مركز anrac للأطراف الصناعية في أفريقيا الوسطى يحيي الأمل عند فاقديها
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

مركز "Anrac" للأطراف الصناعية في أفريقيا الوسطى يحيي الأمل عند فاقديها

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مركز "Anrac" للأطراف الصناعية في أفريقيا الوسطى يحيي الأمل عند فاقديها

مركز "Anrac" للأطراف الصناعية
لندن ـ سليم كرم

سلطت صحيفة بريطانية الضوء على معاناة ذوي الإعاقة في جمهورية أفريقيا الوسطى، بينما تعمل المنظمات على إقامة مراكز لانتاج الأطراف الصناعية في تلك البلاد. وتحدثت صحيفة الـ"غارديان" عن مركز"Anrac" الذي يعد المركز الوحيد من نوعه القادر على تغيير الحياة التي دمرها النزاع في البلاد.

ووفقا للصحيفة، فإن الطفل إكسيكسو باغازا لا يستطيع ابعاد عينيه عن قدميه، فقبل ساعات كان الطفل البالغ من العمر خمس سنوات يمتلك قدماً واحدة، والآن أصبحت لديه قدمان بعد أن تم تركيب رِجل اصطناعية له.

أقرأ أيضًا : مقتل 78 شخصًا في حادث شاحنة في جمهورية أفريقيا الوسطى

يمشي الطفل متأرجحا قليلا على عظام فخذه اليمنى بساقه الجديدة، وهي عبارة عن طرف صناعي مصنوع من مادة "البولي بروبيلين"، ويساعده أخصائي العلاج الطبيعي في المشي إلى الأمام بخطوات ثابتة .

كان  باغازا يعاني من  بتر قدمه معظم حياته، بعدما حرمته قذيفة من طرفه السفلي وهو لا يزال طفلا على غرار عشرات الآلاف من المصابين منذ اندلاع النزاع  كما تقول والدته ، دانا ديمانغو والتي تضيف : "كنت أقوم برضاعته طبيعيا من صدرها عندما حدث ذلك" ، مضيفة أن جسد ابنها هو الذي حماها وربما هو الذي انقذ حياتها.

وقبل مدة، فرت العائلة من منزلها في كاغا باندورو ، التي تبعد 330 كيلومتراً شمالي العاصمة "بانغي" في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث اجتاح القتال المنطقة.

مركز anrac للأطراف الصناعية في أفريقيا الوسطى يحيي الأمل عند فاقديها

ومنذ اندلاع النزاع في جمهورية أفريقيا الوسطى قبل أكثر من ست سنوات ، ارتفع عدد مبتوري الاطراف بشكل كبير ، كما يقول غودفروي بومبادا ، مدير الجمعية الوطنية لإعادة التأهيل والمعدات في CAR (Anrac) ، وورشة عمل انتاج الأطراف الصناعية في وسط بانغي التي تعمل أيضا كمركز لإعادة التأهيل. وأضاف: لا توجد بيانات وطنية متاحة عن مبتوري الأطراف، لكنه يشعر أنهم أصبحوا أكثر انشغالاً من أي وقت مضى.

هذه الأماكن الصغيرة في قلب بانغي هي المكان الوحيد في جمهورية أفريقيا الوسطى حيث يتم تصنيع الأطراف الصناعية وتوزيعها لإعانة المبتورين.

في الجزء الأمامي من المبنى ، يتلقى المرضى الاستشارات ويحاولون تجربة الأطراف الصناعية، وفي الخلف ، يقوم الفنيون بوضع الأطراف الصناعية على طاولة عمل خشبية طويلة.

يحصل ماتياس سيوبندو على ساق جديدة بعد أن تم طلاؤها لتصبح جاهزة للتجربة. وفي مايو/أيار الماضي ، أصيب سيوبندو بجروح بالغة عندما هاجم مسلحون كنيسة "نوتردام دي فاتيما" خلال القداس.

وفي الخامسة والعشرين من العمر ، فقد جوفينال باجانيتو ساقه في حادث سيارة عندما كان في سن المراهقة ، ويقول إنه لم يحدث أن مشى حتى تم تركيب أول طرف صناعي له ، وهو طرف صلب مصنوع من الخشب. وتابع باجانيتو: "أشعر أنني أصبحت حياً مرة أخرى".  وأضاف: أن "المبتورين في جمهورية أفريقيا الوسطى غالباً ما يوصمون بالعار".

وتقول ألين جيزيل بانا ، وزيرة النهوض بالمرأة والأسرة وحماية الطفل: "نأسف لأن المعاقين هم في كثير من الأحيان ضحايا للتمييز والعنصرية". وهي تعترف بأنه ليس هناك الكثير الذي يمكن فعله حيال ذلك ، على الرغم من أن مهمة وزارتها هي رفاهية الأشخاص الضعفاء ولسوء الحظ ، تكمن أولوية الحكومة في السلام والأمن بينما تظل القضايا الاجتماعية في قائمة الانتظار.

أما وزير الصحة ، الدكتور بيير سومس ، فكان أقل تشاؤماً ، حيث اشار إلى قانون حكومي حديث يضمن إدماج ذوي الإعاقات في القوى العاملة العامة ، وقال إن الحكومة تعمل على وضع استراتيجية وطنية للمعاقين. 

ولكن التحدي الكبير هو تدهور الوضع الإنساني في البلاد ففي نوفمبر / تشرين الثاني ، حذرت الأمم المتحدة، من أن أكثر من ستة من كل 10 أشخاص في جمهورية أفريقيا الوسطى بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

وفي عام 2013 ، استولى "تحالف المسلمين" إلى حد كبير على جزء كبير من البلاد وأطاح بالحكومة ، وأدت الفظائع إلى هجمات انتقامية من ميليشيات "مسيحية" في الغالب بينما عقدت هدنة قصيرة في أعقاب الانتخابات في عام 2016 ، لكن العنف عاد بينما يتفكك تحالف المتمردين إلى فصائل متنافسة.

ويقول لويس مودج ، باحث أفريقيا في مؤسسة "هيومن رايتس ووتش": "الحقيقة هي أن الوضع الأمني خارج العاصمة محفوف بالمخاطر، كما أن الأشخاص ذوي الإعاقة ما زالوا يعانون من هذا الوضع".

ووفقا لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" ، يتم إهمال العديد من الأشخاص ذوي الإعاقات في الاستجابة الإنسانية ، وخاصة أولئك الذين يعيشون في مخيمات النزوح الداخلي و تواجه المنظمات نقصًا مزمنًا في الأموال وتكافح للوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة.

بالعودة إلى  Anrac  ، تتكدس الرفوف بصناديق من الورق المقوى تحتوي على أطراف صناعية من سويسرا. وتقول بومبيدة: "بدون مبالغة ، تم استيراد كل شيء تقريبًا هنا حيث لا يمكننا العثور على أي شيء في هذا البلد ".

ويعتمد المركز بشكل كبير على اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) التي تمول المواد الصناعية بالإضافة إلى تدريب الفنيين ودفع رواتبهم. يكلف الطرف الصناعي بين 160 ألف فرنك أفريقي (212 جنيهاً استرلينياً) و 380 ألف فرنك أفريقي (504 جنيهاً استرلينياً) ، وهو مبلغ كبير للمواطن العادي.

وفي العام الماضي ، تلقى 353 مريضاً طرفاً صناعياً ، وهم جزء من عدد المبتورين الذين ما زالوا ينتظرون العلاج. وبينما يزدحم المركز الصغير، تخطط  Anrac  لبناء مبنى جديد هذا العام ، والذي من المتوقع أن يكون أكبر بـ 15 مرة ، وسيشمل صالات نوم مشتركة لأولئك الذين يسافرون من بعيد ، بدعم من اللجنة الدولية والحكومة.

قد يهمك أيضًا :

طبيعة الوضع الأمني في جمهورية أفريقيا الوسطى

فرنسا تعلن إلتزامها بدعم جهود المصالحة فى جمهورية أفريقيا الوسطى

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مركز anrac للأطراف الصناعية في أفريقيا الوسطى يحيي الأمل عند فاقديها مركز anrac للأطراف الصناعية في أفريقيا الوسطى يحيي الأمل عند فاقديها



GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"

GMT 04:38 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

خدع بسيطة لتحصلي على عيون براقّة تبدو أوسع

GMT 01:20 2013 الأحد ,21 إبريل / نيسان

دومينو الـ10 ألاف "آيفون 5 إس" الجديد

GMT 01:14 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإقامة الفاخرة في جزيرة جيكيل الأميركية

GMT 20:41 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

إريكسون يؤكد أن ساوبر أنقذت نفسها من موسم "كارثي" في 2017

GMT 10:32 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

دلال عبد العزيز تكشف عن تفاصيل دورها في "سوق الجمعة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates