محطة كابيتال إف إم صوت الشباب السوداني بعد العزلة
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بعد 20 عامًا من العقوبات الاقتصادية على نظام البشير

محطة "كابيتال إف إم" صوت الشباب السوداني بعد العزلة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - محطة "كابيتال إف إم" صوت الشباب السوداني بعد العزلة

طه العروبي و رئيس المحطه الاذاعية
الخرطوم ـ جمال إمام

قبل عقد من الزمن كان من الممكن حساب عدد المحطات الإذاعية في السودان، وكانت الدولة الواقعة فى شمال أفريقيا تنعم بالمال النفطى، وتتمتع عاصمتها الخرطوم، بازدهار العقارات؛ وكان المستثمرون من الصين والهند والخليج يفيضون إليها، ولكن بالنسبة للشباب السوداني لم يكن هناك سوى القليل.

ويقول طه العروبي: "كانوا جميعا يغادرون البلاد، كل الأطفال الذكية يريدون الخروج من السودان".
 وقد غادر العروبي، وهو سوداني إيراني، إلى الولايات المتحدة خلال الثمانينات المضطربة في السودان، وبدأت الرحلة أولا في مصر، ثم في بريطانيا والولايات المتحدة، وأصبح متخصصًا في الدي جي ومنتج تسجيلات، وفي نهاية المطاف عاد في عام 2005 إلى بلدٍ حيث كانت تختلف عن التي عرفها في شابه، وهي الآن ذات حكم استبدادي متحفظ تماما وتحت عقوبات أميركية تهدف إلى إطاحة بالنظام العسكري للرئيس عمر البشير المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بسبب الإبادة الجماعية المزعومة في دارفور، وقد اندثرت موسيقى البوب ​​-جنبا إلى جنب مع الملابس الغربية والسينما -منذ فترة طويلة، منذ "الثورة الوطنية للخلاص" التي أعقبت انقلاب البشير في عام 1989.

يقول العروبي: "لقد وجدت هناك هذا الفراغ هنا"،  لذلك قرر إنشاء محطة إذاعية للموسيقى الغربية والحديث، باللغة الإنجليزية، حول نوع من القضايا التي جذبت الشباب السوداني، ويضيف: "لم تكن فكرة محطة إذاعية مجرد عزف موسيقى البوب ​​مقبولة، قالت لي الحكومة بصراحة: أنت لن تحصل على هذا الترخيص".

ولكن بعد ست سنوات، وبفضل جهوده الدؤوبة، ردت الحكومة، وفي عام 2013 أطلقت العروبي محطة "كابيتال إف إم"، واليوم، فإن المحطة التي يطلق عليها "مكبر الصوت للشباب" لديها ما يقرب من 2 مليون مستمع، وما زالت هي المحطة الإذاعية الأسرع نموا في بلد لديها الآن أكثر من 40 مليون نسمة، ويقول العروبي: "اعتقدت أنها ستكون في مكانة كبيرة جدا، لكنها فجرت كل شيء".

إن نجاح كابيتال إف إم هو علامة على التحولات المتعثرة التي حدثت في السودان على مدى السنوات القليلة الماضية، ففي 12 تشرين الأول/ أكتوبر رفعت الولايات المتحدة أخيرا العقوبات الاقتصادية، مما أنهى 20 عاما من عزلة السودان عن الاقتصاد العالمي، وحسنت السودان، وفقا لحكومة الولايات المتحدة، وصول المساعدات الإنسانية، وبذلت جهودا لإنهاء الصراعات الداخلية التي طال أمدها، وعززت جهودها لمكافحة الإرهاب، وقد بدأ النظام في الخرطوم، يعود مرة أخرى إلى مداره.

ولا يملك جيل كامل من الشباب السوداني أي ذكرى للحياة قبل فرض العقبات، التي شكلت علاقتها العميقة مع العالم الخارجي، وتقول هناء علي، 28 عاما، وهو صيدلي يأخذ دروسا باللغة الإنجليزية في فصل دراسي يطل على النيل في وسط الخرطوم: "لقد عزلنا عقليا"، وأضافت "إنها ليست عزلة اقتصادية فقط".

ويوجد ما يقرب من 60 في المائة من السودانيين تحت سن 24 عاما، وحوالي الربع عاطلون عن العمل، على الرغم من أن العدد يرجح أن يكون أعلى بكثير في الخرطوم والمناطق الحضرية الأخرى، وقد ازداد هذا الرقم بالكاد منذ عام 1991، وقد أثار ذلك غضب واسع النطاق تجاه الحكومة، وقد تم قمع الاحتجاجات الطلابية بين عامي 2011 و2013 بوحشية من قبل الشرطة، مما أسفر عن مقتل العشرات وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، وقد احتج الألاف فى أبريل/نيسان من العام الماضي عقب وفاة طالب فى شمال كردفان بوسط السودان، وعلى الرغم من أن الحكومة فشلت في الغرب منذ سنوات، إلا أن العديد من الشباب السودانيين ألقوا باللائمة على الألم الناجم عن العقوبات.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محطة كابيتال إف إم صوت الشباب السوداني بعد العزلة محطة كابيتال إف إم صوت الشباب السوداني بعد العزلة



GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:15 2015 الأربعاء ,25 شباط / فبراير

تنحي برلماني بريطاني بارز بسبب فضيحة رشوة

GMT 08:26 2013 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

"قيامة" مجموعة روائية تتناول علاقة العلم بالإيمان

GMT 21:24 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سلافة معمار مثيرة في أحدث جلسة تصوير بعدسة بو منصور

GMT 14:49 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

6 نصائح من خبراء الديكور لغرف نوم مميزة لأطفالك التوأم

GMT 05:00 2019 الإثنين ,15 تموز / يوليو

بان كيك بالشوكولاتة

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

الأهلي يواجه طلائع الجيش في دوري سوبر السلة

GMT 08:28 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بليزر مخطط لإطلالة نحيفة للمحجبات في موسم الشتاء

GMT 00:51 2016 السبت ,13 شباط / فبراير

Tiffany & Co تحمل هدايا يوم الحب لكِ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates