تجربة مأساوية لصحافية ألمانية في سجون أردوغان
آخر تحديث 13:23:14 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

قبعت خلف الأسوار لمدة ثمانية أشهر

تجربة مأساوية لصحافية ألمانية في سجون أردوغان

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - تجربة مأساوية لصحافية ألمانية في سجون أردوغان

الصحفية الألمانية ميسالي تولو
برلين - صوت الامارات

تحدثت الصحافية السجينة السابقة في سجون أردوغان لصحيفة بيلد الألمانية عن مرارة ما واجهته بعدما تم القبض عليها من قبل فرقة مكافحة الإرهاب. وبعد خروجها من السجن كتبت الصحفية كتابًا عنوانه: "ابني يبقى معي -كرهينة سياسية في السجن التركي –ولماذا الأمر لم ينته بعد".

تم سجن الصحفية الألمانية ميسالي تولو (35 عامًا) لمدة ثمانية أشهر، في سجن باكيركوي للنساء في إسطنبول، منها خمسة أشهر مع ابنها الصغير سركان (في ذلك الحين يبلغ من العمر عامين). في الوقت نفسه، جلس زوجها سوات كورلو (39 عامًا) في جناح سيليفري شديد الحراسة (بالقرب من إسطنبول). الادعاءات: الدعاية للإرهاب، الانتماء إلى جماعة إرهابية –كل الأمور التي يتهمهم فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (65 عاماً)، يريد من خلالها تكميم أفواههم، كما تقول.

اقرا ايضا :

تفاصيل مُثيرة بشأن حرق طالبة في بنغلاديش

زخلال الفترة الدرامية في السجن، كتبت تولو كتابها ("ابني يبقى معي -كرهينة سياسية في السجن التركي –ولماذا الأمر لم ينته بعد"، صحيفة بيلد الألمانية التقت تولو وأجرت معها مقابلة.

اللحظة الأكثر ألما
بيلد: السيدة تولو، لقد كنت في السجن التركي لمدة ثمانية أشهر. ما هي اللحظة الأكثر ألمًا التي كان عليك أن تتذكريها في كتابك؟
ميسالي تولو: "لقد كانت اللحظات التي فكرت فيها كيف انفصل ابني عني هي الجزء الأسوأ، فلم أكُن أعرف كيف هو حاله وما حدث له. لقد مرّ عامان الآن، واعتقدت أن الأمر سيُصبح أفضل من ذي قبل، ولكن لم يحدث ذلك".

بيلد: في ليلة 30 أبريل 2017، ألقت قوات الكوماندوز لمكافحة الإرهاب القبض عليها في شقتها في إسطنبول وأخذتها بعيدًا، تاركةً ابنها البالغ من العمر 28 شهراً وحده. هل يُمكنكِ أن تنامي جيداً مرة أخرى الآن؟
تولو: "عندما أُفرج عني من السجن في إسطنبول، ولكن لم يُسمح لي بمغادرة البلاد، لم أنم طوال الليل. منذُ أن عدت إلى وطني، شعرت بحالٍ أفضل. فأنا أعرف أنني في أمان في ألمانيا".

يوميات طفلي
بيلد: ابنك، سيركان، يبلغ الآن من العمر 4 سنوات. هل ينام بشكلٍ جيّد الآن؟
تولو: "نعم، بعد أن وجدنا حياتنا اليومية، أصبح كل شيء أفضل. لقد نسي أشياء كثيرة. وهذا أمرٌ جيد. الآن هو يذهب إلى روضة الأطفال ولديه حياة طبيعية."

بيلد: كيف تبدو حياتك الجديدة الآن؟
تولو: "آخذ سركان إلى روضة الأطفال كل صباح، وأمارس الرياضة والسباحة في فترة بعد الظهر. أحاول العمل كصحفية مرةً أخرى. يتنقّل زوجي بين ألمانيا وتركيا. ولكن إذا كان هنا، فنحن عائلة عادية".

بيلد: كان سركان في السجن التركي معك لمدة خمسة أشهر. كيف توصلت إلى فكرة نقل طفلك إلى السجن؟
تولو: "في الأسابيع الأولى التي اعتقلت فيها، كنت متأكدًة من أنني يجب أن أرسل سيركان إلى عائلتي في ألمانيا. لكن بعدما لم أعد أتواجد في زنزانةٍ انفرادية وحصلت على الدعم في زنزانة المجتمع، غيّرتُ رأيي، كان الأمر الحاسم بالنسبة لي هو الأخبار التي تُفيد بأن سيركان ليس في حالٍ جيد كما كان الحال عندما كان معي حتى ذلك الحين. لقد افتقدني كثيرًا لدرجة أنه كان منزعجًا تمامًا".

بيلد: كيف لطفلٍ صغير أن يُغيّر الحياة اليومية في السجن؟
تولو: "في زنزانتي كانت هناك 16 امرأة في البداية، فيما بعد 26. لم يكن لديهن أطفال. من قبل، كان كل يوم هو نفسه بالنسبة لهن. لذلك، كنّ سعيدات بالتغيير مع سيركان. مرّ الوقت بشكلٍ أسرع للجميع. فقط بعدما سُمِحَ له بمغادرة السجن مرارًا وتكرارًا لزيارة والده في سجن آخر، أدرك أن الحياة في الخارج أجمل، ثم أراد أن يغادر".

اللغة التركية
بيلد: قرّرَ ابنك البالغ من العمر عامين بعد خمسة أشهر أنه لم يعد يريد أن يكون في السجن معك.
تولو: "لقد كان حقا قراره. في البداية لم يظل في الزنزانة بدوني، لكن بعد أن أدرك أنني أواصل العودة لأنني لا أستطيع الخروج من السجن، أصبح أكثر ثقة بالنفس وأصبح يعرف، "أمي لا يمكنها الخروج من هنا، وسأظل أجدها هنا."

بيلد: ما الذي تعلمه سركان في السجن؟
تولو: "كان عمره عامان في ذلك الوقت، لقد تخلصنا من الحفاضات واللهايات في المنزل. واختلط كل شيء في السجن. حتى الآن، كان يتحدث الألمانية فقط. في السجن، تعلم ابني اللغة التركية الكاملة. حيث علمته النزيلات الأخريات الأغاني والرقصات التركية، ولم يكن يعرف كل شيء".

بيلد: كيف يُمكن للمرء أن يُفسّر لطفلٍ ما هو السجن؟
تولو: "إذا كان المرء يعرف أن الآخر بريء، فلا يمكنه أن يُفسر ذلك كعقاب. لقد أخبرت سيركان أن السجن شيء لا يمكننا أن نقرره. لقد قلت،" أنا هنا، لكنني لا أريد أن أكون هنا. ولم أكن لأتركك خلفي طوعًا، وسنعود إلى المنزل يومًا ما. لقد رأى سركان الرجال يصطحبونني معهم، لذلك فهم أن هذه ليست ظروفًا طبيعية."

بيلد: ما الذي أعطاكِ القوة في السجن؟
تولو: "عندما تلاحظ كيف يمُر الوقت دون أمل، فإنك تقع في حفرةٍ عميقة. ولكن بعد بضعة أشهر تلقيت الكثير من البريد. بطاقات بريدية متسلسلة أخبرني بها الغرباء قصصاً وأدركت: رغم أن الدولة حاولت إغلاق جميع الأبواب أمامي، إلّا أنّ الغرباء فتحوا عالمهم أمامي، مما جعلني أقوى، لقد أعطاني الأمل في أن يكتب لي أشخاص من ألمانيا دون خوف أسماءهم وعناوينهم الحقيقية، على الرغم من أن كل شيء في السجن يتم فحصه وأرشفته".

بيلد: أنتِ مواطنة ألمانية. هل شعرت بأنه تمّ التخلي عنك من قِبَل ألمانيا؟
تولو: "لا، لم يتم إبلاغ السفارة الألمانية بسجني لفترةٍ طويلة. تم رفض الزيارات. لم أكن أعرف أن شخصًا ما في برلين يعرف اسمي. لم أكن أعرف أن الصحفيين يسألون الحكومة الألمانية عما سيكون عليه مصيري، لكن لم تكن لدي أي توقعات من الحكومة الألمانية. لم أكن أريد أبدًا معاملة تجارية أو خاصة، لقد أردت فقط حقوقي".

بيلد: محاكمتك مستمرة في تركيا. إلى متى ستدوم؟
تولو: "يعتقد المحامون أن المحاكمة ستنتهي في العام المقبل على أبعد تقدير. حتى الآن، لم يتغير شيء في المضمون. حتى لو كنت لا أؤمن بهذا النظام القانوني، ما زلت أريد تبرئة. أريد حرية العودة إلى تركيا، أريد الحرية للذهاب إلى حيث أريد أن أذهب".

حظر السفر عن زوجي
بيلد: هل لديك تواصل مع النساء اللواتي كُنّ قاطنات معك في السجن؟
تولو: "لقد قمت بزيارتهن عدة مرات في السجن بعد إطلاق سراحي. والآن أكتبُ لهن الرسائل."

بيلد: بعد عودتك إلى ألمانيا، سافرت مرةً أخرى إلى تركيا لحضور محاكمتك. لماذا؟
تولو: "أردت أن أبدي موقفًا-أيضا لزملائي في تركيا، الذين لا ينظر إلى حزنهم أيّ أحد. وخلال هذه المحاكمة، تم رفع حظر السفر عن زوجي، ويمكنه بعد ذلك أن يأتي إلينا في ألمانيا".

بيلد: يحمل كتابك عنوان "كرهينةٍ سياسية في الحجز التركي-ولماذا الأمر لم ينته بعد". لماذا لم ينته بعد؟
تولو: "لأنه لا يزال هناك صحفيون ومحامون وأكاديميون في تركيا يُحاكمون ويُضطهدون. بالنسبة لي، فإن هذه القصة ستنتهي عندما يتغير الوضع السياسي".

بيلد: هل يمكنك أن تتخيلي العيش في إسطنبول مرة أخرى؟
تولو: "أحب أن أعيش في إسطنبول مرة أخرى. أحب هذه المدينة، البلد بأكمله".

بيلد: هل يتعيّن على الحكومة الألمانية تغيير سياستها تجاه تركيا؟
تولو: "تركيا ليست شريكًا موثوقًا به. وسياسة أردوغان غير إنسانية، فهي تنتهك حقوق الإنسان. العديد من القواعد التي وضعها حزب العدالة والتنمية لا يتمسَّك بها الحزب بنفسه. نتائج الانتخابات المحلية يتم تحديها، على الرغم من أن حزب العدالة والتنمية يقول دائمًا إن إرادة الشعب تظهر في صناديق الاقتراع. الحكومة الألمانية بحاجة إلى شريك ديمقراطي ويجب ألا تتخذ قراراتها من وجهة نظرٍ اقتصادية".

بيلد: هل تؤمن بتركيا بدون حكومة حزب العدالة والتنمية وأردوغان؟
تولو: "هذه تركيا كانت قبلهم موجودة بالفعل، وأعتقد اعتقاداً راسخًا أن ذلك سوف يحدث مرة أخرى. لكنني أعرف أيضًا أنه إذا اختفى حزب العدالة والتنمية وأردوغان يومًا ما، فلن يكون الأمر بهذه السهولة. جميع المؤسسات مجوّفة ومزوّدة بكوادر أردوغان وحزبه. تركيا لديها مسافة طويلة نحو الديمقراطية".

قد يهمك ايضا

ميشيل أوباما تُوجِّه رسالة مُؤثِّرة إلى الفرنسيين

أصغر برلمانية أميركية تقترح قطع المساعدات عن إسرائيل

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة مأساوية لصحافية ألمانية في سجون أردوغان تجربة مأساوية لصحافية ألمانية في سجون أردوغان



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 05:35 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة
 صوت الإمارات - الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"

GMT 01:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كلوب يكشف السبب الرئيسي لسقوط ليفربول أمام ساوثهامبتون

GMT 12:49 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يوضِّح تعرّضه للأذى في برشلونة سبب خروجه عن صمته
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates