بظلال شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن هدى ورحمة للعالمين..تنطلق /الاثنين/ المقبل المرحلة الأولى من "قوافل السلام الدولية" التي ينظمها "مجلس حكماء المسلمين" برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف معلنة "الحرب على الحرب لتكون النتيجة سلما على سلم" حسب تعبير معالي الشيخ عبدالله بن بيه رئيس "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" نائب رئيس "مجلس حكماء المسلمين".
وتقوم "قوافل السلام الدولية" بحملة ثقافية معرفية إنسانية تشمل البلدان التي تشهد بعض التجاذبات أو النزاعات والاحتراب الثقافي على كل المستويات الدينية والعرقية أو الإثنية.. وتعمل من خلالها على تخفيف الاحتقان الديني وتعزيز السلم المجتمعي في مختلف قارات أفريقيا وأسيا وأوروبا وأمريكا.
ويتركز فحوى رسالة "قوافل السلام الدولية" على تأصيل ثقافة السلم في صحيح الإسلام وتعزيز التعايش والوئام بين المسلمين وأبناء الأديان الأخرى وتشجيع الشباب المسلم على الاندماج الاجتماعي الإيجابي والحرص على قوانين الدول التي تستضيفهم ويعملون فيها مستلهمين الهدي القرآني الكريم والبيان النبوي الشريف وذلك من خلال تنظيم أنشطة دعوية علمية مكثفة في شهر رمضان تشمل عقد ندوات دينية ولقاءات فكرية ومحاضرات علمية في عدد من المؤسسات الدينية والأكاديمية بهدف تصحيح المفاهيم واستئصال الغلو والتطرف وتخفيف حدة التوتر الديني الذي يحيط بكثير من المجتمعات المسلمة في الدول الأجنبية.
وتجري جميع أنشطة "قوافل السلام الدولية" برعاية "مجلس حكماء المسلمين" وبالتنسيق مع مشيخة الأزهر الشريف.
وكان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس "مجلس حكماء المسلمين" إلتقى أعضاء "قوافل السلام الدولية" الثلاثاء الماضي ودعا الجميع إلى العمل باخلاص من أجل النجاح بمهمة تحصين الشباب المسلم في الخارج من أفكار الغلو والتطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر "ثقافة السلم" وتعميمها على المجتمعات الإنسانية باعتبار السلم يتقدم مقاصد الشريعة الإسلامية في بعدها الديني والأخلاقي أو الإنساني عموما.
وقال فضيلة الإمام الأكبر إن العلاقة بين الشرق والغرب لا بد أن تتحول إلى علاقة سلام وتعارف تقوم على الاحترام المتبادل للخصوصيات والعقائد والهويات والثقافات المختلفة ولا بد قبل كل ذلك من الشعور بالأخوة الإنسانية على مستوى العالم.. ملاحظا أن رجال الأزهر تنبهوا قديما إلى ضرورة هذه الأخوة مشيرا إلى رسالة شيخ الأزهر الشيخ المراغي التي وجهها إلى مؤتمر عالمي عقد في "لندن" في 3 يوليو من عام 1936 وخلصت إلى نتيجة واحدة هي أنه لا سبيل للبشرية في تطويق صراعاتها الدولية إلا بتحقيق زمالة عالمية بين الأمم كافة.
وتجوب "قوافل السلام الدولية" التي أطلقها "مجلس حكماء المسلمين" خلال الشهر الفضيل 14 دولة موزعة على قارات أمريكا وأوروبا وآسيا وأفريقيا تهدف جميعها إلى السعي لإطفاء الحرائق المشتعلة في البلدان التي تشهد بعض أشكال الاحتفان الديني أو الاحتراب الثقافي باسم الدين بغرض نشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش المشترك من خلال توضيح تعاليم الإسلام الصحيحة التي تحض على تحصين هذه المجتمعات وبخاصة الشباب الذين يمثلون هدفا لحركات التطرف والتضليل داخل هذه المجتمعات والوقوف على أهم التساؤلات التي تشغل فكرهم.هذا بالإضافة إلى تشجيع المسلمين على الاندماج بشكل إيجابي وفعال في المجتمعات التي يعيشون فيها والإسهام في بنائها ورقيها والوقوف على أسباب عدم الاندماج في كل مجتمع ورصد أسباب التوتر الديني والمجتمعي في هذه البلدان وما يمكن أن يقدمه "مجلس حكماء المسلمين" لحل هذه المشكلات وتخفيف حدة التوتر.
هذا فضلا عن تكليف القوافل بإعداد تقرير مفصل عن حالة المسلمين في كل دولة على حدة وبخاصة منهاالدول التي تشهد بعض التجاذبات أو التوترالديني والمجتمعي..
**********----------********** وتبدأ المرحلة الأولى من أنشطة "قوافل السلام الدولية" في 22 يونيو الجاري وتستمر خمسة أيام.. فتتوجه القافلة الأولى إلى فرنسا برئاسة الدكتور أسامة نبيل المشرف على مرصد اللغات بمشيخة الأزهر وعضوية كل من الدكتور سامي مندور المشرف على القسم الفرنسي بمرصد اللغات في المشيخة والدكتور حازم محمد عضو مرصد اللغات بمشيخة الأزهر والدكتور زياد فروح معيد بشعبة الدراسات الإسلامية في مرصد المشيخة.. في حين تتوجه القافلة الثانية إلى باكستان برئاسة الدكتور يوسف عامر أستاذ اللغة الأردية وآدابها المشرف على القسم الأردي بمرصد المشيخة وعضوية كل من الدكتورة رهام عبدالله باحثة بقسم اللغة الآردية وآدابها والدكتورة أسماء شعبان محمد عضو المرصد بمشيخة الأزهر..
أما المرحلة الثانية من "قوافل السلام الدولية" فتبدأ من 25 وحتى 29 يونيو الجاري. وتتوجه الأولى إلى إيطاليا برئاسة الدكتور صلاح رمضان أستاذ في قسم اللغة الإيطالية بجامعة الأزهر وعضوية كل من الدكتور عبد الوهاب ابراهيم عبد الجواد معيد في قسم اللغة الإيطالية والدكتور الرفاعي الشحات عبد ربه معيد في قسم اللغة الإيطالية.. في حين تتوجه القافلة الثانية إلى أفريقيا الوسطى برئاسة الدكتور محمد جميعه مدير عام الشؤون الفنية بمكتب فضيلة الإمام الأكبر وعضوية كل من الدكتور عبده محمد توفيق عضو مرصد اللغات بمشيخة الأزهر والدكتور مبارك حسين يوسف معيد بشعبة الدراسات الإسلامية باللغة الفرنسية في مرصد اللغات بمشيخة الأزهر.. بينما تتوجه القافلة الثالثة إلى الصين برئاسة الأستاذ حسين لي ماجستير فلسفة إسلامية وعضوية كل من الدكتور ربيع جمعة الفقير مدرس لغويات بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر والباحث الإسلامي محيي الدين عطية عبد الموجود.
وتبدأ المرحلة الثالثة من "قوافل السلام الدولية" خلال الفترة من 1 وحتى 6 يوليو المقبل. وتتوجه الأولى إلى ألمانيا برئاسة الدكتور محمد عبد الفضيل عبد الرحيم المشرف على القسم الألماني بمرصد اللغات في الأزهر وعضوية كل من الأستاذ رجب السيد علي عضو المرصد بالمشيخة والدكتور محمد عبده العوضى معيد بشعبة الدراسات الإسلامية باللغة الألمانية. بينما تتوجه الثانية إلى اسبانيا برئاسة الدكتور أحمد كمال عضو مرصد اللغات بمشيخة الأزهر وعضوية كل من الدكتور تامر عادل عويس معيد بقسم اللغات في الأزهر والدكتور مصطفى البدري محمد معيد بقسم اللغة الأسبانية في الأزهر. أما القافلة الثالثة فتتوجه إلى جنوب أفريقيا برئاسة الدكتور محمد فوزي أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية وعضوية كل من الأستاذ محمد الأمين عطا الأمين /مكتب المستشار القانوني/ والدكتور عبدالله عابدين معيد بشعبة الدراسات الإسلامية باللغة الانجليزية في الأزهر. في حين تتوجه الرابعة إلى إنجلترا برئاسة الدكتور إبراهيم الجزار عضور مرصد اللغات بمشيخة الأزهر وعضوية كل من الدكتور محمد جمال مجدي والدكتور سيد زكريا معيدان بشعبة الدراسات الإسلامية باللغة الانجليزية في جامعة الأزهر. بينما تتوجه القافلة الخامسة إلى إندونيسيا برئاسة الدكتور سعيد عطيه أستاذ الدراسات العبرية والعهد القديم في الأزهر والدكتور حسني متولي دكتوراة في التاريخ الإيراني الحديث عضو مرصد اللغات بمشيخة الأزهر والدكتور أحمد خليفة شرقاوي دكتوراة في الفقه المقارن /كلية الشريعة والقانون طنطا"..
وتبدأ المرحلة الرابعة من "قوافل السلام الدولية" خلال الفترة من 9 وحتى 15 يوليو المقبل. وتتوجه الأولى إلى الولايات المتحدة برئاسة الدكتور كمال بريقع عضو مركز الحوار بالأزهر وعضوية كل من الدكتور غريب أبو زيد /الولايات المتحدة/ دكتوراة عن صورة الإسلام في الغرب بشعبة الدراسات الإسلامية بالإنجليزية وعضوي مرصد اللغات بمشيخة الأزهر الدكتور أحمد محمد أحمد حمزة والدكتور محمد نجاح أحمد فرج. بينما تتوجه القافلة الثانية إلى كازاخستان برئاسة الدكتور فاروق طنطاوي أستاذ بشعبة الدراسات الإسلامية باللغة الفرنسية في الأزهر / على أن يتم الإتصال لاحقا برئيس جامعة الفارابي الإسلامية في كازاخستان لتحديد أعضاء القافلة/ . في حين تتوجه القافلة الرابعة الثالثة إلى نيجيريا برئاسة الدكتور سعيد فارس معيد بشعبة الدراسات الإسلامية بالانجليزية في الأزهر وعضوية كل من الدكتور وائل طه سنوسي عضو مرصد اللغات بمشيخة الأزهر والدكتور حسن السيد خليل باحث في العلوم الشرعية بمشيخة الأزهر. أما القافلة الأخيرة فتتوجه إلى تشاد برئاسة الدكتور وليد علي محمد علي أستاذ بكلية الشريعة والقانون في الأزهر وعضوية كل من الدكتور إبراهيم سيد عبد العاطي معيد بشعبة الدراسات الإسلامية باللغة الفرنسية في الأزهر والدكتور محمد أشرف عبده عضو مرصد اللغات بمشيخة الأزهر.
وكان "مجلس حكماء المسلمين" قد أعد دورة تدريبية استبقت انطلاقة "قوافل السلام الدولية" بغرض توضيح مهمات الأعضاء والدور المنوط بهم.. وأستمرت الدورة من 10 إلى 20 يونيو الجاري.. وتوزعت موضوعاتها على ثلاثة محاور هي التالية: المحور الأول .. محاضرات عامة عن ماهية "مجلس حكماء المسلمين" حيث تم عرض منطلقات المجلس وأهدافه ونشاطاته مع التأكيد على دور القوافل باعتبارها انشطة دعوية تتركز على تعزيز "ثقافة السلم" وهي غير معنية بالأمور الأخرى منها على سبيل المثال إصدار الفتاوى..
**********----------********** المحور الثاني ..سلسلة محاضرات عن المفاهيم الإسلامية التي تهدف القوافل إلى إبرازها ونشرها وتوضيحها للشباب المسلم في الدول المستهدفة منها محاضرة عن مفهوم السلم وأخرى عن نبذ العنف والإرهاب وثالثة عن قبول الأخر ورابعة عن المواطنة واحترام قوانين الدول غير المسلمة وخامسة عن فقه الأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية وسادسة عن فقه الأقليات غير المسلمة في الدول الإسلامية .
المحور الثالث .. تنظيم ورش عمل يقودها رؤساء القوافل يطرح كل واحد طريقته أو مشروعه لنشر فقه السلم في الدولة المستهدفة وكذلك ورقة عمل يوزعها رئيس القافلة على الأعضاء تشمل الخطة الشكلية والمفاهيم الإسلامية وآلية نشرها وطرحها بالخارج ومن ثم جرى تقسيم المجموعات على ثلاث ورش عمل رئيسية موزعة حسب المناطق التي تستهدفها القوافل وهي كالتالي ..ورشة عمل للقوافل المتجهة إلى أوروبا وأمريكا وثانية للقوافل المتجهة إلى الدول الأسيوية وثالثة للقوافل المتجهة إلى الدول الأفريقية.
وكذلك حرص "مجلس حكماء المسلمين" على تجهيز القوافل بعدد من إصدارات الأزهر الشريف ووثائق "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" الذي عقد ملتقاه الأول والثاني برئاسة معالي الشيخ عبدالله بن بية في أبوظبي برعاية كريمة من دولة الإمارات العربية المتحدة عامي 2014 و 2015 على أن تكون الأولوية لكتاب "تصحيح المفاهيم" كإصدار مختصر لمؤتمر الأزهر عن الإرهاب وكذلك "الكتاب التوثيقي الصادر عن الملتقى الأول لـ "مندى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" يضاف إليهما كتاب عضو مجلس الحكماء الدكتور محمود زقزوق "الإسلام في مواجهة حملات التشكيك".. وأخيرا كتيب الأزهر التعليمي عن "الثقافة الدينية" الذي يستخدم كمادة تعليمية في المرحلة الإعداية والثانوية..
وفي الختام جرى التشديد على جميع الأعضاء بأن الهدف من إرسال هذه القوافل ليس النشاط العلمي ولكنها قوافل لنشر السلم بلغة بسيطة مفهومة جاذبة للشباب المسلم ويجب إيصال هذه الرسالة لجميع الدول الواردة في الخطة.
أرسل تعليقك