كييف ـ عادل سلامه
وضع خالد المليجي نهاية محددة لحالة عدم اليقين التي يعيش فيها وذلك بالانتقال إلى كندا، فلقد كان واحدا من الكثيرين الذين أصبحت حياتهم في حالة من الفوضى بسبب حظر السفر الذي فرضه دونالد ترامب، إنه الطبيب السوري الذي يعمل لدى منظمة الأمم المتحدة وكان يكمل تعليمه في جامعة Ivy في الولايات المتحدة الأميركية، ولكن بعد أشهر من العيش في طي النسيان، قرر الرحيل إلى كندا.
وتقول صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقريرها عن هذا الطبيب، 35 عاما، إنه وصل إلى تورنتو فى وقت سابق من هذا الشهر قبل أيام من إصدار المحكمة العليا الأميركية حظر السفر الذي استهدف سبع دول ذات أغلبية مسلمة. ومن المقرر أن يدخل هذا القرار حيز النفاذ يوم الخميس في 08:00 بمساء توقيت شرق الولايات المتحدة الأميركية. وقال الميلاجي إنه في حالة تمكنه من الحصول على تأشيرة طالب بموجب الحظر المفروض، فإن كندا كانت رهانًا اكثر أمانا حيث ستتيح له مواصلة السفر إلى تركيا للقيام بالعمل الإنساني.
وأضاف "أن فرصة وجودي في كندا، سوف تسمح لي بتحسين معرفتي والحفاظ على العمل لبلدي - سوريا - عن طريق السفر ذهابا وإيابا لتركيا". وفي عام 2016، انتقل الميلاجي وزوجته، الطبيبة جيهان محسن، إلى رود آيلاند حتى يتمكن من الحصول على درجة الدراسات العليا في الصحة العامة من جامعة براون. وفي كانون الثاني/يناير، عندما بدأت محاولة ترامب الأولى لحظر السفر، سافر الميلاجي إلى تركيا في مهمة مساعدة إنسانية قصيرة، كما أنه عرض حياته للخطر في عام 2013 لتقديم اللقاحات إلى 1.4 مليون طفل سوري، للحد من تفشي مرض شلل الأطفال في منطقة يسيطر عليها المتمردون.
لم يتمكن الميلاجي، المولود في حلب، من دخول الولايات المتحدة الأميركية، وكانت زوجته، حاملا في الأسبوع الخامس في ذلك الوقت، وقبل أيام، تم إلغاء تأشيرته دون سبب. وأخبره محامون أنه إذا عاد إلى الولايات المتحدة الأميركية، من المرجح أنه لن يكون قادرا على المغادرة، مما أثار ستة أشهر من الانفصال المؤلم للزوجين. وقال "لا أستطيع التخلي عن تفانيى للذين يعانون داخل سورية فقط للحصول على درجة علمية أسعى الوصول إليها". وأضاف "إذا لم تخدم هذه الدرجة العلمية شعبي فأنا في حيص بيص".
وبعد أن حاول مسؤولون في براون لأسابيع عبثا الحصول على تأشيرة دخول جديدة، توصلوا إلى إجراء اتصال مع جامعة تورنتو، وطلبوا منهم النظر في قبول الميلاجي. ورحَّب به المسؤولون في كندا في البرنامج الدراسي، وقال "هوارد هو" عميد كلية الصحة العامة بجامعة تورونتو فى بيان له "إن الميلاجي شخص إنسانى معترف به يتمتع بخبرة عالمية فى مجال الصحة العامة، وسوف يثري منحة مجتمعنا الأكاديمي". وعرضت الجهات المانحة الخاصة تغطية نفقات المعيشة للزوجين، في حين تنازلت الجامعة عن مصاريف دراسته.
وقد تم جمع شمل الزوج - الذي ينتظر ولادة طفلة في أغسطس/آب في وقت سابق من هذا الشهر في تورونتو. وفي يوم الأربعاء، تمكن الميلاجي من مرافقة زوجته إلى الطبيب للمرة الأولى منذ أن أصبحت حاملا. ويعيش الزوجان الآن في المدينة، على أمل أن توفر حياتهما الجديدة راحة هادئة من الاضطرابات التي شهدتها السنوات الأخيرة.
بعد اندلاع الحرب في سورية، بدأ المیلاجي، وھو مقیم طبي في ذلك الوقت، في علاج المتظاھرین المصابین في المستشفیات. وأدى ذلك إلى إثارة غضب نظام الأسد الذي سجنه وعذبه. وأفرج عنه بعد ستة أشهر وهرب إلى تركيا حيث بدأ في بناء المستشفيات وإنشاء شبكات لتحل محل النظم الصحية المنهارة في سورية. وفي عام 2013، انضم إلى الكثير من الكنديين لإطلاق المنظمة الكندية الدولية للإغاثة الطبية، التي تدعم المستشفيات الميدانية في سورية.
بعد أن قدم له منحة دراسية كاملة من جامعة براون، انتقل الميلاجي وزوجته إلى الولايات المتحدة الأميركية في عام 2016. وكان الميلاجي حريصا على دراسة كل شيء للمساعدة في إعادة بناء نظام الرعاية الصحية في سورية. وهو لا يزال على اتصال وثيق مع الكثير من الأشخاص في براون، وأطلق حملة المناصرة والتوعية وتدعى Care4SyrianKids مع زملائه. ويساعده آخرون في خطط لبناء مستشفى كبيرة تحت الأرض للنساء والأطفال في شمال غرب سورية.
بعد أشهر من منعه من دخول الولايات المتحدة الأميركية، اعترف رئيس كندا بالميلاجي ، إلى جانب المؤسسين الآخرين في منظمة الإغاثة الطبية الكندية الدولية. وحصل حاكم كندا العام، الذي يمثل الملكة في كندا، على وسام الخدمة المتميزة لأفراد استثنائيين. وفي هذا الأسبوع، بينما استعدت واشنطن لترسيخ جزء من الحظر المفروض على السفر، أعرب الميلاجي عن امتنانه للفرصة الثانية التي أتيحت له وعلق على ذلك بالقول "أنا متأكد من أن الكثير من الناس في الولايات المتحدة الأميركية، كان لديهم فرصة واحدة فقط وأنها فقدت بالفعل. ناهيك عن العائلات - الإخوة والأخوات والأمهات - المنفصلات بسبب هذه الأوامر ". وأضاف "أن ما أعرفه هو أن معظم أشخاص هذه الدول المدرجة فى هذه القائمة قد عانوا بما فيه الكفاية".
أرسل تعليقك