المسلمون في أوزبكستان المتغيِّرة يسعون إلى ممارسة ديانتهم علنًا ويواجهون العقبات
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

المسلمون في أوزبكستان المتغيِّرة يسعون إلى ممارسة ديانتهم علنًا ويواجهون العقبات

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - المسلمون في أوزبكستان المتغيِّرة يسعون إلى ممارسة ديانتهم علنًا ويواجهون العقبات

المسلمون في أوزبكستان
طشقند ـ صوت الامارات

شهدت جمهورية أوزباكستان في الآونة الأخيرة إقبالًا متزايد من الأوزبك لممارسة طقوسهم الدينية بشكل علني، وشجَّعهم على ذلك التغيير السياسي في ظل حكم الرئيس شوكت ميرزوييف، وعكست الطالبة الأوزبكية لويزا موينجونوفا "19 عامًا" هذه الرغبة، حيث كانت أحد الحالات التي ترغب في العمل في قطاع السياحة الإسلامية المزدهر في البلاد، إلا أنها طُردت من الجامعة الواقعة في العاصمة طشقند العام الماضي، بسبب أن هذه الطالبة البالغة 19 عامًا مسلمة متدينة وترتدي الحجاب.

وقالت لويزا وهي تستشيط غضبا "كيف يجرؤون على التمييز ضدي ومنعي من الحصول على التعليم الذي أرغب به بسبب ديانتي؟"، ولكن بدلا من أن تستسلم، تبنت هذه الطالبة موقفا وضعها وسط نقاش حول الحرية الدينية في اوزبكستان.

ورفعت عائلتها قضية على "أكاديمية اوزبكستان الدولية الإسلامية"، وقررت رفع المسألة إلى أعلى المستويات لتصل إلى أعلى محكمة في البلاد.

طرد من المدرسة

وقالت لويزا "إن الجامعة التي طردتها إضافة إلى تسع طالبات أخريات في سبتمبر / أيلول الماضي، "وضعت شرطا" لنحو مائة طالبة جديدة.

واضافت وهي تضبط حجابها القطني الوردي، أن الجامعة قالت "اما ان تخلعن حجابكن، أو سيتم طردكن"، وعندما رفضت لويزا خلع الحجاب، تم طردها من سكن الطالبات ولم يُسمح لها بدخول المحاضرات.

وقالت "إن طلب خلع الحجاب هو مثل إجبارها على التخلي عن دينها"، وللغرابة فإن الجامعة تركز على التعليم الديني.

ويُعد هذا الحدث أمرًا غريبًا على بلد اعتاد فيه السكان على عدم معارضة الحكومة، فقد رفعت عائلة لويزا قضية على الجامعة وطالبت باعادة ابنتها إلى مقاعد الدراسة وهي ترتدي حجابها.

والأكثر غرابة أن محكمة محلية وافقت على النظر في القضية فيما كانت نحو عشر فتيات يرتدين الحجاب وامهاتهن ينتظرن خارج المحكمة تضامنا مع عائلة لويزا، وبعد رفض محاكم في الإقليم والمدينة قضية لويزا، رفعت عائلتها القضية إلى المحكمة العليا.

وبعد عام أكاديمي كامل من وقف لويزا عن الدراسة، يخشى محامي العائلة عبد الوهاب يعقوبوف - الذي طردت ابنته من الجامعة للسبب ذاته- من أن القضاء يماطل في القضية.

وقال "كان من المفترض أن ترد المحكمة العليا على استئنافنا خلال 30 يوما"، وفي تحد واضح ذكرت لويزا أنها ستتوجه إلى المحاكم الدولية في حال لم ينصفها النظام القضائي في بلادها، وقالت "لا يمكننا ان نبقى صامتين بعد الآن".

القمع الديني

واستمر القمع الديني في الدولة الشيوعية السابقة، إلى ما بعد الاستقلال عن موسكو في 1991، وكان اسلام كريموف أول رئيس للدولة مناهضا للتدين، وانتقدته جماعات حقوق الإنسان بسبب خلطه ما بين التدين والتطرف.

وتحدى الإسلاميون حكم كريموف في التسعينات وألقيت عليهم مسؤولية موجة من تفجيرات السيارات المفخخة في 1999، ويُعتقد أن مئات الأوزبكيين انضموا إلى جماعات مسلحة تقاتل في العراق وسورية ومن بينها تنظيم "داعش".

الزمن تغير

بعد وفاة كريموف وتولي ميرزوييف الرئاسة في 2016، قدمت الحكومة غصن الزيتون للمتدينين، وسُمح لسماعات المساجد العام الماضي، بأن تصدح بالآذان لأول مرة منذ نحو العقد.

وخلال زيارة إلى معبد في مدينة تيرميز التاريخية الشهر الماضي، قال ميرزوييف أن طريقة تعامل السلطات السابقة مع الدين هي "مأساتنا" مؤكدا أن الإسلام يرمز إلى "النور".

ويشكل المسلمون أكثر من 90% من سكان البلاد البالغ عددهم 33 مليون نسمة، كما أن المجتمع بطبعه محافظ خاصة في المقاطعات.

وتدور مؤخرًا وسط صحوة إسلامية، معركة ثقافية حول الزي المدرسي بين المحافظين ومؤيدي العلمانية، والعام الماضي تم اقرار زي مدرسي موحد ترتدي فيه الطالبات تنانير قصيرة إلى مستوى الركبة.

وتلا ذلك على الفور تقرير تلفزيوني ينتقد المعلمات والطالبات اللواتي يرتدين تنانير قصيرة، وأطلق التقرير الذي بث في سبتمبر / أيلول، نقاشا محتدما على مواقع التواصل الاجتماعي وتسبب في خفض رتبة مدير القناة الوظيفية، وتحدثت التقارير عن اعتقال مدونين محافظين في الشهر ذاته بعد دعوتهم إلى السماح للفتيات بممارسة حقهن في ارتداء الحجاب.

"العديد لا زالوا في السجون"

وأزالت وزارة الخارجية الأميركية العام الماضي، أوزبكستان عن قائمة "الدول المثيرة للقلق" بشأن الحريات الدينية، وذلك يُعد اعترافًا باتاحة السلطات المزيد من الحرية الدينية.

وقالت اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية في أبريل / نيسان، "إن الانتهاكات الشديدة للحرية الدينية مستمرة في اوزبكستان"، وأوصت وزارة الخارجية بإعادة أوزبكستان إلى قائمة المراقبة التي تشمل كذلك كلا من السعودية وكوريا الشمالية.

واستغلت جماعات حقوقية دولية الحوار الجديد مع الإدارة الجديدة للمطالبة بمزيد من الحرية الدينية سواء للمسلمين أو غيرهم من الجماعات.

وتحدث ستيف سويردلو الباحث في شؤون وسط آسيا في منظمة هيومان رايتس ووتش عن أدلة تستند إلى مقولات البعض بأن "المئات من السجناء الدينيين ربما تم الإفراج عنهم" منذ تولى ميرزوييف السلطة، وأضاف "لايزال الكثير من المعتقلين لأسباب دينية في السجن".

قد يهمك أيضًا : 

شوكت ميرضيائيف رئيس أوزبكستان يزور واحة الكرامة

منصور بن زايد يستقبل رئيس أوزبكستان لدى وصوله إلى البلاد

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسلمون في أوزبكستان المتغيِّرة يسعون إلى ممارسة ديانتهم علنًا ويواجهون العقبات المسلمون في أوزبكستان المتغيِّرة يسعون إلى ممارسة ديانتهم علنًا ويواجهون العقبات



GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"

GMT 04:38 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

خدع بسيطة لتحصلي على عيون براقّة تبدو أوسع

GMT 01:20 2013 الأحد ,21 إبريل / نيسان

دومينو الـ10 ألاف "آيفون 5 إس" الجديد

GMT 01:14 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإقامة الفاخرة في جزيرة جيكيل الأميركية

GMT 20:41 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

إريكسون يؤكد أن ساوبر أنقذت نفسها من موسم "كارثي" في 2017

GMT 10:32 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

دلال عبد العزيز تكشف عن تفاصيل دورها في "سوق الجمعة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates