روما ـ ريتا مهنا
نشرت ممثلة الإغراء الإيطاليّة صوفيا لورين مذكراتها العاطفية الخاصة بعلاقتها مع نجم هوليوود كاري غرانت، ومحاولات الارتباط بها.
وكتبت لورين: "غرانت كان أول نجوم هوليوود الذين التقي بهم، كان عُمري آنذاك 22 عامًا ممثلة إيطالية غير معروفة، نعم كنت على وشك تمثيل فيلم مع الرجل الأسطورة البالغ من العمر 52 عامًا، وخلال ذلك الوقت وقعت عمليًا وعاطفيًا مع منتج الفيلم الإيطالي كارلو بونتي، الذي يكبرني بـ22 عامًا".
وتضيف: "وجد كارلو أنَّ ستانلي كارمر منتج فيلم "هلي نون" كان يصوّر فيلمًا في إسبانيا بعنوان الكبرياء والعاطفة، يدور حول الحروب النابولية، وكان كل من مارلون براندو وأفا غراندر نجوم الفيلم، ولكن تمّ استبدال فرانك سيناترا بمارلون".
وتشير: "للأسف فرانك وآفا اللذان تزوجا في العام 1951، انفصلا، أو بعبارة أخرى، إنها الفوضى الهوليوودية المعتادة، أما الشيء المؤكد كان تألق كاري غرانت في الكبرياء والعاطفة، وفي نيسان/ أبريل العام 1956، واجهتُ أكبر تحدي، حفلة كوكتيل ضخمة في العاصمة الإسبانية مدريد؛ حيث كنت ذاهبة لعمل لقاء مع الصحافة والتعرف على فرانك وكاري، لم أشعر أبدًا بالعصبية في حياتي ولكن قدماي كانتا ترتعشان، الأساطير الحية اعطتني إحساس طوال الوقت أنني يجب أنَّ أُحضر نفسي مسبقًا، ظهر كاري متأخرًا بعد ساعتين، أما فرانك بعد قرابة أربعة، وأخيرًا عندما رأيت كاري عند الباب، أعتقد أنني سأفقد الوعي؛ حيث طلته الناعمة مع القليل من الشيب في شعره، أناقته أخذت أنفاسي بعيدًا، وبدا كأنه يخرج من الشاشة، فحلمي يصبح حقيقة، مدّ يده ونظر إليّ قائلاً:" آنسة لورين، أعتقد؟ أو الآنسة لورينيجدا؟، أنتم الإيطاليين لديكم أسماء غريبة، لا يمكنني إدراكها مباشرة".
وتضيف: "كان من حسن الحظ، تحدث الجميع عن إيطاليا في ذلك الوقت لتنافس النجمة الإيطالية جينا لولوبريجيا، ولكنني كنت منزعجة جدًا ومحرجة، لا يمكنني الوقوف لهذا الرجل، قلت ذلك لنفسي، كل مرة يحدث ذلك أتغلب عليه بالضحك والنقاش، وهذا ما فعلته، لقد وجدت نفسي وجهًا لوجه مع كاري، مع الأخذ بطريقة وضع رأسه على جانب حين ينظر إلي باهتمام ذكي، في الواقع، كان ذلك الاجتماع أول بداية لشراكة خاصة، فعلى مدى الأشهر الستة المُقبلة حينذاك، تعرّفت عليه وقدرت حسّ الفكاهة لديه، بالإضافة إلى أني تعلّمت كيف أجعله يبتسم".
وتُكمِل: "كان سيناترا طيب تأقلب مرح ومحبوب، على الرغم من كونه يتألم لفراقه آفا، لذلك لم يكن في أفضل حالاته، ضحك حولنا كثيرًا، ولكن كان يعاني من داخله، في بعض الأحيان بدا عنيدًا يعلمني العبارات الأنيقة لأكتساب لغتي الإنكليزية الحديثة التي في كثير من الأحيان بدت هشة جدًا، بالنسبة لي، ولكني كنت أشعر أنه يحاول إيغاظي، وفي غرفة خلع الملابس، كان لديه مجموعة ضخمة من الموسيقى الكلاسيكية، ولكنه قدم لي أيضًا موسيقى إيلا فيتزجيرالد، والذي يعتقد أنه أفضل مطرب على مرّ العصور، كان سريع الغضب وسخي صادق ولا يمكنه التنبؤ، واحتفظ بي كشريكة لكثير من الوقت، ولكن يبدو أنَّ كاري احتفظ بي بشكل أكبر، مع حسن خلقه وتلذذه بالحياة".
وتروي لورين في مذكراتها: "أول مرة دعاني لتناول العشاء، أعتقد أنني لم أفهمها بشكل صحيح، فقد سألته:" أنا وأنت؟ نخرج لتناول العشاء؟ هل أنت متأكد؟"، أجاب:" نعم حبيبتي أنا وأنت لتناول العشاء، ثم انتهى بنا اللقاء مثل الأصدقاء القدامى، وقال لي:" هوليوود خرافة بسيطة، إذا فهمتي ذلك، لن تضارِ أبدًا، لقد كنت مفتونة بذاكرته الجافة وحكمته وطريقته الحنونة بالإضافة إلى تجربته، بدأنا نقضي المزيد من الوقت سويًا، وفي سن 51، ظهر كاري ليمتلك كل شيء، ولكنني تعلمت أنه عانى كثيرًا، ذكر كاري إنَّ شقيقه الأكبر توفي عندما كان هو طفلاً ووالته لم تتعافى أبدًا بسبب موته حتى أصيبت بالجنون، وهو في سنّ العاشرة ذهب إلى المنزل ولم تكن والدته هناك، أخبره والده بأنها توفيت ولكن الحقيقة وضعها والده في ملجأ، اكتشف ذلك بعد مرور سنوات، كما أرسله والده إلى مدرسة داخلية ممتازة، ولكنه لم يكن مهتمًا بالدراسة، ما أراده هو العائلة".
وتضيف: "لقد وجد أحد البهلوانات وهو رجل يدعى بوب بندر، وبعد أنَّ هرب من المدرسة ذهب كاري إلى إنكلترا مع البهلوان، وتعلّم فنون السيرك والاستعراض المسرحي، حتى وصل إلى نيويورك، وعمل في البوردواي، يحاول التخلص من لهجته البريطانية، تمامًا كما فعلت مع لهجتي النابولية، ونزل إلى هوليوود، وغيّر بتغير اسمه من ليتس أرشس إلى كاري غرانت، أدركنا أننا في بداية مشاعر الحب، ولكننا كنا خائفين، أنا مرتبطة بكارلو كثيرًا، وباعتراف الجميع لم يكن الوضع مثاليًا، فعلى الورق كان لايزال متزوجًا حيث لم يكن الطلاق قانونيًا في إيطاليا، ولم يكن واضحًا متى سنكون قادرين على العيش معًا في العلن، بالإضافة إلى التخطيط لحفل الزفاف، وتزوج كاري من ليبستي ديرك زوجته الثالثة، والتي كانت تأتي وتذهب إلى المقعد خلال العلاقة التي تعثرت لفترة طويلة".
وأضافت: "في الوقت نفسه، أغدق على اهتمامه بي، كنا نتناول العشاء في المطاعم العائلية الصغيرة على تلال أفيلا، وهو يشرب النبيذ الأحمر ويستمع إلى الفلامنكو، في بعض الأحيان كنا نتحدث عن أحلامنا، عن منزل وشخص نضحك معه ونتشارك الحياة، وسألني: ما نوع المنزل الذي ترغبين فيه؟، هل تهتمين بالكلاب؟ أي اسم ستختارين لطفلك؟ لقد سحرني، ولكنني دائمًا كنت أتراجع، حتى لا أرفع آماله، ومع قرب انتهاء التصوير، لم يظهر أي حل للوضع الذي بيننا، كنت ممزقة أقع بين الثغرات، كنت أعرف أنَّ مكاني القادم كارلو، كان ملجئي الآمن، على الرغم أنني كنت أنتظر اتخاذه قرار حول حياتنا؛ فالعلاقة الماكرة لا يمكن أنَّ تستمر لفترة أطول، وفي نفس الوقت، كان من الصعب مقاومة سحر كاري، والذي كان على استعداد للتخلي عن كل شيء من أجلي، وخلال ليلتنا الأخيرة دعاني خارجًا، ولكنني كنت خائفة، كان منظر غروب الشمس رائعًا، وعندما التفت إلي نظر في عيني وقال ببساطة:" هل تتزوجيني؟"، حينها حوصرت كلماتي في حلقي، كنت مثل ممثلة في فيلم قد نسيت خطوطها، وشعرت أنني صغيرة جدًا في مواجهة هذا القرار المستحيل، وهمست بتلهف "كاري يا عزيزي أنا بحاجة إلى وقت".
وتؤكد لورين: "تفهّم كاري الوضع، وردّ بفكاهة "لماذا لا نتزوج أولاً، ثم فكري بعده"، ولكن في صباح اليوم التالي غادرت إلى اليونان لتصوير فيلم "صبي على الدولفن"، وعندما وصلت إلى أثينا، وجدت مجموعة من الورود وكارت أزرق في غرفتي مكتوب به "سامحيني فتاتي العزيزة، لقد ضغطتُ عليك كثيرًا، أصلي لك ودائمًا سأفعل،، إلى اللقاء صوفيا، كاري، لم أراه مرة أخرى حتى سافرت في العام التالي إلى لوس أنغلوس للمرة الأولى، كان لدي فيلم مع أنطوني بيركز، وهو رجل لطيف ومهذب، مع تصوير المشاهد الأخيرة من الكبرياء والعاطفة بدأت في رؤية كاري مرة أخرى، لم ييأس بشأن قصتنا، وذكر إنه لم يتخل عني، ولكن كارلوس كان حولنا، وكاري يرسل لي يوميًا باقة كبيرة من الزهور، فهل شعر كارلوس بالضيق، ولكنه لم يقل شيئًا أبدًا، ولكن بالنسبة لي كنت أشعر بالحرج، وفي النهاية كنت أنتظر شيئًا حتى يحدث، لا يمكننا بكل بساطة الاستمرار معًا كما كنا".
وتضيف: "بعد عطلة مع كارلو في بحيرة لوسيرن عُدت إلى الولايات المتحدة، وكان كاري ينتظرني في محطة واشنطن، كنا على وشك العمل معًا مجددًا، ولكن كنا قد وصلنا إلى طريق مسدود، في كنز من الذكريات، ولكنه لايزال مليء بالحنان من خلال الكروت التي كان يرسلها، وقبل يومين من نهاية تصوير العمل الجديد "هاوس بوت" مع كاري، جلسنا أنا وكارلو على شرفة الفندق لقراءة الصحيفة، ورأينا إعلان زواجنا في الوكالة والذي قد حدث في المكسيك في اليوم السابق، ابتعدت عن مقعدي، هنا قد حصل كارلو على الطلاق المكسيكي من زوجته الأولى والتي لديها طفلين منه، ولكن هذا لم يكن معترف به في إيطاليا، ومن الصعب الزواج بصوفيا، ولكنه طلب من محاموه إيجاد حل، حتى كارلو تفاجئ، فمن الواضح أنَّ محاموه رتبوا هذا الزواج بالوكالة دون علمه، بالتأكيد لم يكن هذا النوع من الزواج الذي أحلم به، ولكن يبدو أنه أفضل ما يمكننا فعله، في اليوم التالي، ظهر كاري والذي بدا مذهولًا، ولكن رده فعله كانت لطيفة وذكر لي:" أتمنى لكي كل الخير صوفيا، آمل أن تكوني سعيدة".
وتؤكد: "أنا وكاري تزوجنا أمام كاميرات السينما، أرتدى بدلته وأنا الفستان الأبيض، ثم غادر كارلو إلى لندن ليبدأ تصوير المفتاح، أرسل لي كاري حفنة من الورود الصفراء قبل أنَّ أغادر، الأصفر دليل على الغيرة، إنه رائع، ولكن فجأة صفعني كارلو على وجهي أمام الجميع، تحوّل وجهي إلى اللون الأحمر بمزيج من الغضب والخجل، أصبعه تركت علامة بيضاء على خدي، أردت أنَّ أموت حينها، ولكن بداخلي كنت أعرف أنني استحق ذلك بطريقة أو أخرى، وفي نفس الوقت لم أكن نادمة على ما ذكرته، في سن الـ23 لاتزال تتعلم كيف تعيش، وحب كاري أعطاني الكثير بما في ذلك الشجاعة للقتال من أجل حياة طبيعية مع كارلو، وعلى النقيض، لم أكن غبية، عرفت أنَّ صفعة كارلو كانت لفتة من رجل واقع في الحب ويرى حبه يواجه تهديدًا من قِبل رجل آخر، فهو يخاطر بفقدان حبه، وربما يبقى خائفًا ومجروحًا، بكيت ولكن ليس طويلاً، لأن الطائرة كانت كاملة العدد".
وذكرت في كتابتها: "قررنا العودة إلى إيطاليا بينما انتقلت قضيتنا لمرحلة الاستئناف، حاولنا تجنب الظهور سويًا أمام الجمهور وتجنب نظرات الناس، وفي الوقت نفسه ارتفعت إشعارات أبواب الكنيسة والتي نهت المؤمنين عن رؤية أفلامي ودعتهم للصلاة من أجل نفوسنا الخاطئة، كان المثير للسخرية أنَّ زوجة كارلو السابقة تريد أيضًا حريتها، وهي أيضا محامية، وفي النهاية وجدا حلاً، يمكننا جميعًا الزواج والطلاق بطريقة قانونية حال أصبحنا مواطنين فرنسيين، ولذلك في العام 1964، انتقلنا إلى باريس، وأصبحنا نحن الثلاثة فرنسيين بشكل مؤقت، وبعد العام تقريبا وتحديدا في 9 نيسان/ أبريل 1966، تزوجت أنا وكارلو في حفل زفاف هادئ في أحدى ضواحي باريس".
وتُكمِل: "انتظرت طويلاً ذلك اليوم لأن كان لدي صعوبة في تصديق أنَّ ذلك يحدث في الواقع، بعد أنَّ وضع الخاتم في إصبعي، بكيت كثير حتى أنني لم استطع التوقف عن البكاء، وجدت منافستي "جين مانسفيلد"، كان أول الحضور في حفلة الكوكتيل في هوليوود في مطعم بفرلي هلز الشهير، كان الجميع هناك، كنت عبارة عن ظاهرة كونية في تلك اللحظة، الجميع كان يريد مقابلتي، كان هناك غاري كوبر وباربرا ستانويك، وفي تلك اللحظة وصلت مانسفيلد، افترق الحشد حتى تتمكن من الدخول وتوجهت مباشرة إلى طاولتي، كانت تتمايل، هناك شيء غريب، فهي تعلم أنَّ الجميع أعينهم عليها، عندما جلست بجانبي وبدأت الحديث، كان مثل ثورة البركان، وفجأة وجدت أحد صدريها في أمامي، نظرت إلى وجهها برعب، وهي لاحظت بالكاد، وغادرت بعد وقت قصير، والتقطت أحد الأشخاص تلك الصورة التي وقعت فيها عيني على صدرها ونشرها بعد ذلك في أنحاء العالم، ورفضت توقيع نسخ منها."
أرسل تعليقك