كاتب يرسل تقارير مرسومة بالألوان المائية عن صراع الشرق
آخر تحديث 20:11:20 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

رصد القتال ضد تنظيم "داعش" وآثاره الكارثية

كاتب يرسل تقارير مرسومة بالألوان المائية عن صراع الشرق

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - كاتب يرسل تقارير مرسومة بالألوان المائية عن صراع الشرق

تنظيم "داعش"
لندن - صوت الامارات

وجد الصحافي العامل في مجلة "غارديان"، غيث عبد الأحد، نفسه في موقع عسكري مؤقت في المدينة القديمة، في يوليو/تموز  الماضي، بينما كان الجيش العراقي يحرر الموصل بعد تسعة أشهر من القتال الكارثي ضد جماعة "داعش"،  ووقتها دمُر المبنى للغاية، وكان من الصعب معرفة ما كان عليه من قبل - مركز تسوق، ربما، أو فندق، كما انهارت الأرضية، لذلك كان عليك المشي على الوصلات الخشبية، بحسب قوله.
وأضاف "أن الجنود كانوا ينامون هناك، كانت هناك مقاومة ضعيفة لتنظيم داعش ضعيفة من اثنين من الشوارع  البعيدة، وما زالت هناك غارات جوية، ويمكن أن تسمع إطلاق نار القناصين"، فالمدينة القديمة أصبحت أنقاضًا ولم يشهد عبد الأحد أبدًا مشهدًا مثل هذا الدمار الكامل، حيث قال "لقد كنت أغطي الحروب لمدة 14 عامًا في سورية واليمن والعراق"، ويواصل: "وأنا لم أر قط أي شيء مثل مدينة الموصل القديمة، أنت لا تستطيع أن ترى شوارع الآن، لا يمكنك التمييز بين المباني، إنها مجرد كومة من الخرسانة والركام".
يعمل عبد الأحد باستخدام كاميرا ودفتر, في الموصل التقط لقطات فيديو لفيلم وثائقي لإرفاقه بتقريره، ولكن على مدى العامين الماضيين كان يستخدم وسيلة أخرى لفهم ما يراه: كراسة الرسم مع الألوان المائية والأقلام، وفي المركز العسكري في الموصل، لاحظ أن هناك زوجين من النوافذ تطل على المدينة المدمرة، التي زارها مرات عدة قبل أن يسيطر عليها تنظيم داعش في عام 2014، وقد تعلق بهذا المشهد، ألتقط له صورة كتذكار، وفي وقت لاحق، عندما انتهت مهمته في الموصل، قام برسم المشهد، ولم تكن هذه العملية جديدة تمامًا على عبد الواحد، قبل أن يصبح صحافيًا في عام 2004، كان مهندس معماري في بغداد، ويقوم بتنفيذ الرسومات طوال الوقت، ويقول "اتجهت إلى العمارة لأنني أحب الرسم".
كان الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق في عام 2003  هو الذي أدى إلى انتقاله إلى الصحافة، بعد دخول الدبابات الأميركية إلى بغداد، عمل عبد الأحد كمترجم للغارديان، ثم عمل مصححًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، وبعد عام، أصبح مراسل الغارديان في الشرق الأوسط، وعندما انطلقت حياته المهنية الجديدة - حصل على جائزة الصحافة البريطانية في عام 2008 وجائزة أورويل للصحافة في عام 2014 – توقف عمله بالرسم، "ذهبت في طريق ومكان آخر، ولم أستطع فعلا أن أمسك بقلم لمدة ثماني أو تسع سنوات".
 
الآن عاد إلى حماسه بسبب جيمي ويلسون، رئيس قسم الأخبار الدولية في الغارديان، الذي لاحظ أن عبد الأحد يعبث في مؤتمر، وكلفه بكتابة ورسم صور لقصة عن اللاجئين السوريين في تركيا - التي جرت في أبريل/نيسان 2016، وقبل فترة طويلة، كان عبد الأحد يأخذ كراسة الرسم معه أثناء أداء مهامه، على الرغم من انه طالما ما يؤكد انه لا يرسم بينما الرصاصات تطير من فوق رأسه، يقول: "أنا لا أخذ الألوان المائية وأجلس في وسط منطقة حرب، هذا سيكون جنونا"، بدلا من ذلك، يقوم برسومات سريعة بالقلم والورق خلال لحظات الهدوء ويقوم بتفصيلها وتحسينها وذلك باستخدام المائية، عندما يعود في غرفته بالفندق أو في المنزل في اسطنبول.
 
لعل هذا يخدم عدة أغراض، "أدركت أنه إذا بدأت في رسم مشهد ما عندما أكون على الأرض، في وقت لاحق، عندما أقوم بكتابته ذلك، أتذكر ذلك بشكل جيد مما لو كنت التقطت صورة"، وهو يشبه الفرق بين رسم مشهد وتصويره إلى تدوين الملاحظات في مقابلة مقابل استخدام مسجل صوت، "عند تسجيل المحادثة، تفقد التركيز، أنا لا أهتم كثيرًا بما يقوله الشخص لأنني أعلم أنني أسجل كل شيء، "إنه الشيء نفسه مع الكاميرات، أنت تلاحظ محيطك بتركيز أقل إذا كنت تعرف أنه يمكنك إعادة تشغيل المشهد على الكمبيوتر المحمول الخاص بك في وقت لاحق.
يوجد هناك الكثير والكثير من الدفاتر ولوحات الرسم المتراكمة في منزل عبد الأحد والتي ستصبح في متناول اليدين الآن، فهو يقوم حاليا بكتابة كتاب عن تجاربه كمراسل يركز معظمه على المهام التي أداها في العراق وسوريا واليمن، سيتم نسخ العديد من رسوماته - يُقدر انه رسم أكثر من 100 - في كتاب.
والرسم له فائدة أخرى أيضًا: فهو يساعده على التعامل مع المواقف الصادمة التي واجهها في جميع أنحاء الشرق الأوسط (احُتجز مرتين كمراسل، مرة واحدة من قبل طالبان في أفغانستان في عام 2010، ومرة ​​ثانية من قبل الموالين للقذافي خلال عام 2011 الصراع في ليبيا)، "عندما أكون في مكان صعب، منطقة الحرب، يكون الرسم مثل ممارسة علاجية مذهلة"، كما يقول، وأضاف "إنها مريحة جدا".

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كاتب يرسل تقارير مرسومة بالألوان المائية عن صراع الشرق كاتب يرسل تقارير مرسومة بالألوان المائية عن صراع الشرق



GMT 13:02 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

محترف حل المكعبات يحقّق رقمًا قياسيًا عالميًا رائعًا

GMT 00:39 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على صيحات الديكور التي ستختفي في 2019

GMT 12:41 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

استخدمي الأسلوب الفينتاج لديكورغرفة المعيشة في منزلك

GMT 01:05 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

"قانون جديد" الرواية الأولى لمؤمن المحمدي

GMT 14:12 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

"مخطوطة العسافي" دراسة وتحقيق للباحث قاسم الرويس

GMT 13:31 2015 السبت ,24 كانون الثاني / يناير

"حكايات الحب الأول" مجموعة قصصية لعمار علي حسن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates