زيارة مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك تقليد وطني راسخ
آخر تحديث 23:02:15 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

زيارة مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك تقليد وطني راسخ

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - زيارة مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك تقليد وطني راسخ

دمشق - جورج الشامي

يحتوي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق على مقبرتين للشهداء، إحداهما هي مقبرة الشهداء الجديدة وفيها قبور العديد من الشهداء وخاصة شهداء الزحف الى الجولان في ذكرى النكبة 15/5/2011 وذكرى النكسة 5/6/2011 إضافة لقبر الشهيد فتحي الشقاقي مؤسس حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين. أما الثانية فهي مقبرة الشهداء القديمة، وفيها قبور آلآف من الشهداء الفلسطينيين الذين استشهدوا على مرِّ تاريخ الثورة الفلسطينية من أبناء مخيم اليرموك، وفيها أيضا قبور عدد كبير من قيادات هذه الثورة، وفي مقدمهم الشهيد خليل الوزير والشهيد سعد صايل القياديين التاريخيين في حركة "فتح" الفلسطينية، إضافة لقبر الشهيد أبو العباس قائد جبهة التحرير الفلسطينية، وقد أضيف إليهم في السنتين الأخيرتين مئات من أبناء المخيم الذين استشهدوا برصاص وقصف قوات الحكومة للمخيم. وإلى هذه المقبرة جرى العرف "اليرموكي" بزيارة قبور الشهداء فيها صباح أول الأيام من عيدي الفطر والأضحى، حيث تتجمع أعداد كبيرة من أبناء المخيم وقيادات الفصائل الفلسطينية، وتأتي الفرقة النحاسية للكشاف الفلسطيني إضافة لأطفال الكشاف، يحملون الورود، يسيرون في موكب طويل إلى تلك المقبرة، وعند وصولهم يضعون أكاليل الزهور بجانب نصب "الفدائي المجهول" الذي يرمز إلى كل الشهداء الفلسطينيين الذين لم تعرف هويتهم ويعزفون النشيد الوطني الفلسطيني، ثم يتوجهون الى قبور الشهداء. هذا العرف ليس عرفا عاديا، إذ يحمل بين ثناياه الكثير من المعاني، فهو بات تقليدا وطنيا يعبر فيه المشاركون عن إخلاصهم لدماء الشهداء وإصرارهم على المضي في دربهم، ويشكل أيضا مناسبة لاجتماع المئات من أبناء المخيم سنوياً. هذا العام ورغم الحصار القاسي والمستمر منذ عشرة شهور على مخيم اليرموك، ورغم القصف المستمر المتواصل يوميا على المخيم، ورغم الجوع، لم يتوقف تطبيق هذا العرف، بل إنه اكتسب معانٍ جديدة من خلال زيارة قبور الشهداء الجدد، الذين استشهدوا نتيجة الحصار والقصف والقنص، وفي أول أيام عيد الأضحى هذا، كان المئات من أبناء مخيم اليرموك يحييون هذا التقليد، شيبا وشبابا وأطفالا، نساءً ورجالاً، تقدمت الفرقة النحاسية الموكب عازفة أناشيدا وطنية، أكاليل الزهور لم تغب عن المشهد، وعلم فلسطين يزين الصورة ويضيف لجماليتها معانٍ جديدة وفريدة لا تجدها سوى في مخيم اليرموك الذي يعبر عن خصوصيته وإنسانية أبنائه بأجمل الصور والأفعال. وقد حلّقت طائرات الحكومة فوق رؤوسهم بكثافة أثناء المسير وهي تقصف المناطق المجاورة فلم يأبهوا لها، بل إنه وحسب رواية أحد الأشخاص الحاضرين فإن أطفال المخيم لوحوا لها بأيديهم وقالوا "نحن هنا ولا نخاف منك!!"، العزيمة كانت كما هي دائما، إصرار على الاستمرار في درب الشهداء، تحلٍ بالصبر والأمل وحب للحياة لذلك الشعب الذي يستحق الحياة. لكن أيضا كان في زيارة هذه العيد بعض الألم، فقد اختلطت الدموع مع التراب الذي يحضن الشهداء وجُبل بدمائهم، حيث بدأ الاطفال بالبكاء على قبور أحد أصدقائهم، وعندها ذرف الكثيرون دموعا حبسوها مدة طويلة. وكيف لا يبكون وهم يشاهدون قبورا نقش عليها أسماء الأحبة والأهل ورفاق الدرب، وأسماء شباب قدموا الكثير فكان نصيبهم الشهادة. إن هذا التقليد له مكانة كبيرة في نفوس أبناء المخيم، مكانة لم يدركها الكثيرون إلا بعد أن فقدوا المشاركة فيه، فبعض أبناء المخيم الذين غادروا بيوتهم نتيجة الأوضاع السائدة، عبروا عن ألمهم لعدم المشاركة وعدم زيارة قبور الشهداء هذا العام، آملين أن يحمل العام القادم عودة لمخيمهم بأمان واستقرار.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك تقليد وطني راسخ زيارة مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك تقليد وطني راسخ



GMT 02:23 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن ترفض بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة

GMT 19:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:34 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:30 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

إعصار الهند وسريلانكا يحصد مزيداً من القتلى

GMT 18:33 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

"شقة عم نجيب" تُعيد هبة توفيق إلى خشبة المسرح

GMT 10:31 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

فورد F-150 تحصل على محرك ديزل لأول مرة

GMT 05:57 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

أحمد خالد أمين يوضح أن هنادي مهنا أول مولودة له كمخرج

GMT 06:17 2013 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

صدور رواية "دروب الفقدان"للقاص عبد الله صخي

GMT 14:11 2013 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

" ميّال" رواية جديدة للروائي السعودي عبدالله ثابت

GMT 20:20 2014 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب "الأمير عبدالله بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود"

GMT 21:49 2013 الأربعاء ,15 أيار / مايو

ورزازات عاصمة السينما وهوليود المغرب

GMT 21:45 2014 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"جاليري" المرخية ينظم معرضًا فنيًا الثلاثاء في "كتارا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates