نشطاء سياسيون يكشفون عن الوضع المأساوي لمعتقلي داعش في سورية
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

نشطاء سياسيون يكشفون عن الوضع المأساوي لمعتقلي "داعش" في سورية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - نشطاء سياسيون يكشفون عن الوضع المأساوي لمعتقلي "داعش" في سورية

تنظيم داعش
دمشق - نور خوام

كشف نشطاء مجموعة "الرقة تذبح في صمت" عن الوضع المأساوي في معقل "داعش" في سورية، حيث أوضحوا أنهم يعيشون في جحيم يومي من خلال تُقطع الرؤوس، ويُلقى بمثلى الجنس من البنايات الشاهقة، وتعيش الأسر بين الأنقاض، فضلًا عن عدم وجود كهرباء أو ماء.
 
وبيّن محمد (37 عاما) وهو معلم سوري سابق لجماعة "الرقة تذبح في صمت" بعد أن غادر منزله أنه شاهد شرطة "داعش" الدينية، تقوم بدوريات في الشوارع وتبحث عن أشخاص لمعاقبتهم، وأضاف محمد "أخشى أن أفقد أطفالي، أخشى أن تتعرض زوجتي للجلد لعدم ارتدائها الملابس المناسبة، تغيرت الأمور من سيء إلى أسوء تحت سيطرة "داعش"، من حيث ثمن الطعام، كما لا يوجد حطب أو وقود، المياه متاحة ولكن يجب أن تقوم بغليها أو تبريدها، وهناك خبز وفاكهة وخضراوات ولكن الأسعار مرتفعة جدا، وأصبحت الكهرباء شحيحة وعلينا أن نبدأ بشرائها لأن التيار لا يأتي إلا في بعض المناطق في الرقة".
 
وتابع  "من الساعة الخامسة صباحا علي أن أكون في المسجد ولا يمكنني أن أتغيب، وأشاهد السماء مليئة بالطائرات ثم أعود إلى المنزل سريعا لأتجنب الاعتقالات التعسفية، إنه نفس الروتين يوميا، اعتدت أن أعلم الطلاب ما أؤمن به، والأن أجبر على تعلميهم ما لا أعتقد به ولكن ما تريد "داعش"، ومُنعت عن إعطاء دروس خاصة ما يعنى أنى لم أعد أكسب كثيرا، ما أخشا في الرقة أن يتم اعتقالي فجأة دون أن أعرف السبب، يمكن أن اسجن وزوجتي وعائلتي لا تعرف أي شيء، وما يخيفني أكثر هو أن "داعش" تزرع الأفكار في رأس أطفالي وأجد نفسى مجبرًا على أخذهم للمدرسة".
 
وأفاد الناشط في جماعة "الرقة تذبح في صمت" تيم رمضان لجريدة "ميل أونلاين" بأن الناس مجبرة على العيش تحت قوانين "داعش" الصارمة، مضيفًا "عندما تمشي في الشارع تشاهد أشخاص مقطوعي الرأس أو يتم جلدهم، ويتم ربط معاصمهم بالحبال، لقد منعنا من المغادرة واضطررنا للتظاهر بأن كل شيء طبيعيا هنا في حين أن الناس يعيشون في رعب".
 
ويعيش الآلاف من المدنيين مثل محمد ومعظمهم ليسوا على صلة بـ "داعش" في الرقة وليس لديهم وسيلة للهرب، ويعيشون داخل الجدار الخرسانى للمدينة، وتمنع النساء من المشي في الشارع من دون صحبة رجل، ويحظر عليهم كشف شعرهم، ويعتبر التدخين وانتقاد الحكام علانية من الجرائم التي يعاقب عليها بالإعدام، وهناك الكثير من الممنوعين من العمل، وأصبح السكان المحليين محرومين من أبسط الكماليات مثل الشوكولاتة، وهناك الكثير من صفوف الناس الجوعى مصطفين للحصول على الطعام.
 
ويعيش الناس في الرقة في خوف دائم جراء القنابل المتساقطة من السماء، فضلا عن الاستبداد والعنف في الشوارع، وفى البداية كانت هناك غارات أميركية تلتها غارات روسية بينما انضمت فرنسا حاليا للتصدي التطرفي بعد هجمات باريس التي أسفرت عن مقتل 130 شخصا بالإضافة إلى بريطانيا التي انضمت إلى الغارات الجوية مؤخرًا.
 
وقال وليد (37 عاما) صاحب متجر لميل أونلاين "الحياة هنا صعبة بعد الغارات الجوية الأميركية ولكن الأن لدينا مشكلة أكبر لأن الغارات الروسية لا تفرق بين الأهداف المدنية والعسكرية، وتضربنا قنابل النظام أكثر من ذي قبل، وقبل أسبوعين كان هناك مذبحة للمدنيين في حي باب بسبب الضربات الجوية الروسية والناس هناك يشعرون بالرعب، هؤلاء ليس لديهم أي وسيلة لمغادرة الرقة بسبب غلق الحدود التركية السورية، وإذا احتجت للمغادرة يجب عليك الحصول على إذن من "داعش" وهو شيء لا يصعب الحصول عليه ولكن في ظل إغلاق الحدود التركية ما فائدة ذلك؟".
 
وأردف وليد "الطعام مكلف الأن لأننا اعتدنا استيراد كل شيء من تركيا ولكن "داعش" تحاول إبقاء الأسعار منخفضة، ومن الخطر محاولة عبور الحدود، وتحاول "داعش" تجنب رفع الأسعار لأنها لا تريد إغضاب الناس، ويعتبر الوضع الأمني جيدا مثل ذي قبل ولكن الناس يخافون من الضربات الجوية، وتعد الحياة طبيعية ويوما بعد يوم يدرك الناس أن "داعش" تسيطر على الدولة".
 
وكانت الرقة سابقا واحدة من المدن السورية الليبرالية، حيث يسمح للنساء بالاختلاط مع الرجال، ويقضى الأطفال عطلة الصيف في الاستمتاع بحمام السباحة مع أصدقائهم، ويقضي الطلاب عطلة نهاية الأسبوع في مقاهي الرقة العصرية، ولكن سيطرت "داعش" على الرقة بعد اندلاع الحرب الأهلية، بدأت الحياة تزداد سوءا، وظهرت علامات لمنع الناس من التدخين والتحذير بإعدام مثلى الجنس ومرتكبي الزنا، وبحكم الطبيعة السرية لم تنكشف الوحشية الحقيقية التي تتم خلف الحواجز الخرسانية وحواجز الطرق التي أقامتها "داعش".
 
ومن الطرق القليلة للحصول على المعلومات تهريب الشهادات والصور من خلال الناشطين مثل جماعة "الرقة تذبح في صمت"، حيث أوضحت "أسما" أحد الناشطين المناهضين لـ "داعش" لجريدة "ميل أونلاين" "داعش قتلت وشردت الكثير من السكان، وسررقت منازلهم وأخذوا أثاث منزلهم".
 
وتكشف الصور التي التقطها نشطاء جماعة "الرقة تذبح في صمت" عن بعض النساء يسيرن بالعباءات السوداء التي تغطي كامل أجسادهم، وأضافت فتاة تدعى " أوا" والتي هربت من الرقة "لا يمكنك الذهاب إلى الطبيب من دون اصطحاب أب أو أخ، ولا يمكنك حتى الخروج من أجل النزهة، لم يمكنني التحمل أكثر من ذلك، من قبل كان لي صديق وكنت أذهب إلى الشاطئ وأرتدى البكيني، وحتى في سورية كنا نرتدي تنانير قصيرة وكان ذلك أمرا عاديا حتى أخي لم يمكن يمانع في ذلك، ولم أواجه مشكلة من أي شخص".
 
وبيّنت السورية "أسما" التي نشأت فى الرقة أنها كانت تعامل كمواطن من الدرجة الثانية عندما سيطرت داعش على المدينة، مع إعطاء معاملة تفضيلية للأجانب والعرائس الجهادية، وأوضحت أنها انضمت إلى داعش لأنهم وعدوها بالمال والسلطة، وأضافت أسما " كانت النساء الأجانب تفعل كل ما تريد، ويمكنهم الذهاب إلى أى مكان، لقد كانوا مدللين، حتى الفتيات الأصغر منا كانوا يحظون بمزيد من السلطة".
 
وتبين صور الرقة اليوم احتجاز المذنبين وإذلالهم في أحد الطرق، وفى صورتين أخريين شوهدت نساء ينتمين إلى شرطة الإناث المسلحة في داعش وتدعى "شرطة الخنساء" ومن يتجولن في الشوارع لمعاقبة من يخالفون الشريعة الإسلامية، حيث تضرب الشرطة النسائية الفتيات ليصبحن عرائس جهادية.
 
وأفاد رمضان لجريدة "ميل أونلاين" تعتبر كتيبة الخنساء كابوس بالنسبة للنساء في الرقة، وعمل بعضهن في الدعارة قبل سيطرة "داعش" على المدينة وانضممن فقط إلى كتيبة الخنساء للحصول على أجور أفضل أو لأنهم أجبروا على ذلك بعد القبض عليهم".
 
وروت فتاة لجماعة "الرقة تذبح في صمت" كيف تم القبض عليها وتعرضت للضرب المبرح لأنها كانت ترتدى النقاب بشكل خاطئ وتم جلدها 50 مرة أمام والدها وعامة الناس، وأوضح أحد النشطاء المناهضين لداعش أن من ينجحون فى تجنب الشرطة وينجحون فى الحصول على الطعام يتركون لمحاربة المرض المتفشى، فى إطار انعدام النظافة واستيلاء داعش على المستشفيات وإعدام الأطباء وإجبارهم على العمل تحت تهديد السلاح.
 
وأضاف الناشط "هرب العديد من الأطباء وهناك بعض الأمراض الناتجة عن المياه غير النظيفة التي يشربها الناس مثل الإسهال وتقلصات المعدة، وأصبحت الحالة الصحية هناك سيئة إلى أبعد الحدود".
 
وأشار أحد السكان العالقين في الرقة ويدعى عصام (33 عاما) إلى أن المرضى في الرقة يجب عليهم الحصول على دواء باهظ الثمن ولا يقدم أي ضمانة لجعلهم أفضل، مضيفا "الدواء متاح لكنه غالي الثمن ويباع ضعف السعر المعتاد، الأيام هنا خالية من أي نشاط مميز، ويُسمح لبعض الناس بالعمل ثم العودة إلى المنزل والنوم حتى اليوم التالي من دون أي تفاعل مع الأخرين، ولا يوجد كهرباء على أساس دائم، وإذا حسبنا عدد الأيام التي تتواجد فيها الكهرباء على مدار العام سنجد نسبة ضئيلة للغاية".
 
وتسببت الضربات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة منذ سبتمبر/أيلول 2014 في دفع الأطباء إلى الهرب تاركين الأبرياء في الرقة خائفين على حياتهم، حيث زعمت جماعة "الرقة تذبح في صمت" أن الصور تكشف بقايا قنبلة صاروخية ملقاه على الطريق ويتصاعد الدخان بشكل كثيف من موقع القصف الروسي على مراكز "داعش" والمناطق السكنية.
 
وبيّن أحد النشطاء أن السكان يخشون من الضربات الجوية لبوتين لأنها تستهدف أي شخص، لكنهم لا يخشوا الضربات الأميركية وحلفائها لأنها تستهدف فقط مقرات "داعش"، مضيفًا "يشعر الأطفال بالخوف عندما يسمعون صوت الطائرات والانفجارات".
وذكر أحد النشطاء "الأمور تزداد سوءًا حيث أن مقاتلي "داعش" يشعرون بالرعب من الغارات الجوية ويعيشون حاليا بين المدنيين ويستخدمونهم كدروع بشرية"، وأضافت امرأة خافت من ذكر اسمها "هذه أخطر مدينة على الأرض، تخيل أنك تمشي في الشارع بينما الطائرات الحربية تقصف المدينة من أعلى، ويتم إعدام الأشخاص أمامك وترغب في شراء الطعام لعائلتك لكنك لا تملك المال ولا تستطيع تعليم أطفالك".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نشطاء سياسيون يكشفون عن الوضع المأساوي لمعتقلي داعش في سورية نشطاء سياسيون يكشفون عن الوضع المأساوي لمعتقلي داعش في سورية



GMT 19:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 05:39 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:15 2015 الأربعاء ,25 شباط / فبراير

تنحي برلماني بريطاني بارز بسبب فضيحة رشوة

GMT 08:26 2013 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

"قيامة" مجموعة روائية تتناول علاقة العلم بالإيمان

GMT 21:24 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سلافة معمار مثيرة في أحدث جلسة تصوير بعدسة بو منصور

GMT 14:49 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

6 نصائح من خبراء الديكور لغرف نوم مميزة لأطفالك التوأم

GMT 05:00 2019 الإثنين ,15 تموز / يوليو

بان كيك بالشوكولاتة

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

الأهلي يواجه طلائع الجيش في دوري سوبر السلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates