السوريون يعيشون على إيقاعات الحرب ويعانون من الغلاء وفقدان الأمن
آخر تحديث 13:23:14 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

السوريون يعيشون على إيقاعات الحرب ويعانون من الغلاء وفقدان الأمن

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - السوريون يعيشون على إيقاعات الحرب ويعانون من الغلاء وفقدان الأمن

دمشق - جورج الشامي

عام كامل قضاه سكان دمشق على إيقاعات الرصاص والقصف والطيران، قبل أن تصل هذه الإيقاعات إلى قلب العاصمة السورية، فبعد أشهر من قيام قوات الأسد بقصف الريف الدمشقي، وارتفاع وتيرة الاشتباكات في هذا الريف، تحولت بعض أحياء دمشق في الشهرين الأخيرين إلى ساحة للاشتباكات وخاصة أحياء القابون وبرزة والميدان وتشرين، فيما ترافق ذلك مع قصف بقذائف الهاون طالت مركز المدينة، بداية من البرامكة، وصولاً لباب توما، وانتهاءً بالمهاجرين وأبو رمانة والمالكي. حالات النزوح الكثيرة من الريف الدمشقي وبعض الأحياء الدمشقية الجنوبية التي تشهد توترات، أربكت قلب العاصمة، والريف الشمالي، اللذين تحولا إلى مقصد للنازحين، فسكان دوما وحرستا وداريا والمعضمية والمخيم وبرزة والقابون وغيرها من الأحياء التي تشهد توترات اتجهوا إلى قلب العاصمة أو ريفها الشمالي، ومعظم هؤلاء لا يملكون المال الكافي لاستئجار العقارات من أجل السكن، ما حَوَّل الأماكن العامة من مدارس وحدائق إلى مكان للإقامة. ورغم البرد والأحوال الجوية الصعبة، فإن المكان الوحيد الذي استطاع السوريون النزوح إليه هو الحدائق، حيث اكتظت معظمها، بالأطفال والنساء، فيما انتشرت حالات التسول نتيجة الفقر والعوز. ويقول رب أحد الأسر إلى "مصر اليوم" ، لم أستطع أن أُأَمِّن لأسرتي مكاناً للإقامة، فاتجهنا إلى حديقة في دمشق، وقمنا بنصب خيمة من الأغطية والأَلْحِفَة التي أخرجناها من منزلنا في دوما، في محاولة لإيجاد مكان للإقامة، ولكن البرد القارص الذي واجهناه في الأشهر الماضية، كان له أثر كبير على أطفالي الذين يعانون من أمراض كثيرة، ولكن ضعف الحال، وعدم توافر المال يمنعني من أخذهم إلى الطبيب. ولم تفلح محاولة البعض في إيجاد عمل لسد الرمق ، خاصة أن الاقتصاد السوري يعاني من تضخم غير مسبوق، ومن انهيار الليرة السورية، وإغلاق عدد كبير من المنشآت الاقتصادية أبوابها إما نتيجة التوترات في الأماكن الساخنة، أو نتيجة الإفلاس في الأماكن التي مازالت آمنة "وهي قليلة"، وزاد الفقر في الطبقة الوسطى والمعدومة، لتتحول شوارع دمشق إلى سوق للبسطات ضخم جداً، فلا يخلو رصيف أو زاوية من أحد بسطات الطعام أو الألبسة أو غيرها من الاحتياجات. ويقول أحد أصحاب البسطات إلى "مصر اليوم"، كان لدي محل لبيع الأدوات المنزلية في داريا، ولكن القصف هدّم كل شيء هناك، فحملت عائلتي إلى منزل أخي في دمشق، ولإعالتهم بدأت ببسطة في سوق الحميدية لبيع الألبسة. أما المهندس م.ح فأكّد إلى "مصر اليوم" أن نقابة المهندسين لم تدفع له راتبه منذ أكثر من عشرة أشهر، ومع غياب العمل على الصعيد العمراني في سورية، اتجه لفتح بسطة، وأضاف "كل المدخرات التي أملكها صرفت في الأشهر العشرة الأخيرة، وهذا ما دفعني للبحث عن عمل، وعندما لم أجد أي عمل ضمن مجال عملي، اضطررت لشراء بعض الأطعمة وبيعها على أحد البسطات في مدينة قدسيا في ريف دمشق، وأعمل بشكل يومي ما أبيع في اليوم أستخدم جزءمنهم لإطعام عائلتي والجزء الآخر أشتري فيه بضائع لليوم التالي. وأكدت عائلات تعيش في العراء داخل العاصمة دمشق، إلى"مصر اليوم" أن بعض المساعدات تصلها من جهات إغاثية، أو من أشخاص محسنين، ولكن هذه المساعدات لا تكفي لسد الرمق واستمرار الحياة.    فغياب فرص العمل، وانتشار البسطات، وصعوبة السكن، لم تكن وحدها مشاكل سكان دمشق، فغلاء الأسعار كان عاملاً مهماً، فالحاجات الرئيسية ارتفع أسعارها بشكل كبير، فإن كان النازحين من الريف لا يستطيعون سد رمقهم، فإن الأمر مشابه بالنسبة للسكان الأصليين، فالخبز والغاز والمازوت والبنزين واللحم والدجاج والطيحن والرز زادت أسعارها بشكل جنوني، قبل الأزمة مثلاً كان سعر كيلو اللحم "العجل" 500 ليرة سورية، والآن أصبح بـ1000 ليرة سورية، فيما مثلاً سعر ربطة الخبز الذي كان 15 ليرة سورية، أصبح الآن يزيد عن 100، وهكذا على بقية السلع، كما فقدت بعض السلع من السوق، فمنتجات بعض المصانع التي أغلقت أبوابها غابت مثل منتجات مصانع ماغي ونستلة والدرة وغيرها من المصانع الكبيرة التي كانت تزود دمشق خاصة وسورية عامة بمختلف المنتجات الأساسية من معلبات، ومع الحظر الذي يفرضه العالم على سورية، توقفت حركة الاستيراد مما زاد من معاناة السوريين. في سياق متصل، ومع ازدياد التوتر الأمني في العاصمة ومحيطها، وسقوط القذائف على قلب العاصمة، أصبحت شوارع دمشق شبه خالية، رغم أن بعض التقديرات تؤكد وجود أكثر من 7 ملايين شخص داخل العاصمة دمشق، ورغم كثرة الحواجز في العاصمة والتي تزيد عن 250 حاجزاً، لم تمنع العبوات الناسفة من الوصول إلى أماكن تجمع المدنيين، مما دفع معظم السوريين إلى عدم الخروج من منازلهم إلا لتأمين حاجاتهم اليومية، ومن ثم العودة إلى المنزل. وتقول السيدة مها إلى "مصر اليوم"، لم نعد نخرج من المنزل إلا للضرورات، رغم أن المنزل غير آمن أيضاً فمن الممكن أن تأتينا قذيفة في أي لحظة، ولكنه أضعف الإيمان كما يقولون، والحالة الوحيدة التي نخرج فيها من منزلنا لشراء الحاجيات الرئيسية، وبالنسبة لزوجي أصبح يخرج إلى محله في الثامنة صباحاً ويغلق مع غروب الشمس، أما أطفالي فقررت أن أتوقف عن إرسالهم إلى المدرسة خوفاً على حياتهم، واستعضت عن ذلك بالدراسة المنزلية. كما أصبحت المطاعم والمقاهي شبه خاوية، وتغلق أبوابها مع غروب الشمس، حيث تتحول العاصمة إلى مدينة أشباح، فلا أحد يخرج من منزله بعد الساعة السابعة مساءً، وكأن المدينة مفروض عليها حظر تجول، وفي هذا الموضوع يقول محمد إلى"مصر اليوم"، اعتدت الذهاب إلى المقهى بشكل يومي كل مساء، ولكن أخيراً أصبحت أذهب مرة واحدة في الأسبوع وفي وقت الظهيرة، فالمدينة مع حلول الظلام، تكون مرعبة، والشوارع خاوية، وسط أصوات الرصاص والقصف والطيران. ويقول سليم صاحب مطعم إلى "مصر اليوم"، في السابق كانت الوجبة الأساسية التي يأتي فيها الزبائن هي العشاء، أما الآن فمعظم أوقات اليوم يكون المطعم فارغاً، في حين أن أكثر الأوقات التي يأتي فيها الزبائن أصبحت في الظهيرة، أما في المساء فلا أحد، مما دفعني لإغلاق المطعم في الساعة الثامنة بدلاً من الثانية صباحاً كما العادة، ويضيف "حتى قائمة الطعام لدينا لم تعد كما كانت، فمع الغلاء الحاصل، وغياب بعض السلع أصبحت قائمة المطعم مختصرة جداً مقارنة مع ما كانت سابقاً".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السوريون يعيشون على إيقاعات الحرب ويعانون من الغلاء وفقدان الأمن السوريون يعيشون على إيقاعات الحرب ويعانون من الغلاء وفقدان الأمن



GMT 19:06 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 05:39 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

GMT 01:50 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل يحيى السنوار ضربة كبيرة لـ"حماس" لكن ليست قاضية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates