الرئيس الأسد ينفي تحمل مسؤولية أزمة الحرب في سورية
آخر تحديث 22:58:49 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أكد بقائه في السلطة حتى نهاية فترته الرئاسية الثالثة في 2021

الرئيس الأسد ينفي تحمل مسؤولية أزمة الحرب في سورية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الرئيس الأسد ينفي تحمل مسؤولية أزمة الحرب في سورية

الرئيس السوري بشار الأسد
لندن - كاتيا حداد

رحب الرئيس السوري بشار الأسد بضيوفه الصحافيين الغربيين، الذين زاروه في قصره الفرنسي العثماني الكائن أسفل جبل قاسيون، في دمشق، مؤكدًا أن الحكومات الغربية أخطأت منذ البداية في تأييدهم للميليشيات المعارضة، واعدًا ضيوفه في الوقت نفسه بعهد جديد من الانفتاح والشفافية والحوار في سورية.

وأشار إلى صراع الهوية الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا حق كل سوري في أن يحظى بكافة حقوقه كمواطن كامل. ورفض الأسد أن يتحمل مسؤولية الحرب الدائرة في بلاده منذ أكثر من خمسة أعوام، ملقيًا باللوم على الولايات المتحدة والميليشيات الإسلامية، مؤكدًا أن حكومته والقوات الأمنية العاملة معها لا تحمل على عاتقها أي قدر من المسؤولية بشأن الأحداث المفجعة التي شهدتها بلاده طيلة هذه الفترة.

ويظل التغيير السياسي أمرًا مستبعدًا حتى تنتصر القوات الحكومية في المعركة. وتوقع الأسد أن يبقى قابعًا على رأس السلطة في بلاده حتى نهاية فترته الرئاسية الثالثة، والتي من المقرر أن تنتهي في عام 2021. وأضاف أن حالة النسيج المجتمعي في سورية، البلد التي شرد أكثر من نصف سكانها، بينما قتل مئات الألاف من مواطنيها جراء الحرب الحالية، وأصبح أفضل بكثير إذا ما قورن بمرحلة ما قبل الحرب.

وأعرّب الرئيس السوري عن ثقته في قدرة قواته على استغلال لحظات الزخم، لاستعادة السيطرة على كافة الأراضي السورية، حتى وأن كان ذلك سيحدث بدعم من قبل القوات الجوية الروسية، التي تقوم حاليا بقصّف معاقل المتمردين في مدينة حلب السورية. وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه بالرغم من خط الانفتاح الجديد الذي تبناه الأسد وحاشيته، إلا أنه مازال صارمًا تجاه المعارضة السياسية سواء في بلاده أو في الخارج، مؤكدًا رفضه الكامل للاعتراف بأي مظالم أو حقوق مشروعة، كانت السبب في الاحتجاجات السلمية التي اجتاحت البلاد مع بداية الانتفاضة السورية في عام 2011.

وأضافت الصحيفة أن النظام السوري يرى أن الولايات المتحدة كانت بمثابة الداعم الأكبر لتنظيم "داعش"، وغيرها من الميليشيات المتطرفة الأخرى، ووصف الرئيس السوري الدعاوى حول ارتكابه ونظامه جرائم حرب في سورية، بأنها دعاوى مفبركة وتحمل أهدافًا سياسية.

وأضاف الأسد "لقد كنت مجرد عنوان ... الرئيس السيء أو الولد الشرير الذي يقتل الطيبين، والسبب الحقيقي وراء هذا الحديث هو إسقاط الحكومة فقط لأنها لا تتناسب مع المعايير التي وضعتها الولايات المتحدة". ويستطرد الرئيس السوري أنه بالرغم من مقتل الألاف من السوريين على يد الجماعات المسلحة، فإنه لا يوجد من يتحدث عن جرائم حرب أرتكبت على يد خصومه من المعارضة المسلحة".

وتأتي تصريحات الرئيس السوري، بعد يوم واحد من إدانة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وكذلك بعض المنظمات الحقوقية، وعلى رأسها منظمة العفو الدولية، للجماعات المسلحة لقيامها بقصف الأقسام الخاضعة تحت سيطرة النظام الحاكم في سورية، بشكل عشوائي، وهو الأمر الذي أدى مقتل عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة. ولكن تبقى الانتهاكات الأكبر ارتكبت على يد النظام، في ظل قيام طائرات النظام بقصف المساكن التي يقطنها المدنيين في معاقل المعارضة، إضافة إلى اعتقال أعداد كبيرة من النشطاء والمتظاهرين السلميين يوميًا في سجون النظام، حيث يتعرضون للتعذيب على يد النظام السوري، إضافة إلى الحصار الذي يفرضه النظام السوري لتجويع سكان المناطق الخاضعة تحت سيطرة المعارضة.

وتابع الرئيس السوري "دعونا نفترض صدق الادعاءات بأن هذا الرئيس قتل شعبه، في الوقت الذي تقدم فيه الولايات المتحدة الدعم للسوريين، ولكن يبقى التساؤل هنا من الذي ساندني حتى أبقى الرئيس بعد خمسة أعوام ونصف كاملة؟ كيف يمكنني البقاء في منصبي طيلة هذه الفترة إذا ما لم أكن حظى بدعم من قبل شعبي؟" ويستطرد مقهقهًا، بحسب الوصف الذي قالته الصحيفة، "إنها دعاوى ليس لها علاقة بالواقع".

وتعلق "نيويورك تايمز" على كلمات الأسد بقولها أن الرئيس السوري، ربما يحظى بتأييد عميق من قبل أوساط يعتقد البعض أنها معارضة له، بجانب أيضًا الدعم الكبير الذي حصل عليه من روسيا وإيران وحزب الله اللبناني، موضحة أن قطاع كبير، ممن لا يروق لهم سياساته، يدعمونه خوفًا من بديل متطرف يبدو ظاهرًا في الأفق أو لحماية الدولة من الانهيار المحتمل حال سقوطه، وهو الأمر الذي يعترف به الرئيس السوري نفسه. وأضاف "لقد أدركوا قيمة الدولة، ولذلك انضموا لصفوفنا رغم خلافهم معنا، وهو الأمر الذي ساهم بصورة كبيرة في تعزيز النسيج المجتمعي في الداخل السوري".

وجاءت تصريحات الأسد بعد مؤتمر الجمعية السورية البريطانية، برئاسة حماه فواز الأخرس المنظمة، والذي استمر لمدة يومين، حيث حظى بحضور العشرات من الصحافيين والمحللين الدوليين. وتقول الصحيفة عن العاصمة السورية دمشق، إنها أقل توترًا مما كانت عليه قبل عام أو عامين، وذلك بعد التقدم الذي حققته القوات الموالية للحكومة بفضل صفقات المصالحة مع الضواحي المحاصرة، وذلك بالرغم من أنه لا تزال هناك ضربات جوية على بعض الضواحي، وسقوط قذائف هاون المتمردين على المدينة، وإن كان بصورة أقل كثيرًا عن ذي قبل، بينما تكتظ حانات جديدة في المدينة القديمة التاريخية بالزائرين.

وكانت الرسالة الرئيسية التي قدمها المؤتمر، في الكلمات التي ألقاها مسؤولي النظام ومستشاريه وحتى الرئيس السوري نفسه، هي الإعراب عن الثقة المتناهية في أن الانتصار قادم لا محالة، معربين في الوقت نفسه في التواصل مع الغرب وفتح صفحة جديدة من العلاقات، ولكن بشروطهم. ويقول وزير الخارجية السوري وليد المعلم "الأمر يرجع للغرب، عليهم إعادة التفكير في سياساتهم من جديد."

وأضاف أن الحكومة تحارب في المرحلة الراهنة من أجل تحقيق الانتصار على المتمردين الذين يرفضون الخضوع لسيادة الحكومة، سواء كانوا من الأكراد أو المتشددين الموالين للقاعدة، أو الجماعات المتمردة المدعومة من قبل الولايات المتحدة للقتال في حلب، مستبعدًا في الوقت نفسه أي اتفاق يحقق للمعارضة السيطرة على شرق مدينة حلب. وأضاف المعلم أن "مثل هذا الاتفاق من شأنه تقديم مكافأة للقتلة".

وأكد الرئيس السوري أن نظامه مازال لديه حوار مع العديد من القوى الغربية من خلال قنوات مختلفة، إلا أن هذا لا يعني سورية ستتخلى عن سيادتها. وتقول الصحيفة الأميركية إن التصريح يبدو واثقًا إلى حد كبير، ولكنه يأتي في ظل صورة أكثر تعقيدًا، في ظل اعتماد النظام السوري على القصف الجوي الروسي، وكذلك الميليشيات الموالية لهم من العراق ولبنان وإيران، إلا أنه بالرغم من ذلك مازالت المعركة طويلة للغاية.

وتباهى الأسد خلال حواره بعشقه للتكنلوجيا، مؤكدًا أنه تمكن من تعزيز شبكات التليفون المحمول المتواجدة في سورية خلال سنوات الحرب، موضحًا في الوقت نفسه أن التقارير التي ثارت حول حبه لألعاب الفيديو ليست واقعية، حيث أنه لم يلعب في حياته سوى لعبة الأتاري. وردًا على سؤال حول كيفية تغيير أو إعادة بناء الدولة السورية، يقول الأسد إن التغيير ينبغي أن يكون في العقلية التي تدير الإقليم، موضحًا أن بنية الإقليم القائمة على الدين ينبغي أن تتغير تمامًا.

واختتم حديثه قائلًا "أن مفهوم الأسلمة الذي يسيطر على الإقليم يبدو تحديًا في غاية الخطورة، لأنه يعني ببساطة عدم قبول أي شخص مهما كان لأنه مختلف عني، بينما الحاجة إلى العلمانية، التي تقوم في الأساس على حرية الاعتقاد".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس الأسد ينفي تحمل مسؤولية أزمة الحرب في سورية الرئيس الأسد ينفي تحمل مسؤولية أزمة الحرب في سورية



GMT 20:59 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 20:58 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

شرطة نيويورك تبحث عن رجل أضاع خاتم الخطوبة

GMT 09:44 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد بن سعيد يدشن " فندق ألوفت دبي ساوث " فى الامارات

GMT 23:20 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد الشامسي جاهز للمشاركة مع الإمارات أمام عمان

GMT 01:40 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

حمود سلطان يطالب برحيل المدرب الاماراتي مهدي علي

GMT 10:48 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

الطاولات الجانبية في الديكور لتزيين غرفة الجلوس

GMT 19:49 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

سيفاس سبور يكتسح قيصري سبور برباعية في الدوري التركي

GMT 00:03 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحالف معظم الكواكب لدعمك ومساعدتك في هذا الشهر

GMT 08:50 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب الأهلي يقهر عجمان بثلاثية في الدوري الإماراتي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates