غلاء المحروقات في سورية جعل المشي أفضل وسائل التنقل
آخر تحديث 13:23:14 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

غلاء المحروقات في سورية جعل المشي أفضل وسائل التنقل

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - غلاء المحروقات في سورية جعل المشي أفضل وسائل التنقل

دمشق - جورج الشامي

برزت رياضة المشي في سورية في الأشهر الأخيرة بشكل جلي ويعود سبب ذلك إلى النقص الحاد في المحروقات، واستحالة تزويد المركبات الخاصة والعامة بالوقود، نتيجة عجز الحكومة السورية على تلبية متطلبات الشارع السوري في ظل الأزمة الحالية. وارتفعت أجور المواصلات في سورية عامة ودمشق وحلب خاصة وبشكل جنوني، اي بما يزيد عن عشرة أضعاف التعريفة الرسمية في دمشق، وربما تصل إلى 30 ضعفاً في حلب، وهذا ما دفع السوريين بكل شرائحهم وانتماءاتهم وخلفياتهم ثقافية ومستوياتهم الاجتماعية للاستغناء عن المواصلات بكل أنواعها الحكومية والخاصة واستخدام القدمين وامتهان رياضة المشي للتنقل في العاصمة السورية دمشق، وفي العاصمة الاقتصادية حلب. ويقول أحد الطلاب الجامعيين لـ"العرب اليوم": "لم أعد أستطيع تحمل التكلفة العالية للمواصلات، وهذا ما دفعني للمشي، من منزلي إلى الجامعة، ذهاباً وإياباً، فأصبحت كلفة الركوب في المواصلات العامة 100 ليرة سورية أي ما يعادل دولارا واحدا في حين كانت في السابق لا تتجاوز الـ"10 ليرات"  وضمن هذه الأرقام أصبحت بحاجة إلى 200 ليرة يومياً فقط للمواصلات، وهذا رقم عالٍ مقارنة مع دخل العائلة، فأصبحت أستخدم المشي في سبيل التوفير". ويحاول آخرون إيجاد وسائل بديلة، فيقول موظف يدعى حسين: "في البداية جاريت التكلفة الزائدة، ولكن مع الارتفاع الجنوني، أصبحت أبحث عن وسائل بديلة، وكان الحل عبر الدراجة الهوائية للوصول إلى مكان عملي، ولكن مع مرور الوقت لم يعد هذا الحل مجدياً بالنسبة للآخرين، فرغم أنني حللت جزء من مشكلتي، ولكن باقي الموظفين لم يستطيعوا ذلك، خاصة أنه حتى الدراجات الهوائية ارتفعت أسعارها بشكل كبير، ووصل في بعض الأحيان إلى 15 ضعفًا". أما موظفو الدوائر الرسمية فكانت معاناتهم أكبر، خاصة أن الدوام الرسمي يبدأ في الساعة الثامنة صباحاً، وهذا ما أدى إلى خروج هؤلاء من منازلهم في الساعة الخامسة صباحاً للوصول إلى مكان عملهم. وتعبر موظفة تدعى سعاد عن معاناتها قائلة: "أصبحت أستيقظ في الرابعة صباحاً، لأتجهز وأخرج من منزلي في الساعة الخامسة وذلك بحكم سكني في الريف، فأضطر ال المشي لأكثر من ساعة ونصف حتى أصل إلى مكان يوجد فيه مواصلات أستقلها إلى مكان عملي"،  وتضيف: "المشكلة الأكبر أن الحكومة رغم أنها المسببة للمشكلة، ولكنها لا تقدر الأزمة، فأي تأخير يتسبب في عقوبة". ويؤكد مدير في أحد دوائر الدولة يدعى عماد في حديثه مع "العرب اليوم": "للأسف لم تلق القيادة بالاً للمواطنين في ظل هذه الأزمة وصعوبة الوصول إلى مكان العمل، وخاصة للذين يسكنون في الريف، فالتأخر دقائق قليلة يكلف الموظف يوماً كاملاً من أجره، هو في أمس الحاجة له في ظل التضخم الذي تشهده البلاد، ولدي عدد من الموظفين يخرجون من منازلهم الخامسة والسادسة صباحاً للوصول إلى العمل، ومع ذلك بتأخر بعضهم نتيجة الأزمة". وفي السياق ذاته تتحدث  سيدة أعمال قائلة "لم أعد أحرك سيارتي من مكانها، ففي بداية أزمة المحروقات، اضطررت إلى الوقوف على محطة الوقود للتزود بالبنزين أكثر من عشرة ساعات، ولكن مع اشتداد الأزمة وتعذر التزود بالوقود، أصبحت أشتري البنزين من السوق السوداء بكلفة عالية، وصلت إلى 4 أضعاف، فثمن 20 ليتر بالشكل النظامي 1100 ليرة سورية أي "ما يعادل 11 دولارات"، وفي السوق السوداء وصل السعر إلى 4000 ليرة، لذلك لم أعد أحرك سيارتي إلا اضطرارياً، وحتى وسائل المواصلات العامة أصبحت نادرة وغالية جداً، فإذا وجدت سيارة أجرة فإن كلفتها عالية جداً، فأصبح مشوار سيارة الأجرة الذي كان يكلف 50 ليرة أصبح 400 وأحياناً 500 ليرة سورية، لذلك فضّلت البقاء في المنزل، أو قضاء المشاوير القريبة سيراً على الأقدام". وأفاد صاحب محل لبيع المأكولات يدعى أحمد  لـ"العرب اليوم": أصبحت "أتسوق بضائعي سيراً على الأقدام، وأضطر لحمل المواد الأولية لمسافات طويلة، فسيارتي لا يوجد فيها وقود، وشرائه من السوق السوداء بكلفته العالية، سينعكس على الكلفة، وسيضطرني لبيع البضائع بأسعار أعلى، لذلك فضلت التبضع سيراً على الأقدام، على أن أشتري الوقود لسيارتي من السوق السوداء، والاضطرار لبيع المواد للمواطن بأسعار عالية، لا يمكنه دفعه في الأساس". ومن خلال ذلك تتضح الأحوال التي هي عليها العاصمة دمشق، والأمر في حلب أكثر صعوبة وتعقيداً، فهذه الأزمة مترافقة مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وعناصر المعارضة، وهذا ما يزيد الوضع سوءً، وتعقيداً، فمع اشتداد الأزمة في الأيام الأخيرة، دفعت البعض إلى السخرية من الوضع في سبيل تخفيف من وطأة الحدث. ويسخر أحد المواطنين من الأوضاع قائلا  : " إن الحكومة السورية بعدم تزويدها المواطن بالوقود ودفعه إلى رياضة المشي، ساهمت في تنشيط الدورة الدموية لدى مواطنيها، وفي حثهم على الرياضة للحفاظ على صحة أجسامهم"  فيما قال آخر: "إنها فرصة للعودة إلى التراث، لنعيد استخدام "الحنتور، والدواب"، في إشارة لتوقف وسائل المواصلات الحديثة، واضطرار بعض المواطنين لاستخدام وسائل المواصلات القديمة، وأضاف ثالث: "العقل السليم في الجسم السليم"!. واعتبر مراقبون أزمة المحروقات بان لها الكثير من التبعات على مختلف الأصعدة، بداية من غلاء في مختلف متطلبات الحياة، وصولاً لغياب التدفئة، وصعوبة المواصلات وغيرها من المشاكل.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غلاء المحروقات في سورية جعل المشي أفضل وسائل التنقل غلاء المحروقات في سورية جعل المشي أفضل وسائل التنقل



GMT 19:06 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 05:39 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

GMT 01:50 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل يحيى السنوار ضربة كبيرة لـ"حماس" لكن ليست قاضية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates