يتوجه الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء من قلب هافانا الى ملايين الكوبيين ليتحدث عن مستقبل العلاقات بين البلدين التي بقيت مجمدة نصف قرن.
وسينقل التلفزيون الكوبي مباشرة الخطاب الذين ينتظر بترقب شديد في الجزيرة الشيوعية.
وكان اوباما فاجا الكوبيين حين اطل عليهم عبر التلفزيون من البيت الابيض في 17 كانون الاول/ديسمبر 2014 ليعلن تقاربا مع نظام هافانا.
وقال بن رودس المستشار المقرب من اوباما والذي قاد المفاوضات السرية التي ادت الى التقارب "انها فرصة فريدة خلال هذه الزيارة للتحدث مباشرة الى جميع الكوبيين".
وقبل عشرة اشهر من مغادرته البيت الابيض، يعتزم اوباما اغتنام هذه الكلمة التي يلقيها من مسرح اليثيا الونسو الذي يتسع لـ1300 شخص، ليعرض رؤيته للعلاقات الاميركية الكوبية التي يفترض ان تستمر بعد ولايته وكذلك بعد ولاية راوول كاسترو التي تنتهي مبدئيا في 2018.
وكتب على فيسبوك "جئت الى هافانا لطرح اخر بقايا الحرب الباردة في هذه المنطقة خلفنا وفتح عهد جديد يساهم في تحسين حياة الكوبيين اليومية".
وبعد هذه الكلمة، يلتقي اوباما مجموعة من المنشقين والمعارضين الكوبيين في سفارة الولايات المتحدة.
ويقر البيت الابيض صراحة بانه لم يتم احراز الكثير من التقدم بالنسبة للحريات الفردية في كوبا منذ نهاية 2014، لكنه يؤكد خوض الكثير من المحادثات "الصريحة والمباشرة" بهذا الصدد.
وعقد مؤتمر صحافي مشترك الاثنين تخللته لحظات مدهشة حين ثار غضب راوول كاسترو على صحافي اميركي سأله عن مسالة المعتقلين السياسيين.
وقال الزعيم الكوبي متحديا "اعطوني اللائحة فورا حتى افرج عنهم. اعطوني الاسم او الاسماء. ان كان هناك (معتقلون سياسيون)، فسوف يطلق سراحهم قبل حلول الليل!".
- البيسبول ثم الرولينغ ستونز -
هل يملك البيت الابيض مثل هذه اللائحة؟ وهل هو مستعد لتسلميها الى السلطات الكوبية؟
اوضح بن رودس ان هذه المسالة تطرح بانتظام خلال اللقاءات بين البلدين وقال "المشكلة ليست انهم ليسوا على علم بهذه الحالات، بل انهم لا يعتبرونهم بمثابة معتقلين سياسيين".
ومجرد عقد المؤتمر الصحافي المشتركة في قصر الثورة في هافانا هو بالنسبة للادارة الاميركية دليل على ان العلاقات الثنائية دخلت "عهدا جديدا" وانه من المستبعد الرجوع الى الوراء.
ويعتزم اوباما التوجه من المنبر اليوم الى الكوبيين في المنفى البالغ عددهم حوالى مليوني شخص، ونصفهم مقيم في ميامي بولاية فلوريدا.
وتشير جميع استطلاعات الراي الى ان هذا الشتات مؤيد للتقارب بين البلدين.
وهذا التغيير في التوجه ناجم عن تبدل المعطيات الديموغرافية بين مجموعة الكوبيين المقيمين في المنفى، حيث ان الجيل الجديد من الاميركيين الكوبيين، سواء ولدوا في الولايات المتحدة او انتقلوا اليها في طفولتهم، لا يشاطر الجيل السابق عداءه المطلق للزعيم الكوبي فيدل كاسترو الذي ساد بين الستينيات والثمانينيات.
وحرصا منع على تمييز نفسه عن تدخلات واشنطن الماضية في الشؤون الكوبية والابتعاد عما يعتبر "غطرسة" اميركية، ردد اوباما الاثنين ان مستقبل الجزيرة "لن تقرره الولايات المتحدة ولا اي دولة اخرى".
وقال "ان كوبا متمسكة بسيادتها وتفتخر بها، وهي محقة بذلك" مؤكدا ان "مستقبل كوبا يحدده الكوبيون وليس سواهم".
وقبل ان يغادر الى الارجنتين، سيحضر الرئيس الاميركي مباراة بيسبول بين فريق تمبا باي رايز من فلوريدا والفريق الوطني الكوبي، في ملعب ضخم يتسع لـ55 الف مشاهد، تم تجديده لهذه المناسبة.
وقال مدرب تامبا باي كافين كاش ، الكوبي الوحيد في الفريق الاميركي الذي فر سرا من الجزيرة قبل عامين لتحقيق حلمه في الولايات المتحدة، "انه شرف لي ان العب امام الرئيسين".
وما ان تقلع الطائرة الرئاسية من هافانا، حتى يتلقى الكوبيون زيارة ثانية تنتظر بترقب مماثل، هي زيارة فرقة الروك "رولينغ ستونز" التي تقدم حفلا موسيقيا ضخما مجانيا، في سابقة لهذه الفرقة البريطانية التي تعتبر من الاشهر في العالم.
أرسل تعليقك