أطفال مغاربة مع أمهاتهم في غياهب السجون دون ذنب
آخر تحديث 13:23:14 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أطفال مغاربة مع أمهاتهم في غياهب السجون دون ذنب

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - أطفال مغاربة مع أمهاتهم في غياهب السجون دون ذنب

الدار البيضاء ـ سعيد بونوار

يمرحون ويلعبون، وترسم على وجوههم علامات استغراب كلما تنامى إلى مسامعهم "أزيز" الأقفال، ويعلو فوق ثيابهم صدأ القضبان الحديدية، يعيشون بين أحضان أمهاتهم، وتحت عيون حارسات "شديدات غليظات"، يمضون أيامهم بعيدا عن ضوء الشمس، يبتسمون للزائرين و"السجانات" وأيامهم تكاد تتشابه في انتظار موعد يجهلونه وتعرفه أمهاتهم، الخروج من السجن. لم يرتكبوا جرما، ولا حتى مخالفة، ومع ذلك حكم عليهم الزمن بالرمي في السجن، بعضهم سجناء بالولادة، وآخرين من المُلتحقين، هم أبرياء "يرفلون" في جحيم ردهات الحبس بين المتهمين والمحكومين والمجرمين، هؤلاء هم السجناء الرضع. لا يعرفون أن خارج أسوار السجون حدائق ألعاب ومدارس وطرقات وشواطئ، ولا يعلمون أن في الأسابيع أعيادا، وفي الأحياء أزقة للمرح، وفي ساعات النهار أوقات زيارة للأحباب والأصدقاء،هم يطرحون أسئلة صعبة عن دوافع اعتقالهم، ومع ذلك يمرحون ويلعبون. في أكثر من سجن، يقبع جناح خاص بالرضع والأطفال، يتخذ ركنا منزويا عن طوابق الرجال، ويكاد يلتصق بسجن النساء، إنه البرزخ الذي يفصل هذا عن ذاك. تهم هؤلاء أنهم ولدوا لأمهات ارتكبن جرائم بدوافع مختلفة، ومنهن البريئات لأنه "ياما في السجون من مظاليم". في سجن "عكاشة" بالدار البيضاء، وهو الأكبر من نوعه في المغرب يعيش أطفال تتراوح أعمارهم ما بين الشهر والخمس سنوات، صغار وجدوا أنفسهم محكومين بتهم أمهاتهم، منهن قاتلة زوجها والسارقة والمزورة وشاهدة الزور، ومنهن المتاجرات في المخدرات والمتعاطيات لها، ومنهن العاهرات، والموظفات ونساء الأعمال. في الجناح المذكور يمنع على الرجال ولوج "عنابره"، وفي الغرف المخصص للأطفال يجد الزائر "الخاص" فضاء للطفولة بكل ما يحمله ذلك من معنى، أطفال محظوظون بالمقارنة من باقي السجناء داخل السجن، فهم يحظون بالمتابعة الطبية وبالتلقيحات في وقتها، وتمنح لهم اللعب والهدايا ويلتقون بأمهاتهم، وهم تعساء لأنه يفترض أن يكونوا بين أقرانهم في "ريضات" الحضانة خارج السجن. ولعل الأطفال حديثي الولادة أكثر حظا من غيرهم، فإدارة السجن تصر على تنظيم حفل العقيقة احتفاء بهم، وتوجه الدعوات لحضور الحفل الذي يتم بالطريقة التقليدية المغربية إلى السجينات وموظفات السجن والحارسات وإلى ضيوف من المجتمع المدني للمشاركة في أكل "الرفيسة" وهي وجبة غذائية مغربية تقليدية تنجز لفائدة حديثات الولادة وهي تتكون من الدجاج "البلدي" والفطير وتوضع فيها التوابل بكثافة. وترفض السلطات المغربية تدوين مكان ولادة الطفل في السجلات القانونية، احتراما لمشاعره المستقبلية وعدم معاقبته بذنب لم يرتكبه، وغالبا ما يعهد إلى الوالد أو ولي الأمر أو إلى أي مقرب من العائلة إلى تسجيل "الوليد" في سجلات "الحالة المدنية" دون الإشارة إلى مكان الولادة أي السجن. كما تتكفل إدارة السجن بحفلات الختان بالنسبة للرضع السجناء، وهي تتم أيضا بالطريقة التقليدية مع ما يستلزم ذلك من ركوب على جواد أصيل وبلباس مغربي يعلوه الطربوش الأحمر و"الجلابة"، ويسمح للفرق الشعبية بدخول السجن لإحياء الحفلات المذكورة. يسمح القانون المغربي المتعلق بتنظيم وتسيير المؤسسات السجنية ببقاء الأطفال صحبة أمهاتهم حتى بلوغ سن الثالثة، ويمكن تمديد هذا الحد بموافقة وزير العدل إلى سن الخامسة، وتتولى المصالح الاجتماعية في السجون متابعة تربية الطفل داخل السجن وخارجه بعد مضي السن المحدد للمكوث مع الأم، يذكر هنا أن 38 في المائة من السجينات في المغرب متزوجات. يواجه أطفال السجون من الرضع والبالغين من العمر الخمس سنوات وأقل صعوبات بالغة عند الخروج من السجن، وقضاء أمهاتهم للفترة المحكوم بها عليهن، إذ غالبا ما يعلم أقرانهم أنهم "خريجو سجون"، فيكون التآلف معهم صعبا جدا.  

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال مغاربة مع أمهاتهم في غياهب السجون دون ذنب أطفال مغاربة مع أمهاتهم في غياهب السجون دون ذنب



GMT 19:06 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 05:39 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

GMT 01:50 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل يحيى السنوار ضربة كبيرة لـ"حماس" لكن ليست قاضية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates