مرور أعوام على الحرب في العراق راح ضحيتها الكثير من الجنود الإيرانيين
آخر تحديث 23:55:41 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

مرور أعوام على الحرب في العراق راح ضحيتها الكثير من الجنود الإيرانيين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مرور أعوام على الحرب في العراق راح ضحيتها الكثير من الجنود الإيرانيين

احد ضحايا الحرب في العراق
طهران - مهدي موسوي

نشبت الحرب الإيرانية العراقية التي راح ضحيتها العديد من الجنود الإيرانيين بداية من أيلول / سبتمبر عام 1980 وحتى آب / أغسطس من عام 1988، وبالرغم من انتهاء هذه الحرب إلا أن ذكراها تبقي حاضرة في الأذهان إلى اليوم بسبب وقوع العديد من الضحايا في صفوف الجنود التي عاد منها من العراق 270 جثة من بينهم 175 من الغواصين المقاتلين.

ويخيم على الأمهات والآباء والأطفال حزن من نوع خاص على ثمانية آلاف جندي إيراني، والذين لا يزالون في عداد المفقودين، وذكرت سيدة إيرانية من مدينة مشهد الواقعة شمالي شرق إيران لأحد الصحافيين بأنهم يحلمون برؤية أي شيء يفيد بمصير شقيقها المفقود حتى ولو كان قبرًا أو عظامًا، مضيفة بأنها تريد التوصل إلى نهاية لهذه القصة حتى ولو كانوا يدركون جيدًا بأن مصيره هو الموت.

وكان "مهندس" الذي ولد في عام 1966 في مدينة كرمنشاه غربي إيران من بين هؤلاء الذين يحاولون التعرف على المفقودين وإعادتهم إلى وطنهم وأحبائهم، وعندما هاجمت العراق إيران لم يكن مباليًا بما حدث، حيث أنه لا يؤيد "الشاه"، كما أنه لم يكن من مؤيدي الثورة أو حتى الحرب، ومن ثم فلا يوجد بالنسبة له ما يستحق المخاطرة بحياته.

وأضاف "مهندس"، بأن الفضول دفعه عندما كان لا يزال شابًا يدرس في جامعة "شيراز" ويبلغ من العمر (18 عامًا) بالسفر إلى الجبهة الغربية حيث مدينة بافيه القريبة من الحدود مع العراق غرب كرمنشاه، وذلك من دون إخبار عائلته، وهناك عثر على مجموعة من "الباسيج" وهم متطوعون شبه عسكريين، في الوقت الذي كانت فيه هذه المنطقة بعيدة عن المعارك القوية الدائرة جنوبي إيران.

وعاد خلال إقامته التي امتدت لشهرين في بافيه إلى بيته في كرمنشاه، وأخبر أسرته بأنه ما زال يدرس في الجامعة في شيراز، ومن ثم عاد مرة أخرى إلى بافيه، وكان بإمكانه المغادرة وقت ما يشاء حيث أنه لم يكن هناك شيء رسمي في هذه الحرب.

وسمع أثناء أيلول / سبتمبر عام 1985 هو وأصدقاؤه من خلال الراديو إعلانًا عن قبول المتطوعين للحرب وأن من يريد الانضمام لا بد وأن يقدم أوراقه بحلول كانون الأول / ديسمبر، وكان يعتقد بأنه في حال تطوع للحرب فإن ذلك سوف يعفيه من الخضوع إلى التجنيد الإلزامي، ومن ثم تقدم هو وزملاؤه الذين يقترب عددهم من 90 طالبًا بأوراقهم.

وفي غضون أسابيع تم نقلهم إلى طهران وبالتحديد ملعب ازادي الذي يتسع لنحو 12 ألف مقعد، وهناك ألقى أحد الرجال يدعى سعيد صادقي من قسم "الموارد البشرية" في الحرس الثوري خطابًا تحدث خلاله عن الحاجة إلى الطلاب المتعلمين لكي يكونوا على خط الجبهة، وتأثر "مهندس" بهذه الكلمات في الوقت الذي كان فيه لا يزال يتلقى التدريبات.

وبالفعل وقع الاختيار على 600 طالب من أجل الذهاب إلى قاعدة شيراز العسكرية، وإلى جانب المهندسين كان هناك طلاب يحملون "الماجستير" و"الدكتوراه" من جامعة طهران، وبعد استكمال برنامج تدريبي لمدة شهرين وجد "مهندس" نفسه في "تافوني رازمي" وهي الوحدة التابعة للحرس الثوري الإيراني وهي المسؤولة عن حفظ البيانات التي يتم حصرها حول الضحايا والمصابين.

وكانت أولي المهام التي يجب عليه القيام بها هي تصوير الجثث، وقام في ذلك الوقت بتصوير 170 جثة وبعدها أصبح الأمر شيئًا عاديًا بالنسبة له بحيث أصبح يخوض أرض المعركة ويقوم بتصوير الجثث قبل أن تضيع ملامحها في الوقت الذي كان يعثر أحيانًا على مصابين وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة.

ويتذكر "مهندس" جيدًا جميع الوجوه التي رأيها وكل ما قيل له من كلام، فعادة ما يطلب البعض أمهاتهم أو بعض المياه فيما كان البعض الآخر يطلب المساعدة أو تخفيف الآلام.

ولتوثيق ونسخ المعلومات حول الجثث مجهولة الهوية، كان يستخدم داخل وحدة "تافوني رازمي" ورق الكربون، ولكن بعض مهندسي الكمبيوتر الإيرانيين ممن تلقوا تدريبات في الولايات المتحدة صمموا بعدها نظامًا جديدًا باستخدام لغة البرمجة "كوبول" بحيث كان لكل جثة مجهولة الهوية رمز تعريف مكون من سبعة أرقام يوضح جميع التفاصيل حول الجثث التي تم العثور عليها من أجل إرسالها بعد ذلك إلى عائلاتهم.

وتحدث "مهندس" عن واحدة من الأحداث المروعة وهي استهداف حلبجة بالأسلحة الكيميائية في آذار / مارس من عام 1988 بعد أيام من السيطرة عليها من قبل القوات الكردية العراقية الإيرانية وحلفائها، حيث هرب هو ورفاقه إلى أعالي الجبال وقضوا ليلة في المقر المحلي للحزب الديمقراطي الكردستاني، وبعد مرور 24 ساعة عادوا إليها مرة أخرى، وساعد "مهندس" في نقل الضحايا الذين اقترب عددهم من ألفي شخص إلى إيران من أجل تلقي العلاج.

ويسترجع "مهندس" هروبًا آخر مشابهًا لما جرى في حلبجة، ولكن هذه المرة كان في المنطقة الجبلية حول ماريفان في كردستان عندما لاحظت مجموعته وجود جثة لجندي إيراني على بعد نصف ميل ملقى على وجهه، وكانت هناك خطورة من الاقتراب حينها، ولكن "مهندس" ورفقاؤه أصروا على إعادة الجثة إلى أهلها ومن ثم تم الاتفاق على خطة وقع الاختيار فيها على شاب طويل القامة يبلغ من العمر (22 عامًا) ليكون هو من سيذهب لإحضار الجثة مع وجود غطاء كثيف من النيران لحمايته.

وبعد اختيار الوقت المناسب وصل بالفعل الشاب طويل القامة إلى الجثة من أجل إحضارها، وكان الجميع يراقب عن كثب مع الاستعداد للمساعدة في حال استهدافه، وبمجرد لمسه للجثة وقع انفجار أودى بحياة ذلك الشاب، حيث كان هناك فخ منصوب، بعدها بأسبوعين تم استعادة الجثتين على هيئة أشلاء.

وأفاد مهندس بأنه كان من الممكن بأن يصبح هو من يتم نقل أشلائه، مضيفًا أن هذه الحرب شهدت العديد من القصص المأساوية والتضحيات التي لا يزال يتذكرها جيدًا.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرور أعوام على الحرب في العراق راح ضحيتها الكثير من الجنود الإيرانيين مرور أعوام على الحرب في العراق راح ضحيتها الكثير من الجنود الإيرانيين



GMT 01:50 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل يحيى السنوار ضربة كبيرة لـ"حماس" لكن ليست قاضية

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - صوت الإمارات
نجوى كرم النجمة اللبنانية وعضو لجنة تحكيم برنامج "Arabs Got Talent" في موسمه السابع؛ مع كل حلقة تعرض تشاركنا بصور لها من كواليس البرنامج، وتسلط الضوء باستمرار على إطلالاتها الجذابة التي خطفت بها الانتباه وقت التصوير، حيث تألقت نجوى كرم بإطلالات استثنائية جعلتها محل اهتمام الجمهور خلال البرنامج، وشاركتنا بأجمل صورها على انستجرام، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل الإطلالات التي ظهرت وسوف تظهر بها نجوى كرم في حلقات الموسم السابع من برنامج اكتشاف المواهب الشهير. الإطلالات الناعمة الخالية من التفاصيل المبالغ فيها؛ كانت خيار لافت للنجمة اللبنانية تزامنًا مع تحضيرها للبرنامج الشهير أو تصوير بعض الحلقات، فظهرت مؤخرًا بإطلالة باللون الأبيض جاءت مكونة من فستان طويل بتصميم كلاسيكي، جاء من الأعلى بأكمام طويلة وياقة عريضة ومفتوحة على ...المزيد

GMT 21:02 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

تويوتا تطلق وريثة عرش GT86 ثنائية الأبواب

GMT 00:21 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

خطوات تدريب طفلكِ على ترتيب حقيبة المدرسة بنفسة

GMT 21:48 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

رالي دكار " الهولندي برينكه الأسرع في المرحلة "11

GMT 12:33 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

قمة المرأة "الأمن والسلام" تنطلق في أبوظبي

GMT 19:31 2013 الجمعة ,29 آذار/ مارس

: ماجستير الـ AOU في الجامعات الخاصة معلق

GMT 16:49 2012 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

عمارعلي يصدر"مسارات المقاومة السلمية من التذمرإلى الثورة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates