رضيع سوري فَقَدَ عينه يتحوّل إلى رمز للمعاناة
آخر تحديث 04:04:54 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

رضيع سوري فَقَدَ عينه يتحوّل إلى رمز للمعاناة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - رضيع سوري فَقَدَ عينه يتحوّل إلى رمز للمعاناة

عددا من الاشخاص يغطون عينهم تضامنا مع الطفل كريم في دوما
دمشق ـ نور خوام

تحوّل الرضيع كريم عبدالله الذي فَقَدَ عينه جراء قصف جوي رمزا لمعاناة سكان الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، بعد انطلاق حملة تضامنية معه على مواقع التواصل الاجتماعي، نشر خلالها كثيرون صورهم وهم يغطون أعينهم في إشارة إلى إصابته.

واستهدفت غارة لقوات النظام في 29 تشرين الأول/أكتوبر بلدة حمورية في الغوطة الشرقية، آخر أبرز معقل للفصائل المعارضة، وتسببت في فقدان كريم الذي كان يبلغ حينها أربعين يوما لعينه اليسرى ومقتل والدته.

وبعد أكثر من أسبوعين على إصابته، بدأت على موقعي "تويتر" و"فيسبوك" حملة تضامن واسعة باستخدام وسم #متضامن مع كريم، أطلقها ودعمها مصوّرون سوريون في الغوطة الشرقية.

وصلت الحملة إلى قاعة مجلس الأمن الدولي إذ نشر سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت صورة له عبر "تويتر" وهو يغطي عينه بيده.

وأرفق الصورة بتعليق "حين نجتمع في مجلس الأمن ونحذر من أن عدم اتخاذ إجراء يعني وفاة مزيد من الناس، وقصف مزيد من المدارس، وتشويه مزيد من الأطفال.. فهذا هو ما نعنيه"، مضيفا "يجب إنهاء قصف وحصار الغوطة الشرقية".

ونشر المتضامنون مع كريم صورا لهم ولأطفال يغطون أعينهم، وشارك في الحملة متطوعون من الخوذ البيضاء، الدفاع المدني في مناطق المعارضة، فضلا عن عاملين في منظمات دولية وناشطين وصحافيين بينهم فريق التحرير في جريدة "بيلد" الألمانية اليومية.

وشارك مسؤولون أتراك صورة كريم أيضا، وكتب وزير الثقافة والسياحة نعمان قورتلموش "حتى لو سكت العالم، حتى لو تجاهل الصراخ المتصاعد من سورية، سنكون نحن صوت وعيني وأذني الطفل كريم".

وتعدّ الغوطة الشرقية واحدة من 4 مناطق خفض توتر في سورية، بموجب اتفاق توصلت إليه موسكو وطهران حليفتا دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة في أستانا في أيار/مايو.​

يقف الشاب عامر المهيباني، الذي يعمل كمصور حر في الغوطة الشرقية ويتعاون مع وكالة فرانس برس، خلف إطلاق هذه الحملة بعدما نشر في 17 من الشهر الحالي صورة لكريم التقطها أثناء زيارة منزله، قبل أن ينشر صورة لنفسه وهو يغطي عينه بيده.

ويقول عامر، 28 عاما، لفرانس برس: "انطبعت صورته في ذهني قبل الكاميرا، ولاحقتني في كل مكان".

واستوحى عامر الفكرة من ناشط في الغوطة الشرقية يدعى قصي نور نشر صورة ممنتجة أزال فيها عينه اليسرى، وبشكل أساسي من حملة تضامن لاقت رواجا قبل فترة مع الطفلة اليمنية بثينة التي فقدت والديها وأشقاءها في غارة للتحالف السعودي في أيلول/سبتمبر الماضي، وانتشرت حينها صورتها وهي تحاول فتح إحدى عينيها المتورمتين، وبدأ كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي يشاركون صورهم وهم يقومون بالأمر ذاته.

وبعد ساعات من إطلاق الحملة "بدأ الوسم ينتشر عبر العالم" وفق عامر الذي لفت إلى أن الهدف هو "التضامن مع هذا الطفل الذي فقد عينه ووالدته لنوصل صوته إلى العالم".

وخلال أعوام النزاع الطويلة في سورية، تحول أطفال عديدون رمزا لضحايا الحرب التي أوقعت أكثر من 340 ألف قتيل، ومن بين هؤلاء الطفل عمران الذي تصدرت صورته الصفحات الأولى في الصحف العالمية بعد انتشار فيديو لعملية إنقاذه بعد دقائق من نجاته من قصف في مدينة حلب (شمال).

وأصيب كريم، وفق ما يوضح طبيبه المعالج جراح الأعصاب الذي يعرف عن نفسه باسم أبوجميل لـ"فرانس برس"، في الجزء الأمامي من الدماغ، ما أدى إلى تضرر النسيج الدماغي وعينه اليسرى.

وحسب الطبيب، لهذا الجزء "دور أساسي في الإدراك وذكاء الإنسان وذاكرته"، وتتطلب إصابته أن "يخضع لاحقا لعلاج سلوكي، على أن يحتاج في ما بعد إلى عمليات تجميل وترميم لا يمكن إجراؤها في الغوطة الشرقية".

وفي منزل على الطراز العربي القديم تقيم فيه العائلة، يقول والد كريم "كان عمر ابني أكثر من شهر حين خسر والدته"، وتأتي اليوم امرأة لإرضاعه لتعوضه خسارته حليب أمه.

وأثارت حملة التضامن مع كريم تجاوبا واسعا في منطقة الغوطة الشرقية، ويقول المصور فراس العبدالله (24 عاما) لفرانس برس "أردنا لفت نظر العالم إلى الجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق أهالي الغوطة الشرقية المحاصرة واغتيال الطفولة".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رضيع سوري فَقَدَ عينه يتحوّل إلى رمز للمعاناة رضيع سوري فَقَدَ عينه يتحوّل إلى رمز للمعاناة



GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
 صوت الإمارات - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 19:17 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 06:17 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

افتتاح معرض رأس الخيمة للكتاب بمشاركة 76 دار نشر

GMT 02:43 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مواعيد مباريات منتخب مصر في كأس العالم

GMT 08:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تخريج الدفعة الأولى من برنامج قيادة الأعمال الإنسانية

GMT 18:45 2015 الخميس ,22 كانون الثاني / يناير

معرض دبي العالمي للقوارب يعزز مكانته العالمية في 2015

GMT 21:44 2014 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تشارك في معرض برشلونة للكتاب في دورته الـ32

GMT 01:38 2014 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

جامعة كينياتا تمنح سيدة كينيا الأولى الدكتوراه الفخرية

GMT 07:50 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

14 منطقة حول العالم تشبه مدينة "البندقية" الإيطالية

GMT 11:42 2020 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

مواطن إماراتي ينجح في اصطياد 3 أسماك ضخمة أحدها طولة 3 أمتار

GMT 23:51 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

فوائد تناول الزعفران يوميًا يعالج امراض القلب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates