمقراطي وحملة هيلاري كلينتون وتسريب رسائل ووثائق إلكترونية محرجة، لكن في المؤتمر الصحافي المشترك مع بوتين وترامب، قال ترامب: "قالوا إنهم يعتقدون بأنها روسيا، لكن الرئيس بوتين قال إنها ليست روسيا، ولا أرى أي سبب لرفضه".
وقبل بضع دقائق فقط على نفس المنصة، كان بوتين قدم سببا للاعتراف بأنه يريد أن يفوز على ترامب حتى في الوقت الذي ينكر فيه تدخل موسكو من أي وقت مضى، وبعد ساعات قليلة من المؤتمر الصحافي، اتهمت الحكومة الأميركية امرأة روسية بالتآمر للعمل كوكيل للكرملين أثناء التسلل إلى مجموعات سياسية، أما مارينا بوتينا (29 عاما)، فقد زُعم أنها تعمل كعميلة روسية سرية أثناء إقامتها في واشنطن، حيث يجمع المعلومات الاستخباراتية عن مسؤولين أميركيين ومنظمات سياسية وتعمل على إنشاء خطوط اتصالات خلفية للكرملين.
لم يقدم المحامي الخاص روبرت مولر الاتهام ضد بوتينا، لكن أوراق المحكمة تبين أن أنشطتها كانت تدور بشأن السياسة الأميركية خلال حملة 2016، وشملت جهودا لاستخدام الاتصالات مع الرابطة الوطنية للبنادق لتطوير العلاقات مع الساسة الأميركيين وجمع المعلومات الاستخبارية عن روسيا، لكن اتهم مولر الأسبوع الماضي 12 من ضباط المخابرات العسكرية الروسية، مدعيا مؤامرة شاملة للتدخل في الانتخابات، وكانت التهم هي الأولى لربط هذا السلوك الإجرامي المزعوم مباشرة بالكرملين.
كانت اللغة المستخدمة من قبل الديمقراطيين أكثر صرامة بما في ذلك اتهامات "الخيانة"، وقال تشاك شومر كبير الديمقراطيين في مجلس الشيوخ: "بالنسبة إلى وجود رئيس الولايات المتحدة إلى جانب الرئيس بوتين ضد تطبيق القانون الأميركي، فإن مسؤولي الدفاع الأميركيين، ووكالات الاستخبارات الأميركية لا تفكر".
وقال ممثل الحزب الديمقراطي في كاليفورنيا جيمي غوميز: "الفشل في الدفاع عن الولايات المتحدة هو على أمر على وشك الخيانة"، وأوضح عضو الكونغرس آدم شيف، وهو ديمقراطي بارز في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي، إن ترامب أعطى بوتين "الضوء الأخضر للتدخل في عام 2018".
كان السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي أكثر صراحة حيث قال "لقد كانت هذه الرحلة بأكملها مجرد إصبع ضخم من الرئيس ترامب إلى بلده.. و"مجرد تراجع الفك", واعتبر بيان التعاطف مع الحملة غير مألوف من قبل المخابرات الأميركية ضد البيت الأبيض، وكان رؤساء الجواسيس المتقاعدين أكثر عملية، إذ وصف جيمس كلابر، صاحب شركة Coater، قبول ترامب لبوتين بأنه "استسلام مذهل"، بينما وصفه رئيس وكالة المخابرات المركزية السابق جون برينان بأنه "لا يعبر عنها بأقل من الخيانة".
أرسل تعليقك