صحافية إيرانية تشرح معاناة حياة النساء داخل الدولة
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

خرجت لأول مرة من دون حجاب في عام 2009

صحافية إيرانية تشرح معاناة حياة النساء داخل الدولة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - صحافية إيرانية تشرح معاناة حياة النساء داخل الدولة

إيرانية خرجت لأول مرة من دون حجاب
طهران ـ مهدي موسوي

مسيح علي نيجاد، فتاة في قرية غوميكولا الإيرانية الصغيرة، كان والدها بائع البط والدجاج والبيض، أحضر والدها ذات مرة عصا صفراء سميكة، قطعتها والدتها، والتي تعمل خياطة، إلى ست قطع صغيرة، وفقًا لتعليمات زوجها، وحصل كل طفل على واحد، بما في ذلك أصغرهم، وهي مسيح، وكانت العصا الصفراء عبارة عن موزة، فكانت بمثابة ثمرة لم ترها العائلة الفقيرة أو تذوقها، ولم تسمع نجاد كلام والدتها بإلقاء القشرة في القمامة، حيث أخذتها في اليوم التالي إلى المدرسة للتباهي بها أمام زميلاتها.

تحب التمرد والثورة منذ طفولتها:

ومنذ صغرها تٌعرف نجاد بشخصيتها المتمردة، وثوارتها الكبيرة والصغيرة، وأحيانًا شديدة القسوة، ففي سن 18، وُضعت الفتاة المراهقة في السجن، ولكنها بعد ذلك خرجت لتصبح من أحد أشهر صحافي إيران، وكان سبب دخولها السجن هو سرقة الكتب لقراءتها ولكن كانت الكتب الثورية الداعية للتمرد، كما أنها بدأت في نشر الوعي بالجرائم التي تُرتكب في المجتمع الإيراني، داعية لمزيد من الإنشقاقات. وتروي الفتاة قصتها مع التمرد، حيث كانت تعارض ارتدائها للحجاب، كانت تستيقظ في منتصف الليل وتلمس رأسها لتتأكد أن الحجاب لا يزال هناك، فهي لا تتذكر أنها خلعت الحجاب ذات مرة عندما كانت طفلة.

وتتذكر الناشطة الإيرانية طفولتها التي قضتها في البحث ليلا عن الحجاب المنزلق عن شعرها حتى تعيده مرة آخرى قبل أن تستغرق في نومها، وتقول مسيح علي نجاد، أن والدها كان يطلب منها ارتداء ملابس تغطي جسدها من الرأس إلى أخمص القدمين بالإضافة إلى الحجاب والمعطف، وهي الملابس التي تلتزم بها الإيرانيات تطبيقا للقانون.

تمردها لم يعجب عائلها

وحين خرجت نجاد من السجن، كانت امرأة مختلفة، ليس فقط بسبب السجن، فقد كانت حامل، وهي حقيقة اكتشفتها أثناء اعتقالها، فكان الزوج هو خطيبها، ولكن والدها لم يوافق على ذلك، واعتبر الأمر فضيحة، وأصر على زواج ابنته، وبالفعل أقامت العائلة حفل الزفاف، على الرغم من رفض نجاد له لأنها تكره حفلات الزفاف، ولكن والدتها من أصرت عليه.

ولم تدم سعادة الفتاة، حيث قرر زوجها الزواج بامرأة أخرى، التقى بها في صالون أدبي، تاركًا نجاد مع طفل صغير في طهران، وأثناء الطلاق في المحكمة، رفضت النفقة التي تستحقها، قائلة للقاضي "لا أريد ماله"، كما أن زوجها رفض حضانة ابنه البالغ من العمر 3 سنوات، وكان ذلك في سبتمبر/ أيلول عام 2000، قبل أسبوع من عيد ميلادها الرابع والعشرين.

وقررت نجاد تأليف كتابها الخاص، والذي يروي تجربتها وتأثير الثورة الإيرانية على الداخل الإيراني، وما حدث في مجتمعها، وأطلقت عليه عنوان "The Wind in My Hair". وتقول نجاد في كتابها "أنا منتج حقيقي للثورة الإيرانية، ساندت عائلتي هذه الثور ودعمت الجمهورية الإسلامية".

لم تخش الرئيس الإيراني نفسه

وقررت نجاد التمرد على كل ما حولها، حيث من فتاة يعمل والدها في بيع البط ومنتجات الدواجن إلى صحافية قوية مقدامة، أصبحت مراسلة في المجلس الإيراني، رغم تعرضها للمضايقات من قبل الرجال. ولم تخش نجاد من أي احد، حتى الرئيس الإيراني، فحين فازت شيرين عبادي، بجائزة نوبل للسلام، وجهت سؤلًا إلى الرئيس خاتمي، قائلة "هنأ العالم كله شيرين على الجائزة، هل تنوي أن تهنأ مواطنتك؟".

تطالب بحرية المرأة الإيرانية:

وطالبت نجاد بإزالة القيود من على لباس المرأة الإيرانية، حيث ترفض الحجاب الإجباري على نساء بلادها، ولا ترغب في رؤية أحد يطلب منهن تغطية شعرهن، مؤكدة أن الرجال يجب أن يخجلوا من أنفسهم حين يطلبون من هذا الطلب، وكان عام 2009، بداية لخلعها الحجاب. واستمرت نجاد في كتابة تعليقات أكثر تحريضية، وتحدثت عن الفساد الواضح في الجمهورية الإسلامية، ولكنها كتبت ذلك من لندن، ومن ثم قررت الحكومة طردها، لتجد نفسها في المنفى في الولايات المتحدة، وأثناء وجودها خارج إيران، أنشأت صفحتها على فيسبوك"حريتي الخفية" لتشجع النساء على تصوير أنفسهن دون حجاب، وسرعات ما حصدت الآلاف من المعجبين، وبدأ الاحتجاج ضد الحجاب الإلزامي في إيران.

وبدأت الاحتجاجات يوم 28 ديسمبر/كانون الأول في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدينة في البلاد، ثم تلتها مجموعة مظاهرات في كثير من المدن والقرى الأخرى طالب فيها المتظاهرون بإنهاء حكم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي.

كتابها يروي معاناة نساء بلادها

ويدور كتابها حول كفاح المرأة الإيرانية ضد الفقر والقمع السياسي والأزمات الشخصية، ويتحدث عن كل ما هومحير في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وخوض النساء للمعارك. وتعد نجاد امرأة استثنائية حاربت كل الظهور، وتعرضت للنهاية للنفي من وطنها، فهي تكافح من أجل تحسين وضع بلادها، وكذلك القضية النسوية، ولكن في ظل الولايات المتحدة التي يحكمها الرئيس دونالد ترامب، يبدو أن الأمور أصعب، حيث ربما قوانين بحظر الحجاب وكذلك الأمور التي تتعلق بالمسلمين، ولكن هدف نجاد ليس حظر الحجاب أو فرض ارتدائه، إنها تهدف إلى الحرية والإصلاح، هذا ما تكافح من أجله الفتاة المناضلة حتى الآن.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحافية إيرانية تشرح معاناة حياة النساء داخل الدولة صحافية إيرانية تشرح معاناة حياة النساء داخل الدولة



GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates