لندن - صوت الامارات
خرج زعيم المعارضة في بريطانيا جيريمي كوربين الخميس عن صمته ودعا مواطنيه الى التصويت لصالح البقاء في الاتحاد الاوروبي، معتبرا ان الحمائية التي يؤمنها بددت شكوكه عموما حيال التكتل.ووجه كوربين اقوى نداء له حتى الان لصالح الاستمرار ضمن اوروبا ما يصب في مصلحة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، قبل اقل من شهرين على الاستفتاء المقرر حول بقاء او خروج بريطانيا من الاتحاد.
وقال زعيم حزب العمال الذي صوت ضد العضوية في الاتحاد الاوروبي في استفتاء عام 1975، انه الان من المؤيدين للحماية التي يمنحها الاتحاد للعمال والمستهلكين والبيئة.وفي اول خطاب رئيسي له حول مسألة بقاء بريطانيا في التكتل قبل الاستفتاء المرتقب في 23 حزيران/يونيو المقبل، قال "إن تصويتا للبقاء هو في مصلحة شعب هذه البلاد".
واضاف هذا الزعيم الاشتراكي البالغ من العمر 66 عاما انه اجرى "محادثات مطولة" مع قادة اوروبيين حول مساهمات الاتحاد الاوروبي في العدالة الاجتماعية والبيئة والتغير المناخي والتجارة.غير انه أقر بأنه لا يزال "من أشد المنتقدين" ل "اخفاقات" الاتحاد الاوروبي، الذي انتقد في السابق تعزيزه للسوق الحر.
واوضح "الموقف الذي ادعمه الان هو البقاء والاصلاح".وقال "اوروبا بحاجة لتغيير لكن هذا التغيير لا يمكن ان يأتي الا بالعمل مع حلفائنا في الاتحاد الاوروبي لتحقيقه".وكان كوربين قد اعلن في وقت سابق ان حزب العمال سيؤيد البقاء في الاتحاد الاوروبي، لكن حملته واجهت انتقادات وصفتها بالفتور في احسن الاحوال، مما عكس نفوره القديم من المشروع الاوروبي.
- سمعة كاميرون على المحك -
ورئيس الوزراء البريطاني الذي يواجه معارضة داخل حزبه المحافظ، مدرك انه بحاجة لاصوات اليسار لكي يكسب رهانه فيما تشير استطلاعات الرأي الى ان النتيجة متقاربة بين المؤيدين والرافضين.وبعدما لزم الصمت لفترة طويلة، بدأ موقفه يثير قلقا لدى بعض مؤيدي البقاء في الاتحاد الاوروبي.
وقال كوربين انه غير رأيه بشأن الاتحاد الاوروبي لان "حزب العمال والنقابات توصلوا الى الرأي بأنهم يريدون القيام بحملة من اجل اوروبا عادلة".وقد حذر المصرف المركزي البريطاني مجددا الخميس من التداعيات المحتملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.
وقال ان الاقتصاد قد يواجه "فترة مطولة من الارتياب" مشيرا في الوقت نفسه الى ان الترقب المحيط بنتائج الاستفتاء بدأ يؤثر على النشاط الاقتصادي.وقد يكون خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي كارثيا لسمعة كاميرون، غير ان رئيس الوزراء تعرض لمأزق في مسألة تهرب ضريبي، مما ادى الى تراجع التأييد له في استطللاعات الرأي.
واظهر استطلاع اجرته يوغوف ونشر في صحيفة "تايمز" الخميس أن الناخبين يثقون بكوربين الذي يتمتع بشعبية لدى الشباب، اكثر من ثقتهم بكاميرون في مسألة الاتحاد الاوروبي. واظهر الاستطلاع نفسه ان كلا من معسكري "البقاء" والخروج" متساويان مع 39 بالمئة من الاصوات، فيما 22 بالمئة لم يحسموا امرهم بعد.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم كاميرون ان خطاب كوربين يكشف عن وجود "عدد من الاشخاص من مختلف الخلفيات -- السياسة او قطاع الاعمال، من مختلف نواحي الحياة --" يؤكدون انه من مصلحة بريطانيا البقاء في الاتحاد الاوروبي.واضافت "رئيس الحكومة يعتقد انه من المهم ان يسمع الناس تلك النقاشات، لاننا سنكون اكثر قوة وامنا وافضل حالا اذا ما بقيت بريطانيا في الاتحاد الاوروبي".
أرسل تعليقك