دعا اتحاد دول أمريكا الجنوبية “أوناسور” الولايات المتحدة إلى وقف تدخلها في شؤون فنزويلا الداخلية.
وقال الأمين العام للاتحاد آرنيستو سامبر في تصريحات له إن “السبيل الوحيد للولايات المتحدة إذا كانت ترغب في الإبقاء على روابط متوازنة مع دول أمريكا اللاتينية هو الحفاظ على علاقات متعددة الأطراف” مؤكدا أن الإجراءات الأحادية الجانب تعرقل إقامة “علاقات مستقرة” بين واشنطن ودول المنطقة.
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أعلن في شباط الماضي عن إحباط محاولة انقلاب في بلاده بدعم من الولايات المتحدة فيما ادعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن “فنزويلا تشكل تهديدا استثنائيا للأمن القومي للولايات المتحدة” في محاولة منه لتبرير مرسوم وقعه في ذات الوقت يفرض عقوبات جديدة على عدد من المسؤولين الفنزويليين الحاليين والسابقين بدعوى انتهاك حقوق الإنسان.
وحذر سامبر من أن العلاقات القائمة بين كلا الطرفين ستكون “غامضة ومتضاربة” إذا أصرت الإدارة الأمريكية على محاولات فرض وجهات نظرها على البلدان الأمريكية اللاتينية الأخرى مشددا على أن قمة الأمريكيتين المقرر إقامتها في بنما يومي العاشر والحادي عشر من نيسان المقبل ينبغي أن تتطرق إلى مثل هذه القضايا.
وتأتي تصريحات سامبر بعد أن طالب البيت الأبيض مؤخرا الكونغرس الأمريكي بمبالغ إضافية لتعزيز ما سماها “الديمقراطية في أمريكا اللاتينية” حسب زعمه ما يعني وفق المراقبين مزيدا من التدخلات الأمريكية في شؤون دول المنطقة.
وفي سياق متصل رفضت البلدان الأعضاء في تجمع دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي “سيلاك” بالإجماع الإجراءات القسرية الأحادية الجانب والمخالفة للقانون الدولي التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد فنزويلا.
وأكد بيان باسم الرئاسة الدورية للتكتل تلاه وزير العلاقات الخارجية الإكوادوري ريكاردو باتينو أن الدول الأعضاء ترفض الأمر التنفيذي الذي أصدره أوباما والذي “يعتبر أن الأمة البوليفارية تمثل تهديدا للولايات المتحدة”.
وأوضح البيان أن دول التكتل تؤكد التزامها بالاحترام الكامل للقانون الدولي والتسوية السلمية للنزاعات ومبدأ عدم التدخل فضلا عن مبادئ إعلان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي باعتبارها منطقة سلام والتي تم الاتفاق عليها في العاصمة الكوبية هافانا في كانون الثاني من العام الماضي.
من جهة ثانية اختتمت في هافانا أمس الجولة الرابعة والثلاثون من محادثات السلام الجارية بين ممثلي حكومة الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس ومنظمة “القوات المسلحة الثورية الكولومبية”.
وأوضح كبير مفاوضي المنظمة إيفان ماركيز في بيان صادر عنه في العاصمة الكوبية أن المرحلة الحالية من المفاوضات انتهت مع تأكيد الطرفين على بذل جهودهما في سبيل إنهاء الحرب الأهلية وتحقيق سلام دائم في كولومبيا.
ودعا ممثل المنظمة الشباب والنساء والفلاحين والمجتمعات المحلية إلى القيام بتحرك على المستوى الاجتماعي مطالبا الرئيس سانتوس بإزالة جميع العقبات القانونية وتمهيد الطريق إلى السلام.
وتجري القوات المسلحة الثورية الكولومبية وحكومة الرئيس سانتوس منذ تشرين الثاني من عام 2012 في العاصمة الكوبية هافانا محادثات لإحلال السلام وإنهاء الصراع المسلح الذي تعاني منه كولومبيا منذ أكثر من نصف قرن والذي أدى حتى الآن إلى مقتل 600 ألف شخص وتشريد أكثر من خمسة ملايين آخرين.
أرسل تعليقك