قصة حب سورية من سجون حمص إلى لندن
آخر تحديث 21:09:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

قصة حب سورية من سجون حمص إلى لندن

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - قصة حب سورية من سجون حمص إلى لندن

الطالبة البريطانية رزان والطبيب أحمد
لندن - سليم كرم

لم تكن تشعر الطالبة البريطانية رزان بالوفاق في أول مرة التقت فيها الطبيب أحمد من سورية، ولكنه وبمرور الوقت أصبح الثنائي يتشارك العشق للطب والمخاوف من الحرب الأهلية، ثم تعرض أحمد بعدها إلى الاختطاف في حمص ووقع ضحية لعمليات التعذيب، إلا أن الثنائي استطاع التغلب على الصعاب من أجل اللقاء مجددًا.
لم يكن المتواجدين في صالة الوصول رقم 3 داخل مطار هيثرو يعلمون كم الألم والإحباط والمعاناة التي صاحبت فراق الثنائي الذي تقابل مجدداً في حفاوة بالغة، وفي تغريدة للفتاة على موقع التواصل الإجتماعي تويتر، فقد نشرت صورة تكشف عن اللقاء مجدداً مع حبيبها في لندن بعدما افترقا قبل عام ونصف العام، في الوقت الذي تعرض فيه للاختطاف والتعذيب.
وتعود أحداث القصة إلى عام 2009 وقت أن كانت هناك ممارسات ديكتاتورية في سورية دون أن يلحظها بقية دول العالم، وكانت رزان الأقرع الشهيرة أيضاً باسم Rose Alhomsi، والتي تبلغ من العمر في الوقت الحإلى 25 عاماً طالبة وقتها تدرس الصيدلة في ويلسدين شمال لندن، فيما كان أحمد الحميد البالغ من العمر حاليًا 37 عامًا يدرس وقتها الطب في جامعة دمشق.
وعلى الرغم من أن رزان قد ولدت ونشأت في لندن، ولكنها تعود إلى عائلة سورية كبيرة، حيث وصل والديها إلى بريطانيا خلال فترة الثمانينيات، ولكن العلاقة ظلت قائمة مع الأصدقاء والأقارب في حمص، التي تعد ثالث أكبر مدينة سورية بما فيهم عائلة أحمد.
وأثناء زيارة عائلتها إلى حمص خلال العطلة السنوية في صيف عام 2009، فقد لفتت رزان انتباه أحمد حينما تقابل كلاً منهما، ما دفعه لأن يطلب من عائلتها الزواج منها ولكنها لم تبدي اهتماماً وقتها، وفضلت استكمال دراستها، ومع التغاضي تماماً عن فكرة الزواج من جانبها، فلم يعد هناك أي اتصال بين العائلتين لعدة سنوات.
وعندما امتدت الاحتجاجات التي اجتاحت شمال أفريقيا إلى سورية في آذار/مارس من عام 2011، فقد انساق كلاهما إلى الأحداث التي اندلعت في حمص، وأخذت الاحتجاجات وقتها منحى آخر لتتحول إلى المقاومة المسلحة، بعدما قام الجيش الحكومي للرئيس السوري بشار الأسد بفتح النار على المتظاهرين الذين احتلوا ميدان وسط المدينة، لتتحول الشوارع الأنيقة إلى أكوام من الأنقاض.
وبحلول عام 2012، فقد كانت رزان تقضي ساعات على الإنترنت من أجل تقديم الدعم لنشطاء المعارضة في حمص، من داخل غرفة النوم الخاصة بها في ويلسدين عبر ترجمة لقطات الفيديو المصورة والتي قام بإلتقاطها صحفيين مواطنين من اللغة العربية إلى الإنجليزية، مع تحديث حسابات مواقع التواصل الإجتماعي وإجراء مقابلات مع الأطباء المتواجدين في المستشفي الميداني.
ولم تلاحظ رزان بأن أحمد كان من بين الفريق في هذه المستشفى والذي كان في بعض الأوقات متواجداً داخل نفس الغرفة التي تتحدث معهم من خلالها، ولكنه لم يظهر أبداً في مقاطع الفيديو أو الصور التي شاهدتها من العيادة.
وكان الإتصال الأول الذي حدث ما بين أحمد و رزان في عام 2012، وذلك حينما أرسلت إلىه رسالة تعرب له فيها عن أسفها في أعقاب سماعها مقتل والده و شقيقته. ليتبادل بعدها كلاً منهما الرسائل حول الصراع وأعمال العنف التي تشهدها سورية.
وفي كانون الأول / ديسمبر من عام 2012 فقد تقدم لخطبتها مرة أخري، وهو ما شكل لها صدمة بحسب ما اعترفت حتى وإن كان طلبه قد جاء للمرة الثانية، وبعدما طلبت رزان مقابلته شخصيًا في شباط / فبراير من عام 2013 ، فقد جمع بينهما لقاء بالفعل في لبنـان. إلا أن أحمد كان مصدوماً حينما رأي أشخاصاً ينعمون بالحياة في العاصمة بيروت في الوقت الذي يعاني فيه جيرانهم من حرب كارثية قضت على الأخضر واليابس.
وبدأت العلاقة بينهما تأخذ منعطفاً جديداً بعدما حظي بإعجاب منها لإخلاصه إلى القضية السورية، وعقب عودة أحمد إلى سورية، فقد ظل يحاول كلاً منهما التوصل إلى ميعاد لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقة بينهما، وبينما قامت رزان بشراء فستاناً باللون الوردي لحضور مراسم الخطبة به، إلا أن ترتيباتهم لم تكتمل بسبب وفاة عمها وإبن عمها فضلاً عن المآسي المستمرة جراء الصراع السوري.
وظل أحمد يدرس الطب في جامعة دمشق ويعمل ليلاً في المستشفي الميداني في الوقت الذي يتبادل فيه الرسائل مع رزان طوال الوقت ويزداد الحب والمودة بينهما. وفي كانون الأول / ديسمبر من عام 2013 وبينما كانت عائدة من الريف البريطاني خلال زيارة قامت بها لإحدي صديقاتها في نهاية الإسبوع، فقد توقف أحمد عن الرد على رسائلها فضلاً عن أن مكالماتها له كان أحد الأشخاص يرد علىها ثم يعلق الإتصال.
وتأكيداً لمخاوفها، فقد تلقت رسالة مفادها أن جهات أمنية سورية سرية قد حضرت إلى المستشفي التي يعمل بها وقامت بإقتياده إلى مكان غير معلوم. وتحولت بعدها حياة رزان، بحيث كانت تلتقي المرضي وتواجه العملاء في الصيدلية التي تعمل بها بإبتسامة ثم تعود إلى المنزل وتبكي فراق أحمد الذي بات في عداد المفقودين.
واستمر الحال إلى أن تلقت بعد شهر ونص رسالة من أصدقائها تقول بأن أحمد على قيد الحياة ومحتجز في الخطيب، وهو مركز إستجواب تحت الأرض يقع في منطقة نائية ويتبع المخابرات السورية. وبعد ما يقرب من عامين على إطلاق سراحه، لم تكن رزان تعلم بالتحديد ماذا أصابه خلال فترة تواجده هناك خاصة وأنه لم يكن يتحدث في هذا الأمر بشكل مستفيض. إلا أن حالته تشير إلى تعرضه للتعذيب القاسي قبل إطلاق سراحه أخيراً في آذار من عام 2014 بعد قضاء خمسة أشهرٍ رهن الإعتقال.
وشعر أحمد باليأس في ظل البقاء في سورية، إلا أن رزان وغيرها عملوا على إقناعه بالفرار إلى لبنان. وعندما ذهبت رزان لمقابلته وجهاً لوجه في وقت لاحق من ذلك العام، فقد بدا علىه متأثراً بالتعذيب الذي تعرض له والذي جعل منه شخص غاضب جداً في حديثه إلىها، إضافة إلى عدم كشفه عن ما جري معه وكيف كان يشعر.
وبالرغم من الإسلوب الفظ الذي تعامل به معها خلال لقائهما، إلا أنها لم يكن بمقدورها التخلي عنه. وفي بعض الأحيان كانت تدرس بجد إنهاء إرتباطها معه، إلا أنه وبعد لجوئها إلى موزام بيغ، وهو المعتقل البريطاني السابق في غوانتانامو، فقد طلب منها منح أحمد الفرصة وبعض الوقت قبل إتخاذ قرارها النهائي. وبمرور الوقت، فقد بدأ أحمد تحقيق تقدم والعودة إلى ما كان علىه في السابق، بعدما تعلم النوم في الظلام ومن دون مشاهدة برامج حماسية على شاشة التلفاز من أجل حجب أصوات الصراخ في رأسه.
ومن جانبها، فقد بدأت رزان مساعي قوية من أجل إخراج أحمد من لبنـان، ومن بين الخيارات لإنجاح هذا الأمر كانت الزواج منه، حتى تتمكن من الاستفادة كونها مواطنة بريطانية سوف يكون لها الحق في استقباله في لندن، وبالفعل عقد الزوجان حفل إسلامي مصغر في مدينة طرابلس اللبنانية، في آيار/مايو من عام 2015، ومن بعدها قاموا بتسليم السفارة البريطانية في لبنان الأوراق اللازمة في تشرين الثاني/نوفمبر.
وعقب إتمام الإجراءات، فقد قام أحمد بحجز رحلة طيران إلى لندن في الأول من كانون الثاني/يناير، وهي الليلة التي لم تستطيع معها رزان النوم خشية منعه من مغادرة لبنان، وأخيرًا وبعد لقاؤهما في مطار هيثرو، فقد انتابتها فرحة عارمة وأجهشت معها في البكاء، هذا ويستعد كلاً منهما لإقامة حفل زواج في آذار/مارس.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة حب سورية من سجون حمص إلى لندن قصة حب سورية من سجون حمص إلى لندن



GMT 19:06 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 05:39 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

GMT 01:50 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل يحيى السنوار ضربة كبيرة لـ"حماس" لكن ليست قاضية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 02:59 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 صوت الإمارات - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"داميان هيندز" يطالب بتعليم الأطفال المهارات الرقمية

GMT 11:11 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف سعيد بالاشتراك في مسلسل "بالحب هنعدي"

GMT 03:01 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حسين فهمي ووفاء عامر يستكملان "السر" لمدة أسبوع

GMT 16:07 2013 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم النينجا المكان الوحيد الذي تخدمك فيه النينجا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates