أمهات يبحثن عن أولادهن المفقودين بلا هوادة عبر الحافلات العامة في كولومبيا
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بهدف الحصول على أي معلومة تساهم في العثور عليهم من مستخدمي النقل العام

أمهات يبحثن عن أولادهن المفقودين بلا هوادة عبر الحافلات العامة في كولومبيا

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - أمهات يبحثن عن أولادهن المفقودين بلا هوادة عبر الحافلات العامة في كولومبيا

أمهات يبحثن عن أولادهن المفقودين
بوغوتا - صوت الامارات

تصعد أمهات ملقبات بـ"الباحثات" في مدينة كالي الكولومبية التي شهدت أعمال عنف لأكثر من نصف قرن إلى الحافلات مع صور لأولادهن وأحبائهن المفقودين بهدف الحصول على أي معلومة تساهم في العثور عليهم من مستخدمي النقل العام.

تتنقل هؤلاء النساء بين الركاب وصور أحبائهن المفقودين تتدلى من أعناقهن، ويذكر وجودهن بأنه رغم اتفاق السلام الذي أبرم في العام 2016 بين الحكومة وحركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، فإن النزاع في كولومبيا لم ينته فعليا بالنسبة إلى البعض.

تستقل "باحثات" كالي الحافلات العامة ويوجّهن السؤال نفسه إلى الركاب كل بدوره وهو "هل رأيت ابنتي؟" أو "هل رأيت ابني؟". تبدو على وجوههن علامات القلق فيما يحملن صورا تعود إلى أولادهن وأحبائهن الذين فقدوا خلال النزاع المتعدد الجوانب في البلاد.

وقالت ماريا إيلينا غاليغو التي أمضت السنوات الثماني الماضية تبحث عن ابنتها المفقودة "هذا الأمر الذي نقوم به هو بمثابة صرخة للفت انتباه العالم إلى هذه المسألة كي يصبح على بيّنة من معاناتنا".

غاليغو هي واحدة بين مجموعة مؤلفة من 35 امرأة تسعى للفت الانتباه إلى ضحايا الإخفاء القسري الذي كان سمة من سمات الحياة اليومية الكولومبية خلال نصف قرن من النزاع وأعمال العنف.

كل يوم، يركبن حافلات وهن يحملن صور أولادهن ويوزعن رسائل مكتوبة بخط اليد تروي عمليات البحث المؤثرة التي يقمن بها والتي لم تتوقف للحظة. وكتب في إحدى تلك الرسائل "تعيش أمهات المفقودين معاناة أزلية".

تفيد أرقام رسمية بأن عدد المفقودين يصل إلى حوالى 83 ألف شخص، أي حوالى ثلاث مرات أعداد المفقودين خلال عهود الديكتاتوريات في الأرجنتين والبرازيل وتشيلي مجتمعة. وتعود تلك الصور إلى مدنيين وجنود وإناث وذكور، معظمهم من الشباب.

قالت غاليغو، إنها لا تعرف الكثير عما حصل لابنتها الناشطة البيئية ساندرا كويلار التي كانت تبلغ وقتها 26 عاما، فقد خرجت من منزلها في 17 شباط (فبراير) 2011 متوجهة إلى مدينة بالميرا التي تبعد 30 كيلومترا عن كالي ولم تعد.

وكتبت في رسالتها "بدأت مهمة التحقيق في اختفائها وتنقلت من مكان إلى آخر وحتى حضرت ورش عمل خاصة لتعلم طريقة البحث عن ابنتي، لأن جل ما أريده هو أن تعود". وأشارت غاليغو إلى أن إخبار الغرباء بتجربتها يبلسم جراحها.

وأضافت لوكالة فرانس برس "على الأقل يمكننا الخروج والتكلم والبكاء والصراخ! إنه بمثابة متنفّس وعلاج! لكن الألم نحمله معنا أينما نذهب". وأطلقت حملة هذا العام تحت عنوان "#ريكونوسيموس سو بوسكويدا" (نقدّر أبحاثكن) للإضاءة على الأعمال التي تقوم بها هؤلاء النساء اللواتي اضطلعن وحيدات بهذه المهمة المرهقة المتمثلة في التحقيق في حالات الاختفاء.

وتلقى هذه المبادرة دعما من الوحدة الخاصة للبحث عن المفقودين في كولومبيا ولجنة تقصي الحقائق اللتين أسستا في العام 2016 كجزء من اتفاق السلام الذي أنهى الصراع المسلح بين الحكومة و"فارك".

ورغم أن المسؤولين الكولومبيين لم يعطوها أي خيوط تساهم في البحث عن ابنتها، فإن غاليغو تعتقد أن ساندرا اختفت بسبب طبيعة عملها، وهي تعتقد أيضا أنها ما زالت على قيد الحياة.

دفعت لوز إديليا فلوريس البالغة 57 عاما ثمنا باهظا مقابل سعيها إلى معرفة ماذا حدث لابنها خوسيه إرنيستو موران الذي اختطفته ميليشيا يمينية متطرفة في منطقة خاموندي (جنوب غرب).

وهي تدعي أنه عندما اكتشفت القوات شبه العسكرية أنها كانت تحقق في اختفائه في العام 2002، احتجزوها واغتصبوها وعذبوها.

وحاليا، تركب فلوريس في حافلات كالي وتوزع رسالتها على الناس حاملة صورة ابنها. وفي رسالتها، تنتقد "لامبالاة" المجتمع تجاه قصص هؤلاء النساء.

يتمثل جزء من الصعوبات التي تواجهها هي وغيرها من الأمهات في الجوانب المتعددة للصراع في في كولومبيا ولذي شاركت فيه حوالى 30 مجموعة مسلحة، منها مؤيدة للحكومة ومنها معارضة لها.

وفقا للمركز الوطني للذاكرة التاريخية، أخفي قسرا ما لا يقل عن 82998 شخصا بين العامين 1958 و2017.

وكانت رغبة فلوريس في اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري الذي يقام في 30 آب/ أغسطس من كل سنة "ألا يكون هناك المزيد من المفقودين" وأن تجد ابنها.

قد يهمك أيضًا:

ميغان ماركل تدرس الولادة في المنزل بدلًا مِن جناح "ليدو"

شقيقة ميغان ماركل تُهدّدها بإفساد فرحة "المولود الملكي"

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمهات يبحثن عن أولادهن المفقودين بلا هوادة عبر الحافلات العامة في كولومبيا أمهات يبحثن عن أولادهن المفقودين بلا هوادة عبر الحافلات العامة في كولومبيا



GMT 22:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 11:47 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 11:54 2019 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

وفاء عامر سعيدة بالمشاركة في مسلسل "حكايتي"

GMT 20:07 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفضل المنتجعات الصحية والسبا في "دبي"

GMT 17:59 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

لبؤة تقتل والد أشبالها داخل حديقة للحيوانات في أميركا

GMT 02:04 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

عرض مسرحية "أبوكبسولة" أسبوعين على مسرح "التونسى"

GMT 18:36 2018 السبت ,19 أيار / مايو

تعرف على أسعار سيارات لكزس بالخارج

GMT 18:27 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

تعلم أدب الحديث في الهاتف أثناء العمل

GMT 13:38 2013 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بروتوكول تعاون بين الأقصر والجامعة البريطانيَّة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates