يسعى القومي المتشدد فويسلاف شيشل الذي افرجت عنه موقتا محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة، احياء الحركة القومية الصربية الذي يعد اهم ورقة رابحة فيها رغم تدهور وضعه الصحي، لكنه يصطدم بحلفائه السابقين الذين اصبحوا مؤيدين للتقارب مع اوروبا ويقودون صربيا.
وينوي شيشل الذي عرف بعنفه الكلامي الذي لا مثيل له، تنظيم تجمع كبير مع حزبه في وسط بلغراد لادانة نظام ثلاثة من شركائه السابقين توميسلاف نيكوليتش والكسندر فويسيتش، اي رئيس صربيا ورئيس حكومتها.
ويشكل هذا التجمع اختبارا لمدى التأثير على الرأي العام الصربي لشيشل الذي وصفه الزعيم الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش في 1993 بانه "تجسيد للعنف والبدائية".
وميلوشيفيتش توفي في 2006 في لاهاي حيث كان يحاكم بتهمة ارتكاب جرائم حرب، قبل ان يصدر اي حكم عليه.
وتشكل عودة شيشل الى بلغراد لحظة حرجة للرئيس ورئيس الحكومة اللذين انسحبا من حزبه الحزب الراديكالي الصربي في 2008 عندما كان في لاهاي منذ خمس سنوات، من اجل تأسيس حزب توجهاته موالية لاوروبا.
ومنذ ان توجه الى محكمة لاهاي في 2003 بسبب اتهامات بارتكاب جرائم حرب خلال النزاعات التي شهدتها يوغوسلافيا السابقة في التسعينات، شهدت كل الاحزاب القومية بما فيها حزبه تراجعا سريعا ولم يعد لها اي ممثل في البرلمان.
والخميس غداة الافراج عنه، اعلن شيشل (60 عاما) عن طموحاته متحديا القضاء الدولي وسلطات بلده.
وقال للصحافيين وقد بدا بصحة جيدة بعدما افرج عنه لاسباب صحية "نبدأ تعبئة كبرى لمواطنينا الصرب ضد النظام الحالي الموالي للغرب لنعارض اي محاولة لضم صربيا الى الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي".
وبدأت صربيا في كانون الثاني/يناير مفاوضات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي بعدما قدمت عدة تنازلات وخصوصا في تطبيع العلاقات مع كوسوفو الاقليم الصربي السابق الذي اعلن استقلاله في 2008 وترفض بلغراد الاعتراف به.
الا ان المحللين يشككون في قدرة شيشل على تعبئة الرأي العام في التيار القومي.
وقال المحلل ساسا بوبوف ان "الخطاب القومي اصبح من الماضي. كثير من الامور لا يدركها (شيشل) جرت في غيابه".
من جانبه قال المحلل السياسي ديوردي فوكادينوفيتس ان عودة شيشل سيكون لها بالتأكيد تأثير ايجابي على شعبية حزبه لكن هذا لن يكون كافيا لاطاحة السلطة القائمة حاليا.
واضاف ان "اسقاط السلطة يبدو هدفا طموحا جدا لا سيما انه لا يغير الخطاب الذي كان يتبناه في التسعينات".
اما المحلل فلاديمير غواتي فيرى ان اجراءات التقشف الاخيرة التي اقرتها الحكومة من اجل تحسين الاقتصاد، يمكن ان تخدم شعبوية شيشل.
وقال ان "الشعبوية التي يتمسك بها يمكن ان تثمر وتعزز شعبيته لكنني لا اعتقد انه قادر الى اعادة البلاد الى الماضي".
ويبقى الوضع الصحي لشيشل عاملا حاسما في تحديد مستقبل نشاطه السياسي.
وقد اكد بعد عملية جراحية بسبب سرطان في القولون في كانون الاول/ديسمبر الماضي ان وضعه الصحي لن يمنعه من مواصلة مهمته السياسية.
وقال "لم اخف شيئا ابدا هل تعتقدون ان كتلتين سرطانيتين دفعتا محكمة الجزاء الدولية الى اطلاق سراحي؟ ببساطة، لم يعرفوا ماذا يفعلون بي".
واضاف ان "اطبائي قالوا انه يمكن (...) استئصال الورمين واستطيع مواصلة نشاطي السياسي".
أرسل تعليقك