القاهرة _ صوت الإمارات
الدماغ هو مقر العواطف و الأفكار وهو يتطلب ما لا يقل عن أربعين مادة مختلفة من المعادن والفيتامينات والأحماض الأمينية الأساسية، والأحماض الدهنية ليعمل بشكل صحيح ، و ليس هناك طعام واحد كامل قادر على توفير كل هذه المواد، و بالتالي فإن الحس السليم يقودنا إلى التنويع في نظامنا الغدائي للحصول عليها ،و هناك بعض الأطعمة التي يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص لتحقيق هذا الهدف .
سمك السلمون للحفاظ على بنية الدماغ
هل تعلم أن الدماغ هو العضو الذي يتوفر على أعلى نسبة دهون في الجسم ؟ ولكن خلافا لتلك التي توجد في الأنسجة الدهنية، فإن هذه الدهون لا تستخدم كاحتياطي بل هي جزء من مكونات الأغشية البيولوجية للخلايا العصبية ، و يتمثل دورها في حماية الخلايا العصبية وتشجيع إنشاء وصلات جديدة بين الخلايا ، و كل هذا بفضل تكوينها من أحماض أوميغا 3 الدهنية الشهيرة، المعروفة أكثر باسم “الدهون الجيدة” و التي يعتبر سمك السلمون واحدا من أفضل مصادرها ، و هذا هو السبب في كون الأسماك جيدة للدماغ السليم ،وقد أظهرت الدراسات أن النقص في هذه الأحماض الدهنية يحفز الاختلالات العصبية ويمكن أن يؤثر على نوعية النوم والتعلم والأداء المعرفي والإدراك ، و إلى جانب النسبة العالية جدا من أوميغا 3 التي توجد في سمك السلمون فهو يحتوي أيضا على كمية كبيرة من المعادن، بما في ذلك السيلينيوم الذي يستطيع منع تكوين الجذور الحرة المسؤولة عن الشيخوخة المعرفية من خلال ارتباطه مع الإنزيمات الأخرى.
النشويات المنخفضة السكر لقدرات إدراكية جيدة
الدماغ يتطلب طاقة بشكل مستمر فهو يستخدم حوالي 20٪ من الطاقة الغذائية المستهلكة ويتطلب أساسا الكربوهيدرات ، و تعتمد فعاليته على الجودة الغذائية، ولكن أيضا حتى على توزيع هذه السكريات و لهذا لابد من التركيز على الكربوهيدرات المنخفضة السكريات و التي سوف تحافظ على مستوى السكر في الدم أكثر دواما وتغذي الدماغ بشكل منتظم، وقد أظهرت الدراسات بالفعل أن أولئك الذين يعانون من ضعف نسبة السكر في الدم يعانون من تقلص الأداء الفكري ، و من الكربوهيدرات المنخفضة السكريات نجد القمح والفاصوليا الخضراء والفاصوليا البيضاء و الحمراء والحمص، و خبز الأرز، والبيض والمعكرونة و الأرز الأبيض، و العدس.
التوت البري لتحسين الوظيفة الإدراكية
كما ذكرنا سابقا فإن الدماغ البشري هو جهاز جشع جدا يتطلب الكثير من الكربوهيدرات و بالتالي فإن انعدامها أو قلتها يمكن أن تؤثر على فعاليته بسبب انتشار الجذور الحرة التي تعد المسؤول الأول عن شيخوخته ، و لحسن الحظ، هناك بعض المواد التي تساعد على مواجهة هذه الظاهرة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بأمراض الاعصاب مثل الشلل الرعاش والزهايمر، وغيرها، و هذه المواد هي مضادات الأكسدة، و قد تبين أن التوت البري يحتوي على أعلى نسبة منها بين جميع الفواكه وبالتالي فإن استهلاكه من شأنه أن يؤدي إلى تباطؤ التدهور المعرفي .
بلح البحر لضمان الطاقة في الدماغ
الدماغ يحتاج إلى الكربوهيدرات، ولكنها تحتاج أيضا إلى الأكسجين لإنتاج الطاقة حيث أن دقائق دون مؤكسد (الأكسجين) أو بدون وقود (الجلوكوز)، يعني موت محقق للخلايا العصبية ،كما أن انخفاضا بسيطا في مواردها قد يمنع الدماغ من أداء وظيفته على الشكل الأكمل ، و يتم وصول الأكسجين إلى الدماغ بواسطة خلايا الدم الحمراء في الجسم لهذا يجب أن تحتوي هذه الخلايا على ما يكفي من الحديد الذي قد يؤدي نقصه إلى تضررالأداء الفكري الذي يتجلى في انخفاض الاهتمام، وتقلب المزاج، وفقدان الذاكرة ، و يعتبر بلح البحر من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الحديد إضافة إلى احتوائه على أحماض أوميغا 3 الدهنية،كما أنها غنية بالفيتامينات B2 و B12، و التي تلعب دورا هاما في وظيفة الدماغ والجهاز العصبي ، و من الأطعمة الأخرى الغنية بالحديد نجد: اللحوم الحمراء ، والمحار، و الخضروات والبقوليات والخبز والحبوب الكاملة والحبوب المدعمة و الدقيق والكينوا، و العسل الأسود، وبذور اليقطين،و السبانخ، و العدس.
العنب لتحسين القدرات الادراكية
مثل التوت، يحتوي العنب على العديد من المواد المضادة للاكسدة، وخاصة مركبات الفلافونويد، مثل كيرسيتين، وميريستين و هي المواد المسؤولة أساسا عن الفوائد الصحية للعنب ، حيث أن جميع هذه الجزيئات تساعد على إبطاء العمل الناتج عن استهلاك السكر في الجذور الحرة للدماغ ، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن استهلاك العنب له تأثير على المهارات الحركية ، و من الأطعمة الأخرى الغنية بمضادات الأكسدة نجد الشوكولاته الداكنة، والفواكه والخضار الملونة مثل السبانخ، و الفلفل.
أرسل تعليقك