برازيليا - رامي الخطيب
تُشبه طفولة كرستينا ريتشاردسون، كتاب ديزني الكلاسيكي The Jungle Book على الرغم من أن ما تصفه هو أبعد ما يكون عن قصة خيالية، إذ نشأت الفتاة البالغة من العمر 35 عاما في كهف في أعماق الغابة مع والدتها لمدة 5 أعوام في ضواحي مدينة ديامانتينا في البرازيل، وفي كتابها الجديد "لا تتوقفوا عن المشي" شاركت في قصص بشأن صيد الطيور لتناول الطعام،
وفي مرحلة ما كانت متورطة في صدام عنيف مع طفل في الشارع فاضطرت لقتله من أجل البقاء، وتكشف كيف كانت تختبئ من النمور هي ووالدتها قبل أن تشق طريقها إلى ساو باولو للحصول على الطعام، لكن حياتها تغيّرت عندما اعتمدت في العام 1991 وانتقلت إلى السويد حيث ترعرعت في عائلة من الطبقة المتوسطة، وتم نشر مقتطف من كتابها عبر موقع News.com.au في عطلة نهاية هذا الأسبوع حيث ذكرت: "كان الدمار المحيط بنا كافيا لجعلي أنا وأمي نرتعش من الخوف".
يذكر أن والدتها بيترونيليا أحضرتها إلى الكهوف في أبريل/ نيسان 1983 عندما كانت تبلغ من العمر 15 يومًا فقط بعد هروبها من عائلتها المسيئة، وتقول "كنا نأكل الطيور التي تقتل بواسطة المقلاع ونمشي بانتظام إلى ديامانتينا لبيع الأوراق والزهور المجففة وشراء الأرز، واكتسبت الثقة من الصيد والبحث عن الطعام حينها. وفي سن السابعة دخلت في معركة مع صبي في الشارع على قطعة خبز من سلة المهملات
. وتصارعت على الأرض ووجدت قطعة كبيرة من قنينة زجاجية والتقطتها في يدي وغرستها في بطنه بأقصى ما أستطيع وفي البداية لم أشعر بشيء ثم أصبحت يدي دافئة وتدفق الدم من الجرح. وأخذت الخبز من الولد وهو يصرخ من الألم. وبعدها بدأت أجري وبدأت في الأكل ولكن بعد ذلك بدأت التقيؤ وسمعت في وقت لاحق الإشاعات بأن الصبي قد مات".
في نهاية المطاف وضعت السيدة ريكاردسون في دار للأيتام، وفي العام 1991 تم تبنيها من قبل عائلة من الطبقة المتوسطة في السويد. وفي عام 2015، عادت إلى البرازيل للمرة الأولى منذ 24 عامًا وتتبعت أمها التي فقدت منذ زمن طويل.
استمرت السيدة ريكاردسون في تأسيس جمعية الأطفال الخيرية وهي مؤسسة كويلهو للنمو، وبعد أن ظهرت عبر "إنستغرام" في مايو، كشفت أنها تعرضت للتهديد بسبب كشفها عن حقيقة طفولتها، لكنها قالت "سأواصل الكفاح من أجل حقوق الإنسان والمساواة بطريقتي الخاصة، من خلال إلقاء محاضرات ومواصلة الكتابة ومعالجة هذه المشاكل. وسأظل على الطريق الصحيح وشكراً على الحب والدعم فبدونهما لم أكن لأصل إلى هذا الحد".
أرسل تعليقك