هدنة في معضَّمية الشام تقضي بإدخال الأغذيّة مقابل الأسلحة الثقيلة
آخر تحديث 17:08:00 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

هدنة في معضَّمية الشام تقضي بإدخال الأغذيّة مقابل الأسلحة الثقيلة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - هدنة في معضَّمية الشام تقضي بإدخال الأغذيّة مقابل الأسلحة الثقيلة

دمشق ـ جورج الشامي

بعد أشهر، تكاد تقترب من العام، من التجويع والحصار المتواصل على مدينة المعضمية في ريف دمشق، استطاع النظام السوري والمعارضة المسلحة من عقد هدنة في المدينة، بغية تسهيل دخول المساعدات الإنسانية. وينص اتفاق الهدنة على السماح بإدخال الغذاء والمساعدات الطبية إلى المعضمية المحاصرة، مقابل تسليم المعارضة أسلحتهم الثقيلة، ورفع أعلام النظام فوق أبنيتهم، مقابل عدمِ دخول قوات النظام إليها. وأوضح المسؤول في المجلس المحلي للمدينة أبو مالك أنَّ "الهدنة دخلت حيز التنفيذ، الأربعاء، والسكان وافقوا على رفع العلم السوري على خزانات المياه في المدينة، كبادرة حسن نية، وذلك لمدة 72 ساعة". وأشار إلى أنه "من المقرر أن تدخل المواد الغذائية إلى المعضمية، الخميس، وإذا تم الأمر على ما يرام سيتم تسليم الأسلحة الثقيلة، إلا أن جيش النظام لن يدخل إلى مدينتنا". وبيّن أبو مالك أنَّ "الخطوة الأخيرة ستكون السماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم، دون أن يتعرضوا للتوقيف، وسحب الحواجز العسكرية عن مدخل المعضمية"، مشيرًا إلى أن "بضعة آلاف من المدنيين، الذين ما زالوا في المدينة، منقسمون بشأن الاتفاق"، موضحًا أن "البعض من هؤلاء يرون أن المهم إدخال المساعدات الغذائية إلى سكان المعضمية، في حين يريد آخرون مواصلة القتال ضد النظام حتى النصر". وظهرت خلافات حادة بين الطرفين حيث وجهت اتهامات للطرف الذي وافق على الهدنة بأنهم "لن يقبلوا بتسليم الأسلحة الثقيلة فقط بل سينتهي الأمر بتسليم الثوار لنظام الأسد", ووصفوهم بـ "القومجيين"، الذين باعوا تضحيات الشهداء ودماءهم. من جانبه، دان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة "استخدام النظام سياسة التجويع الممنهج كوسيلة حرب ضد أبناء الشعب السوري، لا سيما في المعضمية". وأضاف في بيان "أجبر النظام المجرم أهالي المعضمية على رفع العلم الذي يتخذه شعاراً على أعلى نقطة في مدينتهم، مقابل إدخال قوافل إغاثة إنسانية، تقيهم الموت جوعاً وبرداً، وهو ما يمثل أشد وسائل أنظمة الاستبداد انحطاطاً", على حد وصف البيان. وكانت وساطات محدودة أدت لخروج آلاف قليلة من النساء والأطفال من مدينة المعضمية، أشرف عليها الهلال الأحمر السوري, نجحت في مرة من أصل اثنتين حيث تعرض وقتها النازحون لكمين وإطلاق نار من طرف قوات الأسد، ما أفشل عملية الإخراج. يُذكر أن عدد سكان المعضمية، قبل تعرضها للحصار والقصف، كان 70 ألفاً، لم يبقَ منهم سوى أعداد قليلة، عانوا من سياسة التجويع الممنهج، الذي اتبعه نظام الأسد فيها منذ أشهر عدة. وكانت الحواجز العسكرية تطوق المدينة من الجهات كافة، وتمنع إدخال أي نوع من أنواع الأغذية إليها، فارضة ما وصف بسياسة تجويع ممنهج لمئات العائلات داخلها، بالترافق مع قصف مدفعي يومي، وهو ما دفع الأهالي لتناول أوارق الشجر، وحيواناتهم الداجنة، كالخيول والقطط بعد فتاوى أجازت لهم ذلك، للبقاء على قيد الحياة. جميع محاولات المعارضة المسلحة لفك الحصار فشلت، ما أدى لموت عشرات الأطفال، بسبب سوء التغذية، وأتت صور لم تعهدها منطقة الشرق الأوسط سابقا في مشهد أقرب للمجاعة. وزادت المعاناة مع قدوم الشتاء لتكون "اليكسا" ضربة موجعة وسط انعدام وسائل التدفئة، بينما أصدرت منظمات دولية عديدة، بينها العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش"، بيانات، لا حصر لها، تحذر مما تعانيه المعضمية، لكن جميع المحاولات لفتح ممرات إنسانية قوبلت بالطعن من حلفاء الأسد، لتبقى الأسرة الدولية مكتفية بالشجب والتنديد. أشهر والمعضمية على هذا الحال، وهو ما تكرر سابقًا، وفقًا للمنظمات الدولية، في مخيم اليرموك، وأحياء حمص القديمة، وهو أيضًا ما يجري الآن في الريف الشرقي لدمشق، حيث تحاصر عشرات المدن بغية إخضاعها.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هدنة في معضَّمية الشام تقضي بإدخال الأغذيّة مقابل الأسلحة الثقيلة هدنة في معضَّمية الشام تقضي بإدخال الأغذيّة مقابل الأسلحة الثقيلة



GMT 02:23 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن ترفض بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة

GMT 19:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 11:31 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 21:36 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 16:17 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

خطوات تنظيف "خشب المطبخ" من الدهونوالأتربة

GMT 15:54 2015 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 4 ألوان يمكن أن ترتديها في مكان العمل

GMT 14:13 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة البطل محمد سعد بعد تمثيل مصر في المسابقات الدولية

GMT 08:00 2012 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

وثائق ويكيليكس وأسرار الربيع العربي

GMT 16:20 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"أبوظبي للسياحة" تطلق معرض "أبعاد مضيئة"

GMT 13:20 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هطولا للأمطار الرعدية فى السعودية الجمعة

GMT 18:49 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

لوحات ضوئية عكست حالات إنسانية ووجدانية في معرض أبو رمانة

GMT 01:53 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

Falcon Films تقدم فيلم "بالغلط" من بطولة زياد برجي

GMT 14:42 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

تشيلسي كلينتون تتألق في معطف أنيق باللون الأسود
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates