نيون تروي قصة حياتها في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا
آخر تحديث 16:46:33 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

رأت أن الناس يموتون هناك بسبب الملاريا أو التيفوئيد

نيون تروي قصة حياتها في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - نيون تروي قصة حياتها في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا

دُشّنت نيون رحلة طويلة من مخيم للاجئين إلى مكتب محاماة في ملبورن
نيروبي ـ منى المصري

دُشّنت رحلة طويلة وعاطفية من مخيم اللاجئين الأفريقيين، الحار والمليء بالتراب إلى مكتب محاماة ملبورن من الدرجة الأولى لنيادول نيون، وكطفلة في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا، رأت أن الناس يموتون بسبب الملاريا أو التيفوئيد أو السل أو من الإصابات التي تحدث جراء قتال في الشوارع - بعد أن توفيت شقيقتها الصغرى كطفلة عمرها 3 أسابيع هربًا من حرب أهلية، ونشأت المرأة القادمة من جنوب السودان في بلدة صخرية من الطين، حيث تم تقنين الطعام، وتم تقاسم صنبور واحد بين 2000 شخص، ولقد أعطتها تجربتها نظرة ثاقبة على عنف العصابات في ملبورن التي تنطوي على شباب أفارقة.

وأنكرت المحامية الدعوات التي وجهها وزير الهجرة بيتر دوتون إلى أعضاء العصابات الإفريقيين الذين سيتم ترحيلهم من البلاد، بأنها مشكلة الشباب الذين يشعرون بالاغتراب، وقالت يوم الخميس إنّ "ذلك يظهر للأشخاص الذين ليسوا مجرمين أن الاستراليين هو على استعداد للمناقشة، ولعله يعني ذلك بالنسبة لي، كأسترالية من جنوب السودان، ومواطنتي، وإحساسي بالهوية والتعلق بأستراليا ليست قيمة مثل الشخص الأنجلو".

 

نيون تروي قصة حياتها في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا

 

وتقع ملبورن على بعد أكثر من 12 ألف كيلومتر من مخيم كاكوما للاجئين في شمال غربي كينيا حيث ينتظر الكثير من السكان الذين يعانون من سوء التغذية من الرابعة صباحا للحصول على إمدادات قليلة من الماء المكلور بدلا من الشرب من بئر قذرة. كان الناس هناك محظوظين لتناول وجبتين يوميا، وولدت نيون (30 عاما)، وهي خريجة كلية الحقوق في ملبورن، مع مؤسسة الخدمات القانونية أرنولد بلوخ ليبلر، في مخيم إيتانغ للاجئين في إثيوبيا، حيث ذهبت أسرتها، للهروب من الحرب الأهلية التي طال أمدها، إلى ما هو الآن معروف بجنوب السودان، عندما كانت طفلة صغيرة، في عام 1991، أرُغمت عائلتها على الفرار خوفا من اندلاع نزاع جديد في إثيوبيا، وعبروا لكينيا عبر السودان.

وتوفيت شقيقة السيدة نيون الصغرى، التي كانت بالكاد تبلغ من العمر شهر تقريبا خلال مسيرتهم سيرا على الأقدام لمدة 40 يوما من خلال مستنقع. تقول: "كانت تمطر بشكل كبير، وكان موحلة جدا،" وهي تتذكر كيف حملت والدتها شقيقتها الصغرى على رأسها في طبق من البلاستيك: "غطت الجزء العلوي من رأس أختي الصغيرة ببعض الملابس وثم توقفت أختي الصغيرة عن التنفس، رأت أنها كانت ميتة ثم بدأت بعض النساء الأكبر سنا في صب الماء البارد على رأس أختي الصغيرة ثم بدأت في النهاية بالتنفس. الشيء الرهيب في كل هذا، سألت أمي ما كان يمكن أن يحدث إذا ماتت فعلا وقالت:" كنا سنتركها هنا فقط"، وعلى مدى السنوات ال 14 التالية، كان منزل السيدة نيون أحد مخيمات اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في كاكوما في شمال كينيا، وكانت والدتها غائبة في تلك السنوات الخمس الأولى، حيث عادت إلى إثيوبيا للعثور على أفراد الأسرة الآخرين الذين وقعوا تحت وطأة الصراع. ولكن عام 1996 كان أيضا السنة التي فقدت فيها والدها، الذي كان جنديا، في نزاع جنوب السودان. تقول "لقد مات الناس بسهولة تامة في المخيم". في حين أن ثقافتها تعطي للناس مساحة للحداد، إلا أن صدمة الموت لم تولد القدرة على الصمود، وكثيرا ما طلب من السيدة نيون في ملبورن، باعتبارها ثاني أكبر ثمانية أطفال، التعليق في وسائل الإعلام حول موجة عنف عصابات الشباب في ملبورن، التي تضم أشخاصا من أفريقيا، وجعلت دعوة المحامية السياسيين إلى تأطير العنف والوحشية  ك"قضية شباب أسترالي" بدلا من مشكلة عصابة أفريقية نقطة جذب للانتقادات. قالت "إذا ما استطعت البقاء على قيد الحياة في مخيم للاجئين، فهذا ليس أسوأ شيء."

 

نيون تروي قصة حياتها في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا

 

وفي حين أن السيدة نيون لا تبرر موجة الجرائم العنيفة في ملبورن التي تضم الشباب الأفريقي، فقد أدانت الدعوات التي وجهها وزير الهجرة بيتر دوتون والنائب الليبرالي الاتحادي جيسون وود لترحيل الشباب الأفريقي المدانين بارتكاب جرائم عنف. قالت: "عندما يقوم الشباب الأسترالي الأبيض بارتكاب جريمة وهم يفعلون ذلك عدة مرات، فهل نحن نرحلهم إلى البلاد حيث جاء والديهم منها؟ لا أحد يقترح ذلك"، واستفادت من تجاربها الخاصة في الهروب من الصراع والبقاء على قيد الحياة من الفقر المدقع في إثيوبيا وجنوب السودان وكينيا لشرح كيف يمكن الشروع في مهنة ناجحة في أستراليا بالعمل الجاد والإلهام الصحيح. وقالت: "لقد شجعتني أمي حقا على متابعة التعليم، كانت عادة ما تقول لنا حول المخيم، "السبب الرئيسي الذي أريد أن أأخذكم من أجله إلى أستراليا هو أنه يمكنك الحصول على التعليم الجيد وتحسين حياتكم والحصول على حياة أفضل."

 

نيون تروي قصة حياتها في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نيون تروي قصة حياتها في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا نيون تروي قصة حياتها في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا



GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates