بيونغ يانغ ـ عادل سلامه
اختبرت كوريا الشمالية أحد صواريخها القارية والتي تعد الأقوى من أي وقت مضي، ومن المحتمل أن تكون قادرة على ضرب أي مكان تقريبا على سطح الأرض، وظهر الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، على التلفاز وهو يسير على قديمه إلى جانب منصة إطلاق صوارخ متنقلة جديدة ضخمة، والتي شيدتها بيونغ يانغ خصيصا لهذا الصاروخ. وبعد العد التنازلي، أطلق الصاروخ " Hwasong-15" إلى الغلاف الجوي ليصل إلى بعد عشرة أضعاف ارتفاع محطة الفضاء الدولية قبل أن يعود إلى الأرض.
وخلافا لغيرها من أشرطة الفيديو المسجلة لاختبار إطلاق الصواريخ، تم تسجيل هذا الفيديو في حوالي الساعة الثالثة بتوقيت كوريا الشمالية، ومن غير المعروف لماذا اختار نظام كيم هذا التوقيت في منتصف الليل، ولكن رأى البعض للحد من تدخل الأجهزة الحساسة المستخدمة لتتبع عملية تقدم الصاروخ. وفي اليوم السابق للاختبار، اكتشفت كوريا الجنوبية صاروخا بعد تتبع الرادار له، أطلق من قاعدة في كوريا الشمالية، مما وضع سول في حالة تأهب قصوى من أن هناك صاروخ آخر على وشك الإطلاق.
وتم بث الفيديو بعد ظهر اليوم على التلفزيون المركزي الكوري، وقدمته المذيعة ري تشون هي، وهي مقدمة أخبار مخضرمة تقدم الأنباء المهمة والعاجلة. ويأتي ذلك بعد نشر صور تظهر كيم وهو يتفحص صاروخا بوضوح قبل عملية إطلاقه، وهو يشعل سيجارة احتفالا بذلك.
وعادة ما يشعل كيم سيجارة بجانب الصاروخ قبل إطلاقه، على الرغم من أن أحد مستشاريه أخبره أنها ليس فكرة جيدة، نظرا للكم الكبير الذي يحمله الصاروخ من الوقود. وتم إطلاق الصاروخ البالستي العابر للقارات من مقاطعة بيونغان في كوريا الشمالية، وحلقت طائرة لمدة 50 دقيقة، ووصلت إلى ارتفاع غير مسبوق حيث 2800 ميل، قبل الهبوط بقرابة بحر اليابان لتحلق على ارتفاع 620 ميلًا فقط.
ويذكر أنه الصاروخ الأول الذي أطلق من إطلاق صاروخ عبر اليابان وصل إلى المحيط الهادئ في يوم 15 أيلول/ سبتمبر الماضي. وعلق الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على كيم جونغ أون، يوم الأربعاء الماضي، ووصفة بالجرو المريض، بعد إطلاقه الصاروخ البالستي العابر للقارات في إتجاه اليابان.
وكان ترامب في اليوم السابق يعتزم فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بعد إطلاقها صاروخا يمكن أن يصل إلى الولايات المتحدة، وتحدث مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بعد أن مضى شهرا في العمل مع الصين لمحاولة ممارسة مزيد من الضغط على كوريا الشمالية، وذلك في تصريحات عامة متكررة حول قدرة الصين على فعل ذلك.
وغرد ترامب على موقع تويتر، قائلا " تحدثت للتو مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، حول الأعمال الاستفزازية التي تقوم بها كوريا الشمالية، وسيتم فرض عقوبات إضافية على كوريا الشمالية اليوم، والتعامل مع هذا الوضع"، ولكنه لم يوضح نوع العقوبات التي ستفرضها الصين أو الولايات المتحدة، أو كليهما.
ورفضت روسيا اليوم الخميس، دعوة الولايات المتحدة لقطع العلاقات مع كوريا الشمالية ردا على إطلاق النظام الشمالي الصاروخ البالستي العابر للقارات، وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في العاصمة البيلاروسية، مينسك " نرى هذه المطالب سلبية، وأكدنا مرارا أن الضغط بشأن العقوبات قد استفد". وجاءت تصريحاته بعد أن تفاخر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ يون، بأن بلاده أصبحت دولة نووية كاملة بعد اختبار الصواريخ.
وذكرت وسائل الإعلام الحكومية الكورية الشمالية أن الصاروخ أطلق من مركبة حديثة التطور، وأن الرؤوس الحربية يمكن أن تصمد أمام الضغط من أجل الدخول إلى الغلاف الجوي وهو تطور فني هام. ووفقا لبيان رسمي أصدره البيت الأبيض حول الحديث مع الرئيس شي، قال "أكد الرئيس ترامب تصميم الولايات المتحدة على الدفاع عن أنفسنا وحلفائنا من التهديد المتزايد الذي يشكله النظام الكوري الشمالي".
وأكد الرئيس ترامب على ضرورة أن تستخدم الصين كل الوسائل المتاحة لاقناع كوريا الشمالية بإنهاء استفزازاتها والعودة إلى طريق نزع الأسلحة النووية. ويطرح إطلاق الصاروخ تحديا جديدا للرئيس دونالد ترامب، الذي تعهد بعدم السماح لكوريا الشمالية بتطوير صواريخ نووية يمكن أن تصل إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة. وبعد مشاهدة إطلاق الصاروخ، تفاخر كيم جونغ أون، بنجاحه، وفقا لما ذكرته مقدمة تلفزيون الدولة، ري تشون هي.
وقالت "إن كيم جونغ يون أعلن بكل فخر أننا قد أدركنا الآن القضية التاريخية العظيمة لإنجاز القوة النووية للدولة"، وأضافت "أن النجاح الكبير في اختبار اطلاق الصاروخ هواسونغ -15 هو انتصار لا يقدر بثمن فاز به الشعب العظيم والبطولي في كوريا الديمقراطية". وحذر وزير الدفاع الأميركي، جيم ماتيس، يوم الثلاثاء، من أن كوريا الشمالية لديها الآن القدرة على ضرب "كل مكان في العالم"، وأن الاختبار الصاروخي الأخير تخطى الاختبارات السابقة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه عالم سابق من وكالة ناسا من أن كوريا الشمالية بخطأ واحد ربما شعل شرارة الحرب العالمية الثالثة، قال الدكتور ديفيد بيكر، الذي أعطى بعض النصائح لإدارة ريغان خلال الحرب الباردة، إن ما يقوم به كيم يشكل خطرا كبيرا، لأن مثل هذه الصواريخ قد تنحرف عن هدفها، وهذ أمر خطير جدا لقرب الدول الطرفية التي سترى ذلك بمثابة الإعلان الحرب، لأن صاروخ قد ضرب أراضيها سواء كان يحمل رأسا حربية أو لا، مضيفا أن الخطر كبير، حتى أن الدول المتقدمة تكافح من أجل الحفاظ على المسار الصحيح لمثل هذا النوع من الصواريخ.
وأشار إلى ما قامت به بريطانيا في العام الماضي في كيب كرنفال، حين اتجه صاروخ بالستي بالخطأ نحو أميركا، بدلا من أفريقيا. وأكد أنه حال حدث مثل هذا الأمر مع كوريا الشمالية، سترد الولايات المتحدة عسكريا، وربما تستخدم الضربات النووية التكيكية في هذه الحالة؛ لأننا نعيش في أوقات متزايدة الخطورة.
أرسل تعليقك