السلطات الألمانية تشنّ حملة واسعة على السلفيين للحفاظ على اللاجئين
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

السلطات الألمانية تشنّ حملة واسعة على السلفيين للحفاظ على اللاجئين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - السلطات الألمانية تشنّ حملة واسعة على السلفيين للحفاظ على اللاجئين

رجل يوزع القرآن في فرانكفورت العام الماضي في إطار حملة "إقرأ"
برلين - جورج كرم

رصدت السلطات الألمانية على مدى أعوام، حظّر أنشطة السلفيين وأتباعهم الذين يتبعون الإسلام المتشدد العدواني، ويتعاطفون مع تنظيم "داعش"، واتخذ المسؤولون إجراءات صارمة في إطار حملة واسعة ضد إحدى الجامعات السلفية الأسبوع الماضي، بعد أيام من اعتقال إمام رفيع المستوى.

وتعدّ هذه اليقظة المفاجئة بسبب القلق من محاولة السلفيين تجنيد مئات الآلاف من اللاجئين المسلمين الذين وصلوا قبل عام، وتشجيع بعضهم للاشتراك في الجهاد في سورية والعراق أو تنفيذ هجمات في ألمانيا، وأكد بوريس بيستوريوس وزير الداخلية في ولاية سكسونيا أنه تم الإبلاغ عن 400 حالة اقتراب السلفيين من اللاجئين على الصعيد الوطني في الأشهر الأخيرة، وذكر السيد بيستوريوس في تصريحاته عبر الهاتف، أن الموظفين في مراكز اللاجئين حذروا السلطات من نشاط السلفيين هناك وسعيهم لتجنيد طالبي اللجوء.

ويخشى المسؤولون في ظل سعى اللاجئين من الدول الإسلامية إلى النضال، من أجل بناء حياة جديدة في ألمانيا، أن يكونوا معرضون بشكل استثنائي لاجتذاب الجماعات السلفية، ما دفع السلطات إلى تكثيف الجهود لمنع التجنيد، واستهداف الجماعات والدعاة الذي يرسلون أتباعهم من الشباب إلى الجهاد. وأكدت السلطات الألمانية أن أحد هؤلاء الدعاة عراقي، عمره 32 عامًا، يدعى أبو ولاء، والذي اعتقلته السلطات في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني، ويعرف أحيانًا باسم "الرجل بلا وجه" لأنه يقوم بالدعوة باللغتين العربية والألمانية، ويظهر من ظهره فقط في الكاميرا، ويعرفه المسؤولون باسم أحمد عبد العزيز، وصنع الداعية قاعدة له في هيلدسهايم وهي مدينة هادئة ظاهريًا، تضم 100 ألف شخص، ويزداد أتباعه بشكل كبير حتى قدم تطبيقًا خاصًا به في 2014، ويُذكر أنه أرسل شخصًا واحدًا على الأقل إلى الجهاد، ووجهت إليه تهمة الإرهاب وتأييد تنظيم "داعش".

ويقضي عبد العزيز وقته بين هيلدسهايم وستافليا، وهو متزوج من اثنين أو ثلاثة من النساء، ويصفه وزير الداخلية رالف جاغر بكونه الرئيس العقائدي للسلفيين في ألمانيا، وتم اعتقال أبو ولاء، ضمن حملة داهمت فيها الشرطة 190 موقعًا في أنحاء ألمانيا، لحظّر جماعة "الدين الحقيقي" والتي تصفها السلطات بأنها تجمع للمتطرفين المحتملين. ونظّمت الجماعة حملة "اقرأ" تحت إرشاد الواعظ الفلسطيني إبراهيم أبو ناجي، ووزعوا المصاحف مجانًا في كثير من مناطق التسويق. وأوضحت السلطات أن الجماعة أرسلت أكثر من 140 شخصًا في معارك متطرفة، وذكر وزير الداخلية الألماني توماس دي مايستر، قائلًا "سنسحب البساط من تحت أقدامهم" بعد المداهمات التي وصفت بكونها أكبر عملية مناهضة للإسلاميين في 15 عامًا.

وأكد سياسيون ومسؤولون أن هذا النشاط يؤثر على نسبة ضئيلة من اللاجئين، وأن السلفية استقطبت نحو 5 مليون مسلم في ألمانيا، ويذكر أن عدد السلفيين اليوم يبلغ 9200 على الصعيد الوطني، حيث تضاعف العدد 3 مرات تقريبًا في الخمسة أعوام الماضية، وزاد العداء منذ الوصول العشوائي إلى نحو مليون لاجئ العام الماضي في ألمانيا، وبخاصة بعد تورطهم في الاعتداءات الجنسية في احتفالات رأس السنة الميلادية في مدينة كولونغ، ويليها سلسلة هجمات متطرفة ارتبطت بتنظيم "داعش"، وقامت السلطات الألمانية بزيادة التمويل لتوظيف موظفين جدد مع إضافة المراقبة بالفيديو في العديد من الأماكن العامة، وتعدّ هذه التدابير محاولة لتجنب النقد الذي واجهه المسؤولون نتيجة الفشل، في توقع المشاكل التي يمكن أن يحدثها اللاجئون، وتُعرض بعض هذه المشاكل حاليًا أمام القضاء بعد قيام فتاة مراهقة من هانوفر، بطعن وجرح ضابط شرطة أثناء فحص هوية روتيني في محطة قطار هوفر في فبراير/ شباط.

وكشف سياسيون معارضون في ولاية سكسونيا أن السلطات أغفلت عدة أدلة بشأن الفتاة وعمرها 16 عامًا، وتدعى "صفية" حيث رصدت  عام 2009 في فيديو تشارك بفخر في مكوب السلفي الألماني الذي اعتنق الإسلام بيير فوجل، كفتاة شابة ترتدي الحجاب وتعيش حياة الورع، وشوهدت في مدرجات توزيع القرآن في هانوفر، في حين اختفى شقيقها الأفغاني منذ ذلك الحين، وهو شاب مسلم يشتبه في صلته بالهجوم الإرهابي الذي أحبطته السلطات قبل عام ما أدى إلى إلغاء مباراة لكرة القدم الوطنية مع هولندا على الرغم من امتلاء الملعب بالمشجعين، وربما ينكشف مدى تطرف صفية أثناء محاكمتها المغلقة للجمهور بموجب قوانين حماية الشباب، وتبين أن صفية سافرت إلى تركيا في يناير/ كانون الثاني بنية الوصول إلى سورية، كما سافرت والدتها المغربية المتدينة للغاية إلى تركيا، لإعادة ابنتها إلى ألمانيا.

وبيّن ستيفان يركنر النائب المعارض في ولاية سكسونيا، والمشرف على الأعمال الشرطية والاستخباراتية في الولاية أن الشرطة تابعت عودتها، لكنها صنفت صفية باعتبارها لا تمثل خطر على الأمن العام، وأوضحت صفية في الفيديو المسجل قبل يوم من اعتدائها على ضابط الشرطة أن عملها لصالح تنظيم داعش، بينما لم يتسن التوصل إلى محاميها موتلو غونال للتعليق، وتنظر السلطات في واقعة الطعن التي حدثت قبل عدة أشهر، وذلك قبل أن يصيب اثنان من المهاجمين أشخاص عدّة في هجومين منفصلين في ولاية بافاريا في أول هجوم لصالح تنظيم "داعش" في ألمانيا.

ونفى السيد بيستوريوس تباطؤ المسؤولين في التعامل مع قضية الفتاة إلا أن المعارضين يقولون إن السلطات فقدت الإشارات الدالة على تطرف الفتاة لكونها شابة مراهقة، ونقلت جينس ناكي من الحزب الديمقراطي المسيحي عن ضابط شرطة قوله "كنا نبحث عن رجل ملتحي عمره 26 عامًا، لكنهم استخدموا فتاة مراهقة عمرها 15 عامًا"، فيما أضاف السيد بركنر "يوضح ذلك أنه علينا أن تخيل أي شيء".

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطات الألمانية تشنّ حملة واسعة على السلفيين للحفاظ على اللاجئين السلطات الألمانية تشنّ حملة واسعة على السلفيين للحفاظ على اللاجئين



GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:12 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد وبن زايد يهنئون رئيس بنما بذكرى الاستقلال

GMT 13:59 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تصاميم على شكل الماس لحقائب "إن إس باي نوف"

GMT 10:32 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

لوني شتاءك بأجمل موديلات الأحذية الـ Pumps

GMT 01:32 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عيش الرفاهية في فنادق ومنتجعات الجميرا الفخمة

GMT 01:28 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

«بنتلي» تفوز بلقب الشركة الأكثر تقديرًا في بريطانيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates