بيروت ـ جورج شاهين
أحصى التقرير الأسبوعي الذي تصدره مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان وصول نحو 2450 نازحًا سوريًا إلى البلاد خلال الأسبوع الماضي، توزعوا "بالتساوي على منطقتي الشمال والبقاع، على غرار الأسبوع الماضي، بعدما دخلوا عبر المعابر الحدودية الرسمية: المصنع في شرق لبنان والبقيعة-العبودية في شمال لبنان".
ولفت التقرير إلى أن "تدفق اللاجئين إلى وادي خالد اتسم ببعض البطء النسبي خلال الأسبوع، ولا تزال أبرز أسباب ذلك الرشاوى الباهظة وإطلاق النار عند الجانب السوري الذي يعرقل قدرة وصول اللاجئين إلى لبنان". وذكر أن "العديد من اللاجئين يستقرون في شمال البلاد وشرقها، في حين يتوجه بعضهم إلى الجنوب أملًا بالعثور على عمل أو الالتحاق بالأسرة أو أصدقاء".
وبلغ إجمالي عدد النازحين إلى لبنان حتى الآن 128841 شخصًا، من بينهم 94603 مسجلون لدى المفوضية، بالإضافة إلى نحو 34238 شخصًا كانوا اتصلوا لكي يتم تسجيلهم، وسجلت المفوضية 6841 لاجئًا خلال الأسبوع.
وتحدث التقرير عن "مجموعات أفراد ينتمون إلى الأقليات استقروا بمعظمهم في زغرتا وكريكس وبوسيت وتل عباس الغربي والعبودية وزحلة، بالإضافة إلى قرى أخرى متفرقة".
كما تابعت المفوضية مع شركائها حالات محددة من اللاجئين تعرضوا للعنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، إذ إن المزيد من اللاجئين باتوا على استعداد للتحدث عن قصصهم إلى مرشدين اجتماعيين متخصصين بعد جهود بذلت في هذا الإطار.
وأجرت فرق عمل المفوضية عملية تسجيل متنقلة في منطقة وادي خالد للمساعدة على معالجة الصعوبات التي واجهها بعض النازحين أثناء محاولتهم الوصول إلى مركز طرابلس. وتم تسجيل أكثر من 700 فرد (141 أسرة) هناك خلال أسبوع، أما في البقاع، فيقوم فريق تسجيل متنقل بتغطية البقاع الأوسط والغربي وقد قام حتى هذا التاريخ بتسجيل 3439 شخصًا في المنطقة.
وفي جنوب لبنان، تم تسجيل 473 شخصًا في حين لا يزال 2398 آخرين في انتظار التسجيل، وقد شجعت مؤسسة عامل اللاجئين على التسجيل من خلال حملات توعية وإحالة الحالات التي تحتاج إلى مساعدة خاصة.
وعلى صعيد الحماية أشار التقرير إلى أنه وصل نحو 2450 لاجئًا إلى لبنان خلال هذا الأسبوع - توزعوا بالتساوي على منطقتي الشمال والبقاع، على غرار الأسبوع الماضي، يواصل غالبية اللاجئين الدخول إلى لبنان من خلال المعابر الحدودية الرسمية: المصنع في شرق لبنان والبقيعة - العبودية في شمال لبنان.
وقام مجلس اللاجئين الدانمركي بزيارة الأسر الوافدة حديثا من أجل تزويدها بالمساعدة الفورية ريثما يتم تسجيلهم لدى المفوضية والكشف عن احتياجاتها الخاصة لإحالتها إلى الوكالات الشريكة من أجل تزويدها بالمساعدة المتخصصة.
وباشرت بعض الوكالات، بما في ذلك المفوضية واليونيسيف والاتحاد لحماية الأحداث في لبنان، تنفيذ خطة عمل لحماية الطفل من شأنها سد الثغرات في الاستجابة لحماية الأطفال المعرضين لخطر كبير (الأطفال المنفصلين عن ذويهم، الأطفال غير المسجلين في المدارس، الخ).
وتنطوي الخطة على تعيين موظفين متخصصين إضافيين وتوفير التدريب على حماية الأطفال للمرشدين الاجتماعيين وتعزيز عملية توفير الملاجئ الآمنة للأطفال المعرضين للخطر. بالإضافة إلى ذلك، تعمل المفوضية مع شركائها على متابعة حالات محددة من اللاجئين الذين تعرضوا للعنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس.
وتواصل المفوضية أعمال المتابعة مع مديرية الأمن العام بشأن الالتزامات التي تم الإعلان عنها في السابق في ما يتعلق بإلغاء رسوم تجديد الإقامة وتسوية أوضاع اللاجئين الذين دخلوا البلاد من خلال معابر حدودية غير رسمية.
أما بالنسبة إلى عمليات توزيع المساعدات فأشار التقرير إلى أن المفوضية تستمر مع برنامج الأغذية العالمي ومجلس اللاجئين الدانمركي ومنظمة الرؤية العالمية ومجلس اللاجئين النرويجي ومركز الأجانب في جمعية كاريتاس ومؤسسة مخزومي واليونيسيف، في تقديم المساعدة إلى اللاجئين السوريين في مختلف أنحاء لبنان من خلال توزيع مجموعات مواد غذائية أساسية ومجموعات مستلزمات للنظافة الصحية ورعاية الأطفال.
وأوضح أن الوكالات أعطت الأولوية للتأهب لأشهر الشتاء الباردة من خلال تزويد اللاجئين بالبطانيات والفرش والسجاد والسخانات.
وإزاء إعراب العديد من المنظمات المحلية عن رغبتها في المساهمة في الجهود المتعلقة بالاستعداد لفصل الشتاء، عقدت المفوضية اجتماعًا مع سائر المنظمات المحلية والدولية العاملة في هذا القطاع من أجل ترشيد الجهود وضمان تفادي الازدواجية. أما الثغرة الأكثر إلحاحًا في هذا القطاع فلا تزال عملية توفير المساعدات للعائلات الوافدة حديثًا والعائلات اللبنانية العائدة من سورية إلى لبنان نظرًا إلى الاضطرابات السائدة في بلد إقامتهم. تعمل الهيئة العليا للاغاثة مع برنامج الأغذية العالمي والمنظمة الدولية للهجرة على سد هذه الثغرة من خلال تسجيل العائدين اللبنانيين وتزويدهم بالمساعدة التي يحتاجون إليها.
بالإضافة إلى ذلك، سيكثف مجلس اللاجئين الدانمركي مع الشركاء الجهود لمساعدة الأسر الوافدة حديثًا والتي لم تحظ بعد بالفرصة للتسجيل.
ولفت التقرير إلى أن دورة التوزيع لشهر تشرين الثاني أسفرت عن تقديم المساعدة إلى أكثر من 47000 لاجئ مسجل من خلال تزويدهم بمجموعات من المواد الغذائية وغير الغذائية في سائر أنحاء لبنان، وسيبدأ برنامج الأغذية العالمي بمساعدة اللاجئين السوريين المسجلين في جنوب لبنان من خلال تزويدهم بسلل مواد غذائية كجزء من دورة التوزيع لشهر كانون الأول، وذلك عقب الانتهاء من عملية التحديد والتقييم الحالية لمحلات البقالة المحلية في المنطقة.
وبالنسبة للتعليم جاء في التقرير: تم تسجيل أكثر من 8000 طفل لاجئ سوري حتى هذا التاريخ في المدارس الرسمية اللبنانية في مختلف أنحاء لبنان. وباشرت "مؤسسة عامل" بتوفير دروس التقوية والأنشطة الترفيهية لأكثر من 60 طفلًا سوريًا في كل من بيروت وصور والبازورية.
تزامنا وجهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نداءًا عاجلًا تدعو فيه مجددًا أطراف النزاع في سورية إلى "التمييز الدائم" بين المدنيين والمقاتلين، في الوقت الذي يتدهور فيه الوضع الإنساني أكثر فأكثر.
أرسل تعليقك