القاهرة – أكرم علي
على عكس السنوات الماضية التي كانت تنتشر فيها "الشوادر" وتجري الخراف والماعز هنا وهناك مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، إلا أن الركود أصبح سمة العيد هذا العام، لما تعانيه مصر من أزمة اقتصادية شبه طاحنة، بسبب ارتفاع أسعار اللحوم الزائد عن الحد بالنسبة لغالبية المصريين.ويعد عيد الأضحى الفرصة الوحيدة لدى الكثير من المصريين لتناول اللحوم مرة في العام، وإنما ارتفاع أسعارها لأكثر من 70 جنيها (10 دولار) للكيلو، أدى إلى إصابة الأسواق بالركود لقلة المعروض مقابل زيادة المطلوب."مصر اليوم" تفقد عدد من الأسواق في أرجاء القاهرة والجيزة، لرصد حالة الركود التي أصابت سوق اللحوم قبل عيد الأضحى.وفي منطقة الهرم بمحافظة الجيزة، أكد محمد شريف، جزار، أن الأسواق تعاني من الركود ونقص المعروض من الماشية والخراف والسبب تجار الصعيد والوجه البحري الذين يشترون جميع الكميات من أبناء المحافظة قبل عيد الأضحى بفترة كبيرة جداً ويحصلون عليها بأقل الأسعار، مستغلين حاجة المربين ثم يعيدون بيعها قبيل العيد مباشرة بأسعار فلكية تصل إلى أربعة أضعاف، والمستفيد الوحيد فى هذه الحالة هو التاجر وليس المربي. وأشار شريف إلى أن أسعار العلف انخفضت هذا العام، ولكن التجار الذين يوردون الماشية يرفعون أسعارها بشكل زائد عن الحد، واتخذوا حجة حظر التجوال هذا العام لتكون سبب لرفع الأسعار.وأيد حديث شريف، الجزار أحمد رجب، الذي أكد أن ارتفاع الأسعار هذا العام بسبب حظر التجوال كما تحجج التجار، وقالوا إنه يمنع النقل من السير بعد الساعة 12 منتصف الليل، وارتفع سعر كيلو الضان صاحي إلى 35 جنيه وهناك مناطق بـ 38 جنيها، أما العجول فوصلت إلى 26 جنيها ومناطق أخرى 28 جنيها، مما ضاعف سعر المذبوح منها. وأكد الحج أحمد رجب أن سعر الخروف فى حده الأدنى يبلغ 1700 جنيه ويصل إلى نحو 3000 جنيه حسب الوزن، وأن سعر البقر يتراوح ما بين 15 و20 ألف جنيه. فيما قال وائل محمد "جزار" إن ارتفاع الأسعار جعل المواطنين غير قادرين على شراء اللحوم بنفس القدر الذي كان عليه في السنوات الماضية، هذا بالإضافة إلى أن الحكومة تعاني من أزمات اقتصادية في الوقت الحالي ولا توفر اللحوم بأسعار أقل. وأشار وائل إلى أن عدم استقرار الأوضاع فى البلاد يؤثر على أسواق اللحوم وكذلك المواشي الحية والتي كانت تأتي من دولتي الصومال وأثيوبيا بسبب تدهور الأوضاع.وصرح وزير التموين محمد أبو شادي أنه تم طرح لحوم الطازجة ومجمدة في 3600 منفذ تابعة للوزارة بأسعار تقل عن السوق مابين 25 و30% الي جانب الشوادر التي تقيمها بعض الجمعيات الاهلية والتي تعرض بأسعار مناسبة فوتت الفرصة علي التجار الجشعين لرفع الأسعار وهذا تنافى مع آراء المواطنين في الشارع المصري الذين أكدوا عدم حصولهم على اللحوم بالأسعار التي تحدث عنها وزير التموين.ويستهلك المصريون مليون طن كامل من اللحوم فى العام، المحلي منها نحو 60%، بينما نعتمد على اللحوم المستوردة فى بقية النسبة، وبتكلفة نحو 1.5 مليار دولار، ولكن الحالة السياسية التي تعانى منها البلاد.
أرسل تعليقك