قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن أمريكا ومصر تعودان إلى قاعدة أقوى للعلاقات رغم التوتر والمخاوف بشأن حقوق الانسان، وذلك في ختام اول حوار استراتيجي بين البلدين منذ 2009، وحول الاتفاق النووي مع ايران قال كيري ان دور ايران بوصفها الدولة الراعية للإرهاب رقم واحد في العالم جعل الاتفاق أكثر أهمية.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحفي مشترك مع كيري في القاهرة انه لا توجد خلافات كبيرة بين بلاده والولايات المتحدة، لكن هذا لا ينفي وجود تباين في وجهات النظر حول عدد من الموضوعات، وهذا طبيعي.
وأضاف شكري: إننا اتفقنا مع الجانب الأمريكي على عقد الحوار الاستراتيجي كل عامين، لافتا إلى أن التباين في وجهات النظر أمر طبيعي في العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن هناك توافقا في الرؤى مع الولايات المتحدة في مجمل القضايا الإقليمية والدولية.
من جانبه قال كيري مصر تظل بلدا محوريا.. للعلاقات والاستقرار في المنطقة برمتها.
وأضاف في المؤتمر الصحفي مع شكري هناك بالتأكيد ظروف كانت لدينا فيها أسباب لقلق عميق، ولقد عبرنا عن ذلك بشكل علني. وتابع لكن لدينا قضايا متعددة نحتاج إلى مواصلة العمل فيها.
ورأى كيري أن هدف الإرهاب في مصر هو خلق الفوضى، مشيرا إلى أن واشنطن لا تريد تبريرا للإرهاب وأنه يقدر بشدة ما قامت به مصر لمناهضة العنف والإرهاب وما قامت به في مجال التنمية الاقتصادية.
وفترت العلاقات الامريكية المصرية بعد أن عزل الجيش الرئيس محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين اثر احتجاجات حاشدة على حكمه في 2013.
لكن القاهرة لا تزال حليف واشنطن المقرب على الصعيد الامني في الشرق الاوسط، ويزداد دورها قيمة بينما المنطقة غارقة في أزمات بسوريا والعراق واليمن وليبيا.
وقال كيري لقد ضاعفنا بشكل كبير التعاون العسكري، يعكسه تسليم طائرات اف-16 ومعدات وأمور اخرى ضرورية لمكافحة الارهاب.
وقال شكري، في بداية المؤتمر، إنه تناول مع نظيره الأمريكي تقنين أوضاع منظمات المجتمع المدني وتعزيز حقوق الإنسان، لافتا إلى إجراء حوار للتعاون الأمني والاقتصادي وقضايا حقوق الإنسان.
وشدد شكري على أن النظام القضائي المصري قادر بذاته على القيام بدوره بشكل صحيح، وكان هناك سوء فهم من جانب واشنطن لتنفيذ الأحكام القضائية والقانون المصري.
وقال: لا يوجد صحفيون خلف القضبان بشأن اتهامات تتعلق بأعمالهم الصحفية، مؤكدا أن لكل دولة الحق في تقنين أوضاع التظاهر، ومصر لا تتعامل مع المشروطيات الخارجية بل تعمل لصالح المواطنين.
وأقر كيري: وقع توتر هنا وهناك بخصوص عدد من المسائل. الولايات المتحدة اعربت عن قلقها حيال بعض التحديات في مجال حماية حقوق الانسان.
وأرجأت محكمة مصرية، أمس مجددا، الى اغسطس النطق بالحكم على ثلاثة صحفيين في قناة الجزيرة القطرية، سبق ان حكم عليهم بعقوبات سجن تصل إلى عشر سنوات، في قضية أثارت ضجة حول العالم وإدانة واشنطن.
واتُهم الكندي محمد فهمي والمصري باهر محمد والاسترالي بيتر غريست بنشر معلومات كاذبة لدعم حركة الاخوان المسلمين المحظورة.
وخلال لقائه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اكد كيري اهمية حرية الاعلام، وفق ما نقل دبلوماسي امريكي.
وبحسب الدبلوماسي فإن كيري اكد مجددا التزام الولايات المتحدة بمساعدة الشعب المصري في جهوده لمكافحة الارهاب ووقف تمدد تنظيم الدولة الاسلامية في المنطقة وفي مصر.
واستغل كيري زيارته للقاهرة أيضا في استقطاب الدعم للاتفاق الذي أبرم الشهر الماضي بين القوى العالمية وإيران وقابله حلفاء واشنطن العرب بشيء من التشكك.
وأضاف لا شك في أن خطة فيينا في حال تنفيذها ستجعل مصر وجميع دول هذه المنطقة أكثر أمنا عما سيكون الحال عليه في غياب الاتفاق.
واتهم كيري إيران بأنها راعية للإرهاب، وارتأينا نزع سلاحها النووي، والاتفاقية النووية مع إيران هدفها نزع الأسلحة النووية ومنع انتشارها وحفظ الأمن والسلام بالمنطقة.
وقال ان دور ايران بوصفها الدولة الراعية للارهاب رقم واحد في العالم جعل الاتفاق النووي أكثر أهمية. وتابع قائلا اذا كانت ايران تزعزع الاستقرار فإن من الافضل بكثير أن تكون ايران بلا سلاح نووي من أن يكون لديها سلاح نووي. وشدد كيري امام الصحفيين على ضرورة ان تجد مصر توازنا بين مكافحة الارهاب في مواجهتها لتمرد ارهابي غير مسبوق واحترام حقوق الانسان.
أرسل تعليقك