الرئيس فلاديمير بوتين يتحكّم في أكبر وسائل الإعلام في روسيا
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أكبر القنوات التليفزيونية مملوكة بشكل مباشر إلى الدولة

الرئيس فلاديمير بوتين يتحكّم في أكبر وسائل الإعلام في روسيا

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الرئيس فلاديمير بوتين يتحكّم في أكبر وسائل الإعلام في روسيا

روسيا تحكم قبضتها على وسائل الإعلام
مدريد - لينا العاصي

كشف الصحافي الروسي أليكسي كوفاليف، عن سيطرة الدولة على جميع وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أنّ "فلاديمير بوتين أدرك تمامًا قوة وسائل الإعلام والتي ساعدت على دفع سلفه الشهير الذي لم يكن يحظى بشعبية بوريس يلتسن إلى السلطة عام 1996، ولذلك كان أول ما فعله بعد تولي الرئاسة عام 2000 إجبار جميع القنوات الرئيسية على الخضوع لإرادته، وتم اختيار بعض ملاك القنوات وسجبنهم أو نفيهم أو قتلهم، وبحلول عام 2006 كانت معظم وسائل الإعلام الروسية الرئيسية بشكل مباشر أو غير مباشر تحت سيطرة إدارة بوتين، واليوم تعد القنوات التليفزيونية الروسية الرئيسية الثلاث إما مملوكة مباشرة للدولة وتعمل كمؤسسات حكومية أو تملكها إحدى الشركات التابعة لأحد أكبر شركات النفط في روسيا مثل شركة غازبروم، وتعد وكالتا أنباء سيغودنيا وتاس من أكبر وكالات الأنباء الروسية، أما وكالة الأنباء المستقلة   Lenta.ru فقد سيطر عليها فريق تحرير موال من اختيار الكرملن".

وأضاف كوفاليف أنّه "اليوم يسيطر نائب رئيس الأركان أليكسي غروموف في إدارة بوتين، على التغطية السياسية ويرر السياسات الخارجية والمحلية التي يجب تغطيتها وما لا ينبغي تغطيه أيضا، وعلى سبيل المثال يحظر تغطية أنباء خاصة بعائلة بوتين ما لم تصدر تعليمات بخلاف ذلك، وهذا هو ما يسبب اللحظات المحرجة مثل لحظة إعلان بوتين انفصاله عن زوجته على التليفزيون الوطني مع حجب الخبر من قبل طاقم التليفزيون بعد ذهابه إلى الأوبرا مع زوجته السابقة ليودميلا، ويحضر جميع رؤساء تحرير وسائل الإعلام الرئيسية في روسيا اجتماعات استيراتيجية منتظمة مع موظفي بوتين للتحكم في تنسيق تغطية البرامج التليفزيونية الأكثر مشاهدة عبر القنوات الإخبارية الرئيسية الثلاث".

وأردف كوفاليف "يهتم بوتين مع موظّفيه المخلصين اهتمامًا كبيرًا بالصحافة الأجنبية وتشترك إدارته جميع الصحف والمجلات الروسية الكبرى بما في ذلك قلة من الصحف والمجلات المستقلة مثل ايكونوميست والمجلات المتخصصة مثل  "Jane’s Defence Weekly" ، ويتم إرسال نشرات يومية تضم تقارير عن هذه الوسائل المختلفة، وكانت مجلدات الصحف الأجنبية والمجلات والتي توضع عليها قصاصات باللون الأحمر للتعبير عن النقد السلبي لروسيا والأصفر للنقد المحايد والأخضر للتغطية الإيجابية من مصادر القلق لدى بوتين في منتصف الألفية، حيث كان هناك فجوة في التواصل بين كبار المسؤولين الروس والصحافة الدولية، حيث كانوا يخشون روسيا وكانوا يعينون مهنيين أجانب في العلاقات العامة للمساعدة في إصلاح أي مشكلة، ولم تعمل هذه الاستيراتيجية كما هو مقصود بسبب عدم وجود فهم أساسي لكيفية عمل الصحافة خارج روسيا، وكتب أنجوس روكسورغ وهو مراسل سابق في هيئة الإذاعة البريطانية وعمل مستشارًا للعلاقات العامة للحكومة الروسية في كيتشوم في كتابه "The Strongman: Vladimir Putin and the Struggle for Russia" أن موظفيه اعتقدوا أن الأمر يقتصر على اختيار اليد الصحيحة للحصول على التغطية التي يريدونها".

وتابع كوفاليف أنّه "بعد ضياع ملايين الدولارات رفض الكرملين في وقت لاحق تجديد عقد كيتشوم في أواخر عام 2014، واليوم لا يزال بوتين ومديرو الصحافة يعتقدون أن وسائل الإعلام في العالم تعمل بنفس الطريقة كما يحدث في روسيا حيث تخضع لأصحاب الشركات الذين يخضعون بدورهم للحكومات، ولذلك تعلو المطالب الغاضبة من كبار المسؤولين في روسيا لوسائل الإعلام الغربية لتتوقف عن حملتها الإرهابية، حيث يعتقدون أن المحررين الذين يعملون في وسائل إعلام حكومية هم موظفو خدمة عامة أولا وصحافيين ثانيًا، وفي سبتمبر/ ايلول 2013 في ذروة حملة انتخابية في موسكو حاولت وكالة الأنباء الدولية ريا نوفوستي تقديم بعض التقارير القديمة المتوازنة عن جميع المرشحين، والمشكلة أن أحد المرشحين كان الناشط المعارض أليكسي نافالني والموجود على القائمة السوداء لدى وسائل الإعلام الحكومية، وعندما تقتبس وكالة الاستخبارات المركزية  من تصريحات نافالني في تقاريرها الإخبارية فإن نائب رئيس أركان بوتن يتصل برئيس تحرير الوكالة سفيتلانا ميرونيوك قائلا إن وكالة الأنباء الحكومية يجب آلا تعمل ضد مصالح الدولة من خلال دعم المعارضة".

وذكر كوفاليف أنّه "اليوم تستخدم روسيا قوة قوية وناعمة لتعزيز قبضتها على وسائل الإعلام في البلاد حيث يتم إصدار قوانين تقنية جديدة مع إجبار أصحاب امتيازات وسائل الإعلام الأجنبية على الخروج من حصصهم من العلامات  التجارية العالمية مثل فوربس واسكوير في روسيا، ويتم فرض غرامات وعقوبات أخرى لعدم تغطية موضوعات معينة مثل الإرهاب وتعاطي المخدرات، مع تعرض المنافذ المستقلة للرقابة الذاتية وتضييق الخناق، إلا أن خارج موسكو هناك مواقع شجاعة تغطي الشؤون المحلية بشكل حاسم، ولا تتعرض وسائل الإعلام  في روسيا فقط لضغط الدولة ولكن تتعرض الصناعة لتحديات على مستوى العالم في ظل السباق المتزايد لعدد مرات مشاهدة الصفحة في مقابل تناقص الاهتمام بالجمهور وتضاؤل الميزانيات وإيرادات الإعلانات، ما يفتح الباب للمزيد من احتمالات التلاعب بالتغطية ".

وختم كوفاليف "يعقد بوتين سنويًا مؤتمرًا صحافيًا للصحافة المحلية والدولية ويحضر مئات الصحافيين والمنافذ الإقليمية والتكتلات الإعلامية الدولية، وبغض النظر عن خط التحرير الخاص بك بشأن بوتين يجب عليك تغطية مثل هذه المؤتمرات حتى لا تفقد حركة المرور لموقعك عبر شبكة الإنترنت، إلا أن بوتين لديه العديد من الحيل للتلاعب باستخدام وسائل الإعلام الموالية، وأصبح مكتب بوتين خبير في التلاعب بجدول الأعمال، حيث تعطى معلومات تافهه للصحافيين من خلال مصادر مطلعة على دراية بهذه المسألة، وينتهي الأمر بمنافذ الإعلام في نقل ما هو ليس أخبار، وهناك العديد من الدروس التي يمكن تعلمها والعديد من أوجه التشابه من خلال رسم العلاقة المشحونة بين ترامب ووسائل الإعلام الأميركية، ومن المهم أن نضع في اعتبارنا أن بوتين جمع قوة أكبر من تلك التي يأمل ترامب في جمعها خلال فترة وجوده في السلطة، وهناك شيء واحد واضح أن الإعلام في الولايات المتحدة أو روسيا غالبا ما يتم صرفه من خلال الغضب على سلوك أو تصريحات سخيفة غير منطقية مع تجاهل ما يرغب من في السلطة تجاهله".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس فلاديمير بوتين يتحكّم في أكبر وسائل الإعلام في روسيا الرئيس فلاديمير بوتين يتحكّم في أكبر وسائل الإعلام في روسيا



GMT 19:16 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

قصي خولي يخوض أولى تجاربه الإعلامية في "من سيربح المليون؟"

GMT 01:21 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد في قصف إسرائيلي على دمشق

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:12 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد وبن زايد يهنئون رئيس بنما بذكرى الاستقلال

GMT 13:59 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تصاميم على شكل الماس لحقائب "إن إس باي نوف"

GMT 10:32 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

لوني شتاءك بأجمل موديلات الأحذية الـ Pumps

GMT 01:32 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عيش الرفاهية في فنادق ومنتجعات الجميرا الفخمة

GMT 01:28 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

«بنتلي» تفوز بلقب الشركة الأكثر تقديرًا في بريطانيا

GMT 23:18 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

الزمالك يهزم بتروجيت في دوري كرة الطائرة المصري

GMT 19:14 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على خطوات رئيسية لترتيب خزانة ملابسكِ الخاصة

GMT 11:52 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

6 أفكار أنيقة مميزة لزينة حفلات الزفاف

GMT 07:51 2013 السبت ,27 تموز / يوليو

جمال كامل فرحان يصدر رواية "كان ردائي أزرق"

GMT 04:48 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

رواية "الجنية" تمزج الواقع بالخيال بشكل واقعي

GMT 19:29 2013 الأربعاء ,22 أيار / مايو

خيبة المثقف في"طائف الأنس" لعبدالعزيز الصقعبي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates