دمشق - جورج الشامي
بين النزوح واللجوء يعاني السوريون من ظروف معيشية صعبة، فالنازحون في الداخل يصعب وصول المساعدات الغذائية إليهم، نتيجة اشتداد المعارك، وتعرض معظم المحافظات للقصف الجوي والبري، وفي حين يكتظ اللاجئون السوريون في المخيمات في العراق، ما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض، تتجه الأردن لإعلان منطقة الشمال منطقة "منكوبة"، نتيجة ازدياد أعداد اللاجئين السوريين، على الرغم من وصول المساعدات الروسية لكل من لبنان والأردن لتدارك الأزمة.
وفي بعض قرى شمال سورية، يجمع السوريون الأعشاب على أنواعها من الحقول، ليقتاتوا بها مع عائلاتهم، بعدما نزحوا من منازلهم وقراهم، هربًا من الآلة العسكرية، التي يواجه بها النظام شعبه الأعزل، إلى مناطق أكثر أمناً نسبياً، معتمدين على مياه الأمطار لسقايتهم.
وقال منسق البرنامج الإقليمي لحالات الطوارئ للأزمة السورية مهند هادي "أصبح الآن نقل المواد الغذائية من منطقة إلى أخرى عملية شاقة، حيث تقع مخازننا وشاحناتنا في مرمى تبادل إطلاق النار"، مشيراً إلى "توقيف الشاحنات المتعاقدة مع البرنامج على نقاط التفتيش في أحيان كثيرة، وفي بعض الحالات يطلب منها أن تعود أدراجها، أو يتم اختطافها مع محتواها، الأمر الذي يضطرنا إلى اتخاذ القرار الصعب بإلغاء إرسال المواد الغذائية إلى مكان ما، على الرغم من علمنا بوجود حاجة ماسة إليها".
في غضون ذلك حذرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من أن "اكتظاظ اللاجئين السورييين في المخيمات في العراق يزيد من مخاطر انتشار الأمراض"، وقال المتحدث باسم المفوضية آدريان إدواردز أن "الضغط لإيواء اللاجئين يزداد"، مشيراً إلى أن "الاكتظاظ يؤثر بدوره على الوضع الصحي، والنظافة، التي تعتبر حالياً دون المستويات الإنسانية"، موضحاً أنه "في نهاية آذار/مارس الماضي بلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في العراق أكثر من 120 ألف لاجئ، معظمهم في إقليم كردستان العراق"، مشيراً إلى أن "الوضع في مخيم دوميز شمال غربي العراق يثير القلق، فهو يأوي حالياً نحو 35 ألف لاجئ سوري، ومكتظ بصورة كبيرة، حيث تتشارك آلاف العائلات خيامها مع اللاجئين الجدد".
وقالت الأمم المتحدة أن "مخيمات اللاجئين في كردستان العراق تستقبل ما بين 800 و900 لاجئ يومياً، في حين أعلنت السلطات في محافظتي أربيل والسليمانية العراقيتين أنها "ستوفر المزيد من الأماكن للاجئين هناك"، إلا أن إدواردز أكد أنه "رغم ذلك فإن المساحة المخصصة لا تتسع سوى لإيواء 25 ألف شخص"، ووفقاً للأمم المتحدة، فإن "أكثر من 60% من اللاجئين السوريين، المسجلين في إقليم كردستان، تستضيفهم عائلات عراقية، أو يعيشون في منازل وشقق غير مكتملة البناء".
من جانبه، أشار رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور، الأربعاء، إلى "احتمال لجوء الحكومة الأردنية إلى مجلس الأمن الدولي، لطلب عقد اجتماع عاجل، بغية بحث الأوضاع الإنسانية على الحدود الشمالية، وطلب تقديم مساعدات عاجلة، لاستقبال وإيواء اللاجئين السوريين"، موضحاً أن "حكومته في صدد إعلان محافظات الشمال منطقة منكوبة، نتيجة لتداعيات الصراع في سورية، وما يجره من تدفق للاجئين عليها"، ويأتي هذا الإعلان بعد توصية لمجلس النواب الأردني بـ"إعلان محافظات الشمال، وتحديدًا إربد، والمفرق، وعجلون منطقة منكوبة، لسبب استمرار تدفق اللاجئين السوريين، وتركزهم في هذه المحافظات".
وأبدى رئيس الوزراء الأردني تخوفه من "الأوضاع على الحدود، وانفجار الأوضاع العسكرية، التي قد تدفع بزيادة أعداد اللاجئين السوريين في الأردن إلى مليوني شخص"، مؤكدًا أن "الأسوأ لم يبدأ بعد فيما يتعلق بالملف السوري".
تزامنًا مع ذلك توجّهت طائرة روسية من مطار قريب من العاصمة موسكو إلى العاصمة الأردنية عمّان، حاملة مساعدات إنسانية إلى اللاجئين السوريين في الأردن.
وقال مصدر في وزارة الدفاع المدني والطوارئ الروسية لوكالة "نوفوستي" أن "طائرة تابعة للوزارة انطلقت، صباح الخميس، من مطار رامينسكويه إلى مطار عمّان، حاملة شحنة مساعدات إنسانية إلى اللاجئين السوريين في الأردن"، مُبينًا أن "الشحنة التي تزن حوالي 22 طنًا، تضم مولدات الكهرباء، وغذاء الأطفال، والاحتياجات الأساسية"، مضيفًا أن "روسيا تعتزم إرسال طائرة أخرى محملة بالمساعدات الإنسانية إلى الأردن في العاشر من نيسان/أبريل الجاري"، مؤكدًا وصول طائرة روسية من طراز "إيل-76"، الأربعاء، إلى مطار رفيق الحريري الدولي، حاملة شحنة مساعدات إنسانية قيمتها 5.8 مليون روبل، إلى اللاجئين السوريين في لبنان.
أرسل تعليقك