موسكو ـ حسن عمارة
يستشعر قادة حلف شمال الأطلسي الـ"ناتو" قلقًا شديدًا من هجوم محتمل على الغرب من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأمر الذي جعلهم يعطون أوامرهم بتعبة قوة عسكرية مكونة من 300 ألف مقاتل على النحو الذي يسمح لهم برفع حالة تأهبهم إلى "الدرجة القصوى"، نظرا لان العلاقات الروسية الغربية تشهد حالة من التوتر منذ العام الماضي، بحيث يشعل إصرار موسكو على موقفها في دعم حليفها السوري بشار الأسد فتيل التوتر بينها وبين الولايات المتحدة وبريطانيا.
يشار الى ان أغلب دول الحلف قلصت نفقاتها العسكرية منذ سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، بينما عززت روسيا قدراتها العسكرية بقوات تضم أكثر من 100 ألف جندي كل عام. فلقد شهدت السنوات القليلة الماضية استعراضًا للعضلات من قبل "موسكو"، حيث شهدت سنة 2008 إزلالاً عسكريا للقوات الجورجية على يد القوات الروسية، بينما اجتاحت القوات الأميركية أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا دعما للمتمردين الموالين لموسكو. أما في عام 2014 فقد ضمت روسيا شبه جزيرة القرم لها، كما وجهت الدعم لمتمردي العرق الروسي شرق أوكرانيا، فيما تشبه سياسة إعادة توزيع الأوراق التي انتهجها الرئيس الأميركي باراك أوباما مع روسية لتحسين العلاقات بينهما إلى نحو كبير سياسة استرضاء للدب الروسي.
فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أتهمه البعض بمحاولة التدخل في شأن الانتخابات الأميركية وباختراق الحسابات الإلكترونية الشخصية لكبار أعضاء الحزب الديموقراطي. كما قام بتحريك صواريخ "أسكندر" ذات القدرات النووية إلى مقاطعة "كالينينغراد" الواقعة على الحدود بين روسيا وبولندا. حيث تزايد الشعور بالخوف من روسيا لدول حلف شمال الأطلسي كأستونيا وبولندا ورومانيا التي تلقت وعودًا باستقبال قوات انتشار سريع.
وفي السياق نفسه صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرغ لصحيفة "ذا تايمز" هذا الأسبوع قائلا: لقد "شاهدنا روسيا في الآونة الأخيرة تستخدم الحرب الدعائية داخل أوروبا في أواسط دول حلف شمال الأطلسي، وهذا هو الدافع الأساسي لرد الحلف عليها، فنحن نرد عن طريق إرسال أكثر تعزيزاتنا الهائلة لدفاعاتنا المشتركة منذ نهاية الحرب الباردة". وأضاف: "كما لاحظنا أيضا نشاط روسيا العسكري المتزايد على أصعدة مختلفة، بالإضافة إلى ملاحظاتنا لقيام روسيا الواضح ببناء قوة عسكرية هائلة في السنوت المنصرمة، حيث أنها ضاعفت النفقات العسكرية منذ عام 2000 بالقيمة الحقيقية بنحو ثلاث مرات أكثر، كما طورت القدرات العسكرية الجديدة.
وأجرت كذلك تدريبات عسكرية لقواتها مستخدمة في ذلك القوة العسكرية ضد جيرانها من البلدان." وفي السياق نفسه أدلى السير آدم تومسون مندوب بريطانيا الدائم للحلف بتصريحات لصحيفة "ذا التايمز" بأن نشر قوة عسكرية من 300 ألف مقاتل على هذا الوضع ستستغرق ستة أشهر وهذا بطيء بالطبع.
وقدم ضباط جهاز الاستخبارات العسكري البريطاني تحذيرا بشأن الدبابات الروسية "السوبر تانك" التي من المحتمل أن تحقق التفوق العسكري الكبير لصالح روسيا في مقابل كل ما هو متاح للحلف من سلاح، ويشمل كذلك التحذير من أن دبابة المعارك الكبيرة الإنجليزية "تشلينجر 2 " يمكن أن تتفوق عليها الدبابة الروسية الجديدة "أرمانتا"، حيث ترى مصادر رسمية مطلعة في الحكومة الإنجليزية أن الدبابة الروسية الجديدة هي بمثابة "ثورة في عالم الدبابات" ومن ثم توجه اللوم للحكومة جراء فشلها لتوجيه الرد المناسب في هذا الصدد. حيث كان الظهور الأول للدبابة الروسية الجديدة "أرمانتا" في العرض العسكري السنوي "ليوم مايو"، وعلى النقيض يرى خبراء استخباراتيون أن الدبابة الروسية الجديدة "أرمانتا" أقل كفاءة من الدبابة الغربية الثقيلة "تيرنت" التي تمتاز بخفة الوزن والسرعة، كما أنها قادرة على التعمير الآلي لذخيرتها، بالإضافة لقدرتها التدميرية العالية ودقتها الشديدة في التصويب، كما أنها أيضا يمكن أن تستخدم نوعية القذائف المضادة للدبابات.
وبنظرة متفحصة لدبابة "أرمانتا" الروسية نجد أنها الدبابة الأولى من نوعها منذ كشف الستار عن دبابة "تي 72" عام 1973 حيث يمكن أن تكون حاسمة لأي هجوم عسكري لروسيا. بالنسبة لطاقم الدبابة الروسية "أرمانتا" المكون من ثلاثة أفراد وهو طاقم أقل بكثير من معظم أطقم دبابات حلف شمال الأطلسي الذي يتكون في الغالب من أربعة أفراد.
وبالنظر إلى مدرعة "في هال" نجد أنها مصنوعة من الحديد الصلب مواد أخرى أشد صلابة حيث أنها صممت لتفادي رد الفعل التدميري للمدرعات والمدفعية الثقيلة، حيث يبلغ قطر فوهة المدفع الرئيسي 125 ملم، كما أن له القدرة على التعمير الآلي مع القدرة على إطلاق نوعية القذائف المضادة للدبابات، حيث يبلغ متوسط المدى التدميري لتلك المدرعة 5 أميال تقريبا.
وفي الأونة الأخيرة خرج علينا الرئيس الروسي بتصريح قال فيه: إنه" لأمر مضحك أن يعتقد البعض أن روسيا لها نية لتوجيه ضربات عسكرية لأي دولة" على حد قوله، وتابع "أن روسيا تقدر استقلاليتها وتعتز بهويتها الحمراء، فنحن لا نريد عالم يسوده مبادئ التحكمية والتوسعية أو الحرب العسكرية." حيث كانت ضمانات بوتين لكلماته تلك بإطلاق غواصة جديدة "سوبر إستيل" المعد لها الانتشار في البحر الأسود، وعلى نفس المنوال أصدر بوتين أوامره بنشر جوي على البحر المتوسط لاستكمال حربه التي تأخذ شكل الدعم العسكري لبشار الأسد.
أرسل تعليقك