أكدت سعادة خديجة محمد العاجل مديرة مركز أمان لإيواء النساء والأطفال في رأس الخيمة أن دولة الإمارات حققت إنجازات بارزة في مجال مكافحة كافة أشكال التمييز والعنف ضد المرأة والطفل.
واضافت في حوار خاص لوكالة أنباء الإمارات / وام / أن الدولة أولت اهتماما خاصا للتصدي لهذه الآفة الدولية من خلال استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى اتخاذ التدابير الوقائية وسن والقوانين والتشريعات اللازمة وحماية ضحايا العنف وتوفير برامج الدعم والرعاية لهم من خلال مراكز متخصصة ومجهزة توفر لهم بيئة آمنة ومستقرة وتقديم الدعم المادي والصحي والنفسي والاجتماعي.
وأكدت أن دولة الإمارات انطلاقاً من رؤية قيادتها الرشيدة بأهمية ترسيخ قيم التسامح والمساواة والمحافظة على كرامة الانسان وحقه في العيش بأمن وأمان دون تمييز على أساس عرقي أو ديني أو ثقافي تعد مساهما أساسيا وفاعلا في الجهود الدولية للتصدي لأشكال العنف والجريمة ضد المرأة والطفل.
وأوضحت مديرة مركز أمان لإيواء النساء والأطفال في رأس الخيمة أن عدد الحالات المستفيدة من خدمات الإيواء خلال الربع الأول والثاني من هذا العام بلغ 33 حالة كما بلغ عدد طلبات الاحتضان لأطفال 52 حالة ..مؤكدة أن من شروط الاحتضان أن تكون الأسرة المحتضنة إماراتية للتأكد من أن الطفل المحتضن يعيش في بيئة آمنة وصحية وذلك من خلال الزيارات الدورية والاطلاع على أوضاعه ورفع تقرير دوري عنه إلى اللجنة المختصة.
وحول دور المركز في رعاية ضحايا العنف الاتجار بالبشر قالت خديجة العاجل إنه بتوجيهات صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة تم إنشاء مركز "أمان" لحشد الهمم وإطلاق الطاقات الإيجابية وتوظيف القدرات واستثمار الأفكار لجعل إمارة رأس الخيمة مدينة خالية من كافة أشكال العنف والإساءات.
وأشارت إلى أن المركز يحظى المركز برعاية ودعم صاحب السمو حاكم رأس الخيمة ويعمل على نشر الوعي وتثقيف المجتمع بحقوق المرأة الطفل والانسان بشكل عام لضمان الإيواء والحماية والعون القانوني لضحايا العنف والاتجار وتتمثل المهام الرئيسية للمركز في تقديم خدمات الإغاثة بالتعاون مع الجهات ذات الصلة ويستقبل ضحايا العنف وجرائم الاتجار بالبشر حيث يجدون المأوى المؤقت لهم لتلقي الرعاية الضرورية قبل العودة الى بلدانهم ويتم ذلك في جو من الود والاهتمام وباتباع كل التدابير الصحية والنفسية والقانونية اللازمة في مثل هذه الحالات.
وأوضحت أن خدمة الرعاية تأتي حيث تكون الحالة النفسية للضحايا في غاية الحساسية وتحتاج إلى رعاية نفسية متخصصة وعالية المستوى ويتم في مركز أمان توفير كافة خدمات الرعاية الصحية والنفسية والقانونية للضحايا على يد فريق من الاختصاصيين لمساعدتهم على تخطي محنتهم ..إلى جانب خدمة إعادة التأهيل مع تواصل الدعم النفسي للضحايا بتنظيم دورات تعليمية وحرفية وترفيهية لمساعدتهم على تخطي تجاربهم القاسية والاستعداد للعودة الى الحياة الطبيعية في بلدانهم ويسعى خبراء المراكز إلى تجنب أوقات الفراغ القاتلة واستغلالها بما يعود بالنفع على الضحية مستقبلا حيث يحتوي المراكز على كل وسائل الترفيه والتعليم والتدريب وتتمثل أهم مجالات التدريب في تعلم اللغات والحرف اليدوية والمهارات المهنية البسيطة إلى جانب الحرف اليدوية والفنون وغيرها.
وذكرت أنه بالإضافة لذلك يقوم المركز بعملية المتابعة بعد التأكد من صحة وسلامة الضحية وبعد قضاء فترة خاصة في إعادة التأهيل والتدريب ويتم التنسيق مع الجهات المعنية في بلدها واتخاذ الاجراءات القانونية المتبعة لتحضير اجراءات نقلها إلى هناك مع مواصلة التنسيق للتأكد من توجيهها الى مؤسسة متخصصة في رعاية ضحايا الاتجار بالبشر في بلادها لمتابعة إعادة التأهيل وتجنب سقوطها مرة أخرى في شباك المتاجرين بالبشر.
وأضافت العاجل أن المركز نظم منذ تأسيسه 89 مبادرة مجتمعية داخلية وخارجية هدفها نشر الوعي دخل المجتمع الإماراتي حيث تعد الوقاية والتثقيف جزء رئيسي من استراتيجية المركز وذلك من خلال خطط ومبادرات ونشاطات محلية ودولية تدعم نشر الوعي ومكافحة هذه الجرائم والوقاية منها عبر تنظيم ورش ودورات ومحاضرات خارج المركز وإعداد برامج في المدارس تهدف للتوعية المجتمعية كما يعمل المركز على تعزيز الوعي لدى الضحايا بضرورة تجنب الوقوع في شباك المتاجرين بالبشر مرة أخرى وتزويدهم بالمعرفة والوعي الكاملين بخصوص هذه الجريمة.
وأشارت إلى أن المركز تلقى 620 استفسارا من خلال الخط الساخن الذي تم اطلاقه في بداية شهر اكتوبر من عام 2019 خلال المؤتمر الاقليمي الثاني "مناهضة العنف ضد المرأة و الطفل - الواقع والاستراتيجيات" ويقدم الخط الساخن خدمات استشارية حول إمكانية استقبال حالات اجتماعية واحتواء مشكلات الأسرية ويتم التعامل معها بشكل سري ..كما نقوم بتنظيم فعاليات مشتركة مع العديد من الجهات من ابرزها كان اختيار مركز «أمان لإيواء النساء والأطفال» في رأس الخيمة أول منصة خارج إمارة دبي لتفعيل الحملة التوعوية «لإنسان مصون الكرامة» وتندرج ضمن مبادرة تثقيف الفئات الأكثر عرضة للاتجار بالبشر وتضمنت الفعالية توزيع منشورات توعوية بعشر لغات تستهدف شرائح العمال والعاملات في كل أنحاء الدولة لنشر الوعي بجرائم الاتجار بالبشر وبالتعريف بمفهومه وشرح سبل الوقاية منه والمعرفة والإلمام التام بقوانين العمل والتعامل مع المكاتب الموثوقة واتباع الطرق الرسمية السليمة في الدخول للبلاد وعدم الخضوع للابتزاز والتهديد.
وحول ما يمتلكه المركز من كوادر مؤهلة وشراكات استراتيجية قالت مديرة مركز أمان لإيواء النساء والأطفال في رأس الخيمة إننا نعتز بما يزخر به المركز من قدرات وكفاءات بشرية في مختلف المجالات والتخصصات والمستويات الوظيفية ونحن على ثقة بأن روح الفريق الواحد هي التي ستقودنا معاً إلى تحقيق الاهداف المرجوة كما أننا نحظى بشراكات استراتيجية مع القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة ودائرة النيابة العامة ومحاكم رأس الخيمة ومؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال والعديد من الجهات في القطاعين العام والخاص الذين نعتبرهم الداعمين لنا في رسالتنا الإنسانية كما نسعى في الفترة القادمة لتنظيم عدد من المؤتمرات والملتقيات الإقليمية بالشراكة مع منظمات دولية معنية بالأسرة والمرأة والطفل.
ونوهت بأن مركز "أمان" يسعى لتوفير البيئة الآمنة للحالات التي يحتضنها ونستعد لإنشاء مركز جديد متكامل بطاقة استيعابية أكبر يتضمن أنشطة فنية والتدريب والمسارح وقاعات المحاضرات والورش والأنشطة الرياضية وحديقة الألعاب الخاصة بالأطفال بما يتلاءم مع تسكين ضحايا العنف بكل أشكاله مقارنة بالطاقة الاستيعابية الحالية التي تبلغ 25 حالة من النساء والأطفال.
وعن الإجراءات المتخذة في المركز لمواجهة جائحة فيروس كوفيد -19 أكدت العاجل أن المركز نجح في تطبيق البروتوكولات الاحترازية المعتمدة من الجهات المختصة في الدولة شملت تخصيص غرف لعزل الحالات الجديدة بعيدة عن الحالات المقيمة احترازياً وتطبيق إجراءات وقائية واستباقية على الجميع لخلق بيئة آمنة وتعزيز جهود الدولة للتصدي للجائحة.
قد يهمك ايضا
الاتحاد الإماراتي يسعى إلى تعزيز معايير مشاركة المرأة في قطاعي الأمن والسلام
مغيّرون في التاريخ: الرجل الذي صنع غاندي
أرسل تعليقك