أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المسلحين الأكراد في سورية "مستمرة حتى تتحقق أهدافها".
وشدد أردوغان، في حديثه أمام البرلمان التركي، على أن قوات بلاده ستتوغل 35 كيلومترا داخل الأراضي السورية، لكن العملية ستتوقف في حال ألقى المقاتلون الأكراد أسلحتهم وتوفير "منطقة آمنة" على الحدود بين البلدين.
وجاءت تعليقات أردوغان الأخيرة بينما تبدأ العملية العسكرية التركية في شمال سوريا أسبوعها الثاني.
ورفض الرئيس التركي، في وقت سابق، الدعوات التي تطالبه بوقف إطلاق النار في شمال سوريا، قائلا إن العملية العسكرية ضد المقاتلين الأكراد ستستمر بالرغم من العقوبات التي فرضتها واشنطن.
وأكد أنه لن يتفاوض أبدا مع الأكراد، وإنه عازم على إنشاء منطقة آمنة على الحدود بين تركيا وسوريا.
وبحسب ما أفادت به "قناة "إن تي في" التلفزيونية، فإن أردوغان أبلغ نظيره الأمريكي دونالد ترامب بأن أنقرة لن تعلن وقف إطلاق النار في شمال شرق سوريا على الإطلاقة.
وأضاف أردوغان أنه "لا يشعر بالقلق إزاء العقوبات الأمريكية على أنقرة".
ويستعد نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، ووزير الخارجية، مايك بومبيو، إلى التوجه إلى تركيا للتوسط في وقف القتال. وقال أردوغان إنه سيجتمع مع الاثنين.
وحذرت روسيا من أنها لن تسمح بأي اشتباكات مع الجيش السوري، الذي تحرك إلى الشمال، في المناطق التي انسحبت منها القوات الأمريكية.
أقـــــــرأ أيضـــــــــا:
سعي المستثمرين للملاذ الآمن يدعم الين والدولار والذهب
هدف العملية التركية
وكانت تركيا قد شنت هجومها في شمال سوريا لإبعاد المقاتلين الأكراد - بحسب ما قالت - عقب انسحاب جنود الولايات المتحدة، حليفها الرئيسي من المنطقة.
وتنظر أنقرة إلى تحالف قوات سوريا الديمقراطية، الذي يتزعمه الأكراد، باعتباره منظمة "إرهابية"، ولا بد من إبعاد مقاتليها من منطقة الحدود.
معارك شرسة نشبت بين القوات التركية والأكراد
وتقول إنها تريد إنشاء "منطقة آمنة" بعمق 30 كم داخل سوريا، لإعادة توطين مليوني لاجئ سوري يوجدون في تركيا حاليا.
ولكن قوات الحكومة السورية، التي تدعمها روسيا، تقدمت إلى الشمال في نهاية الأسبوع الماضي، في أعقاب التوصل إلى اتفاق مع الأكراد.
وقال أردوغان، متحدثا إلى الصحفيين المرافقين له على متن طائرة من باكو، "إن المحادثات مع واشنطن وموسكو بشأن بلدتي منبج وعين العرب (كوباني) السوريتين ما زالت مستمرة".
وأضاف إنه "ليس أمرا سلبيا" أن يدخل الجيش السوري منبج، طالما أخليت المنطقة من المسلحين، حسبما قالت قناة إن تي في التلفزيونية.
العقوبات التي فرضتها واشنطن
ويقول منتقدون إن انسحاب جنود الولايات المتحدة من المنطقة، الذي أعلن الأسبوع الماضي، أعطى تركيا "الضوء الأخضر".
وفرض الرئيس الأمريكي عقوبات على تركيا شملت وزارتي الدفاع والطاقة، ووزراء الطاقة والدفاع والداخلية، كما أوقف مفاوضات تجارية معها، عقب الانتقادات التي تعرض لها، واتهامه بالتخلي عن الأكراد.
وطالت العقوبات اثنين من الوزراء وثلاثة من كبار المسؤولين.
ووصف وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشن العقوبات بأنها "قوية جدا" وستؤثر بشكل كبير في الاقتصاد التركي.
وقوات الجيش السوري تمكنت من دخول المنطقة الشمالية بعد الاتفاق مع الأكراد
ونشرت وزارة الخزانة الأمريكية بيانا جاء فيه أن العقوبات استهدفت "وزيرين وثلاثة مسؤولين بارزين في الحكومة التركية ردا على العمليات العسكرية في سوريا".
وأضاف البيان "أفعال الحكومة التركية تهدد المدنيين الأبرياء وتزعزع الاستقرار في المنطقة، كما أنها تقوض الجهود الرامية لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية".
وحذر نائب الرئيس الأمريكي من أن "العقوبات ستتواصل وقد تزيد إن لم توافق تركيا على وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء العنف وبدء محادثات لتسوية طويلة الأمد بشأن الموقف على الحدود مع سوريا".
وأكد بنس أن بلاده "لم تعط الضوء الأخضر لتركيا لغزو سوريا".
وكانت واشنطن قد قالت في وقت سابق إن "التوغل التركي غير المقبول في سوريا أدى إلى إطلاق سراح مسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية
قد يهمك أيضًا :
تصاعد القلق بين المستثمرين وارتفع معدل التضخم في تركيا
أرسل تعليقك