باريس ـ مارينا منصف
يعمل الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، في مكتب مذهب مع إطلالة على حدائق قصر الإليزيه التي كانت في السابق غرفة نوم يوجيني، زوجة الإمبراطور نابليون الثالث، حيث جاء ماكرون في غموض وفي أقل من عام ليكون واحدًا من أكثر الوجوه المعروفة في العالم كزعيم لفرنسا، بينما لم يكن له أي ميل "لا اليسار أو اليمين".
وقال فرانسوا هيسبورغ، من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية :"إنه يستفيد من مشاكل الآخرين"، وأضاف :"ألمانيا ليست لديها حكومة، بريطانيا حولت نفسها إلى هدف من التوسط الدولي, والولايات المتحدة ينظر إليها أكثر فأكثر كجزء من المشكلة، وليس الحل".
وقد سيطر ماكرون على وسائل الإعلام كثيرة في لندن وواشنطن قد يختلفون مع هذا الرأي، ولكن على نطاق واسع فالرئيس الفرنسي قد تدخل بسرعة وثقة بالنفس، وهو دور ستختبره فرنسا في العام المقبل، بينما يخشى كبار موظفي الخدمة المدنية وقادة الجيش في باريس من تجاوز طموح ماكرون المفرط لموارد البلاد.
وعلق دبلوماسي "أن ماكرون لن يفقد من قبل جيل الألفية الليبرالية من حوله. وأن هذا هو الرئيس الذي يلتزم التزاما لا يرحم بالمصالح الفرنسية التقليدية سواء في أوروبا أو في بقية العالم "، حيث يعتزم القيام بزيارة تعتبر الأولى لطهران من قبل زعيم فرنسي على مدى عقود، وذلك من شأنه أن يدعم الاتفاق النووي بين إيران والغرب، وبيُعد فرنسا عن إدارة ترامب ويؤكد بُعد إرادته للتدخل في العالم الإسلامي .
وفي الأسابيع الأخيرة، عاند ماكرون المملكة العربية السعودية لإنقاذ رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وزار عبد العزيز بوتفليقة الزعيم المعتدل والمنعزل في الجزائر وذلك في الوقت الذي وجه فيه حملة عسكرية ضد الجهادية الدولية.
وبينما تقوم القوات الفرنسية بدوريات في الشوارع في الداخل لردع الإرهاب، فإنها تقاتل أيضًا معارك حقيقية في بلاد الشام وأفريقيا، وذلك في شراسة لا يلمحها الجمهور إلا نادرا. وقد صرحت صحيفة "صنداى تايمز" بأنه كان من المفيد جدا أن يقوم جنرال فرنسي بوضع مسدسه لإطلاق النار على مهاجميه من مسافة قريبة, وذلك كناية عن الاعتداءات المتتالية على فرنسا.
وقد توجه ماكرون إلى النيغر لزيارة الجنود الذين يخدمون في عملية "برخان"، الحملة المناهضة للجهاديين في منطقة الساحل، قبل عيد الميلاد مباشرة - وقال في عشاء للقوات المسلحة أُعد في الاليزيه. "إنني اعرف أن كل يوم بالنسبة لكم توجد به مهمة ولا توجد مهمة بدون خطر"، مشيرا إلى أن المحافظين وصقور الأمن القومي يشككون في قلة خبرته وسياساته الليبرالية.
وقال الجنرال بيير دو فيلييرز، الذي استقال من منصبه كرئيس لموظفي الدفاع احتجاجًا على خفض الميزانية العسكرية "المشكلة هي أن هذه الالتزامات تقلل من قدراتنا بنحو الثلث". وقد رد فريق ماكرون بأن التخفيضات كانت خطوة مؤقتة، وسوف تحصل القوات المسلحة على المزيد في السنوات المقبلة.
ويستيقظ ماكرون في وقت مبكر ويخصص جانبا ساعة ونصف للقراءة قبل اجتماعه الأول في التاسعة صباحا، ويلعب التنس ويعمل بها مع حراسه الشخصيين، أما زوجته بريجيت، 64 عاما، غالبا ما تكون جنبا إلى جنب معه في الأماكن العامة. وقد أمرت الطهاة بتقديم 10 أجزاء من الفاكهة أو الخضار يوميا وحظر الوجبات السريعة.
أرسل تعليقك