كشفت اعترافات بعض العملاء، الذين ألقت أجهزة حركة "حماس" القبض عليهم أخيرًا في قطاع غزّة، أو الذين سلموا أنفسهم، عن قصص قادت لإسقاطهم في وحل الخيانة، دون أن يدرك بعضهم بأنّه يتم استدراجه من حيث لا يشعر.
ونشر موقع "المجد" الأمني، التابع لحركة "حماس" في القطاع إحدى قصص العملاء الذين سقطوا في وحل الخيانة، بهدف أخذ العبرة منها.
وأبرز الموقع أنَّ الشاب (م و) يبلغ من العمر 33 عامًا، ويعمل سائق أجرة، سقط في وحل الخيانة لصالح دولة الاحتلال لمدة ستة أعوام، بعد أن تمّ استدراجه عبر فتاة اتصلت به، متنكرة بصفة موظفة تعمل في جمعية خيرية في القدس المحتلة.
وأضاف الموقع أنَّ "الفتاة عرضت عليه تقديم خدمة إنسانية ومساعدات مالية، حيث قامت بتحويل 200 دولار أميركي له، بعد أربعة أيام من اتصالها الأول".
وأشار إلى أنَّ "الفتاة أعادت الاتصال به، ووعدته بالمزيد، وقامت بتحويله إلى مديرها، لكي يساعده، بعد أن أوصته بذلك، إذ طلب مديرها (ضابط المخابرات الإسرائيلي) معلومات بسيطة عن جيرانه وبعض أقاربه بحجة تقديم مساعدات لهم".
وبيّنت التحقيقات أنه بعد أيام عرض عليه الضابط العمل معه من أجل "السلام"، ووعده بمساعدة مالية شهرية كراتب، ووافق العميل على "الخيانة" شريطة أنَّ لا يعرف أحد، لكن المعلومات التي قدمها أدت إلى اغتيال أحد أقاربه.
وفيما يعتبر العملاء "الكنز الثمين" للمخابرات الإسرائيلية في قطاع غزة لتزويدها بمعلومات تقود إلى بناء بنك الأهداف لجيش الاحتلال لملاحقة المقاومين، أطلقت المقاومة قبل أيام عملية أمنية سميت بـ"خنق الرقاب"، شملت حملة اعتقالات لعدد من المشبوهين بالعمالة، وفرض إقامة جبرية على عدد آخر وتشكيل محكمة ثورية لتنفيذ الأحكام والقصاص أمام الملء لعدد من الذين أثبتوا تورطهم بالدليل البين والقاطع لأي شك.
ونفّذت المقاومة، الجمعة الماضي، حملة إعدامات، طالت 18 عميلاً، في ضوء أنباء عن تمكن "هاكرز" من الوصول لكشف بأسماء العملاء للمخابرات الإسرائيلية، أثناء قرصنة لأجهزة الكمبيوتر للمخابرات الإسرائيلية، وتم نقله إلى المقاومة.
ولم تستبعد جهات أمنيّة في غزة حصول المقاومة "على معلومات ثمينة وسرية بشأن العملاء"، وقال مسؤول أمني كبير أنَّ "أمن المقاومة تمكن من الوصول إلى معلومات خطيرة، ستغير الكثير في مجال مكافحة التخابر".
وأكّد المسؤول احتمال تشكيل ضربات جيدة وقاسية لجهاز "الشاباك" الإسرائيلي وعملائه، ملمحًا إلى أنه "لا يوجد دائرة أمنية مغلقة، فلكل جواد كبوة، والشيخوخة نخرت في عظم جهاز الشاباك"، دون أن يستبعد "الحصول على هذه المعلومات باستخدام وسائل تقنية متقدمة".
وكشف "محمد إكس"، كما يطلق على نفسه، أحد أعضاء فريق "هاكرز" عالمي، أنّهم "سجلوا اختراقات متقدمة في أنظمة حواسيب للاحتلال، واستطاعوا إمداد المقاومة بمعلومات وبيانات حساسة"، موضحًا أنَّ "عمليات الاختراق قد تستغرق أشهر، لكن ثمارها مميزة".
وفي تفنيد للادعاءات بأن الاحتلال يمتلك منظومة أمنية قوية، بيّن المسؤول أنَّ "اختراق الاحتلال وجهاز مخابراته ليس بالأمر السهل، لكنه ليس مستحيل"، مستذكرًا عمليات الاختراق التي قامت بها منظمة "أنيموس"، وكشف عن بيانات ومعلومات سرية ومشفرة خلال الأعوام الماضية.
وأكد ضباط أمني في أمن المقاومة أنَّ "لديهم معلومات كبيرة وحساسة تصلهم بوسائل عدة، لا يأخذ أو يسلم بها دون تفنيد أو فحص من طرفهم، وهذا الذي يدفع إلى التأخر في إلقاء القبض على بعض المشبوهين، الذين هم تحت المراقبة والمتابعة الأمنية إلى حين اكتمال ملفاتهم".
ودعا المسؤول من سقطوا في وحل العمالة إلى "تسليم أنفسهم والكشف عن المعلومات التي قدموها للاحتلال، فمهما طالت فترة خيانتهم ستصلهم يد المقاومة والأجهزة الأمنية، وسيبقى حضن الوطن أحن عليهم من عدوهم"، على حد تعبيره.
أرسل تعليقك