إسلام آباد ـ أعظم خان
لقى تسعة أشخاص حتفهم وأصيب العشرات بعد أن اقتحم إرهابيون ملثمين تابعون لحركة طالبان كليةً من كليات الزراعة. وقالت الشرطة إن أربعة إرهابيين ملثمين فتحوا النار على بوابات معهد التدريب الزراعي في بيشاور مما أسفر عن إصابة الحارس قبل دخولهم. ووقع الهجوم عندما كانت باكستان تحتفل بذكرى ميلاد النبي محمد، الذي يعتبره المسلمون في جميع أنحاء العالم النبي الأساسي لعقيدتهم.
وقال رئيس شرطة بيشاور محمد طاهر خان أن ثلاثة مسلحين قُتلوا، وأن قوات الأمن تقوم بعملية تطهير داخل المبنى لتعقب أي مسلحين متبقين. وقال "إن عملية التطهير جارية"، وقالت متحدثتان باسم مستشفيين في المدينة إنهم استقبلوا تسع جثث، ويعالجون نحو 38 جريحًا، بعضهم في حالة خطرة.
وأعلن محمد خرساني، المتحدث باسم حركة طالبان الباكستانية مسؤوليته عن الهجوم. وقال: "مجاهدونا بمداهمة المبنى لأنه استُخدم كمكتب لوكالة الاستخبارات الباكستانية، وإن شاء الله سوف يقاتل مقاتلونا حتى آخر قطرة من الدم"، مشيرًا بذلك إلى وكالة المخابرات الداخلية الباكستانية. ووصف نور والي، وهو طالب في المعهد يبلغ من العمر 19 عامًا، الحادثة المفجعة بأنها بدأت عندما استيقظ جراء إطلاق النار.
حيث قال: "هرعت إلى الباب ورأيت نافورة تضخ الدماء من كتف رفيقي الذي كان يقف خارج الغرفة". وأسرع هو وطالب آخر لمساعدته، واختبؤوا من المسلحين لمدة ساعة تقريبًا قبل أن تنقذهم قوات الأمن. و"كان الطالب الآخر يضغط على الجرح بيديه لوقف الدم، واضطررت أنا إلى وضع يدي على فمه حتى لا يصرخ". و"احتمينا داخل غرفة النوم، وكنا نتوسل إلى الطالب المُصاب عدم إصدار أي صوت يمكن أن يسمعه الإرهابيون فيقتلوننا".
وإن المنطقة التي وقع فيها الحادث تعتبر مركزًا للمؤسسات التعليمية في المدينة بما في ذلك جامعة بيشاور. وقال مسؤول في وزارة الداخلية إن الشبكات الخلوية أوقفت في مدن مختلفة في أنحاء البلاد لأسباب أمنية.
ويأتي الحادث وسط إجراءات أمنية مشددة في جميع أنحاء باكستان بينما كانت تحتفل بذكرى مولد النبي محمد. ويُذكر أن البلاد متوترة بعد مظاهرات احتجاجية ضد التكفير استمرت أسبوعًا في إسلام آباد أدت إلى مقتل سبعة وإصابة المئات في اشتباكات مع الشرطة. وقد اندلعت أعمال العنف في نهاية الأسبوع بعد أن شنت الشرطة والقوات شبه العسكرية محاولة حمقاء لفض الاعتصام، مما أشعل مظاهرات جديدة في المدن في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك لاهور وكراتشي. وانتهت الاحتجاجات أخيرًا قبل أيام بموجب اتفاق تم التوصل إليه بوساطة عسكرية. وفي ديسمبر/كانون الأول 2014، أسفر هجوم لحركة "طالبان" على مدرسة يديرها الجيش في بيشاور عن مقتل 151 شخصًا معظمهم من تلاميذ المدارس.
أرسل تعليقك