طبيعة معاناة الأطفال التي توجد في السجون الأفغانية
آخر تحديث 15:59:56 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

طبيعة معاناة الأطفال التي توجد في السجون الأفغانية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - طبيعة معاناة الأطفال التي توجد في السجون الأفغانية

معاناة الأطفال في السجون الأفغانية
كابل ـ أعظم خان

يعيش "زاكيرولا" في "غلاباد، أفغانستان "، وهو صبي يبلغ من العمر 9 أعوام، وهو واحد من مئات الأطفال الأفغان في السجن، لأن أمهاتهم سجينات، وقد تحول قميص الصبي الأبيض إلى البني الباهت من عدم غسل الملابس، وقد علق رقع صغيرة على سرواله الممزق، وحتى أحلامه تبدو مسجونة مثله، حيث قال لأحد الحراس مؤخراً : "حلمت الليلة الماضية بأن شخصاً ما قد اختطفني، وجئت وأنقذتني، وقاتلتم معك وهزمناهم "

وأجابه الحارس "هذا جيد، أعتقد"، والحارس رجل طويل القامة ذو لحية فضيه معروف لطريقته العفوية مع عشرات الأطفال في السجن، وقال الصبي للحارس بعد أن عانق ساقة ضحكاً " أعطنا نصيحة!". وكانوا في جناح نساء سجن مقاطعة "نانغارهار" ، حيث يسجن 43 طفلاً مع أمهاتهم، و25 منهن في سن الدراسة.

ومن بينهم "مينا" 11 عاماً ، ابنة القاتله المتسلسله "شيرين جول" التي تقضي حكماً بالسجن مدى الحياة ، وترفض السماح لابنتها بالخروج من السجن، مع الاحتفاظ بحرية "مينا" كرهينة لبلدها، ومثل "مينا" هناك آخرون، ومن المرجح أن يقضي "زاكيرولا" الكثير من طفولته مع والدته، ضحية نظام يسمح للمدانين بتقرير مصير أطفالهم الصغار، الذين غالباً ما لا يكون لديهم مكان آخر يذهبون إليه.

وقد خلصت دراسة استقصائية للسجون الافغانية فى الشهر الحالى لصحيفة "نيويورك تايمز" الى ان 333 طفلا على الاقل سجنوا مع امهاتهم فى جميع انحاء البلاد ، وذلك وفقا لما ذكرته مقابلات مع مسؤولين فى 33 سجناً من 34 سجناً فى البلاد. ومن بين هؤلاء الأطفال البالغ عددهم 333 طفلا، كان 103 منهم أكبر من 5 سنوات، وهي السن التي يستحقون فيها نقلهم إلى دور الأيتام . ولا يشمل الأطفال المحتجزين في جرائم خاصة بهم .

وكثير من هؤلاء النساء الأفغانيات محجوبات لما يسمى بالجرائم الاجتماعية - وهي في كثير من الأحيان جرائم لا تشكل جرائم في معظم البلدان ، مثل الهرب من أزواجهن، أو ارتكاب الزنا - في كثير من الأحيان مجرد اتهام به - أو رفضهن لسوء المعاملة مثل الزواج القسري.

وقال رئيس الاتصالات في اليونيسف "دينيس شيبيرد جونسون"، "هناك العديد من النساء في السجن بسبب جرائم أخلاقيه ، وغالبا ما يكون ذلك نتيجة لضحايا الزواج القسري أو العنف الاسري. وفي سجن النساء "باغ" الذي أغلق الآن في "كابول"، وخلال زيارة نادرة وغير مأذون بها لصحيفة "نيويورك تايمز" في عام 2014، سجن 65 في المائة من النساء هناك بتهمة الأخلاق.

ولنعترف إن الأطفال المحاصرين مع أمهاتهم لديهم خيارات قليلة. ففي حين أن هناك أربعة دور للأيتام تقبل الأطفال الأكبر سناً من 5 سنوات الذين تسجن أمهاتهم ، وهناك 356 طفلاً ، معظمهم من سن 5 إلى 18 سنة ، في المنازل الأربعة، المعروفة باسم مراكز دعم الطفل. ولأسباب مختلفة، فإن أجزاء كثيرة من البلاد لا ترسل الأطفال إليهم.

وقالت "نجية نسيم" مديرة شؤون المرأة الأفغانية و التي تدير البرنامج , إن الجهود المبذولة لإقناع سلطات المقاطعات بالاشتراك في برنامج الأيتام لم تنجح . وكان الجناح النسائي لسجن "نانغارهار" اعتباراً من مطلع ديسمبر، يضم 42 امرأة مع 43 طفلا ؛ كان 25 من هؤلاء الأطفال أكثر من 5، وفقا للمسؤول هناك العقيد "محمد آصف" . وحتى في كابول التي لديها أكبر مركز لدعم الطفل في البلاد، فإن جناح سجن "بول" الشرقي شارك فيه 53 طفلا، 25 منهم فوق سن الخامسة. وزارة الداخلية الأفغانية التي تدير نظام السجون رفضت مؤخرا طلبا من نيويورك تايمز لزيارة سجن "بول" الشرقى، وفقا لما ذكره المتحدث "نجيب دانش" . (وهذا العام تم إغلاق سجن "كابول" الوحيد للنساء"بدام باغ" ونقل السجينات إلى "بول" الشرقي).

ولا ’يكاد‘ يوجد أي احتجاج دولي بشأن هذه المشكلة على الرغم من الاستثمار الضخم في برامج الإغاثة والمساعدة الأفغانية.ولقد شكلت الحكومات الغربية والوكالات الدولية والحكومة الأفغانية شبكة عمل لحماية الأطفال بشكل عام.

وقال مدير الشبكة "بشير أحمد " إننا بحاجة ماسة للحصول على المزيد من مراكز الدعم كتلك فدور الأيتام سيكون أفضل بالنسبة لهم، كما هو الآن، انهم يكبرون مع المجرمين لذلك يتعلمون كيف يكونون مجرمين وعندما يخرجون فإنهم سيشكلون تهديداً للمجتمع ".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبيعة معاناة الأطفال التي توجد في السجون الأفغانية طبيعة معاناة الأطفال التي توجد في السجون الأفغانية



GMT 06:02 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 صوت الإمارات - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 19:45 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

محمد صلاح يؤكد سعادته بفوز فريقه على ساوثهامتون

GMT 12:49 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف 4 مقابر لأطفال في أسوان أحدهم مصاب بشكل خطير

GMT 19:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:34 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

أحدث إطلالات جيجي حديد في اول ظهور لها في نيويورك

GMT 20:55 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

4 وفيات اثر حادث تصادم على الطريق الصحراوي

GMT 15:33 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

أنواع فيتامين "الأوميجا" تعمل على تغذية الجسم

GMT 14:42 2013 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وحيد حامد في ضيافة خيري رمضان في برنامج "ممكن"

GMT 19:05 2014 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

3 تطبيقات مجانية لمراقبة أداء أجهزة "آيفون"

GMT 14:49 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

الإعلام يساهم في تغير المجتمعات نحو الأفضل

GMT 10:43 2013 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة : غسل اليدين يزيد الطالب تفوقاً

GMT 00:49 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أفضل عطر نسائي للمرأة العاملة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates