تزايد هجرة مناطق وسط المدينة في أوروبا على وقع أفواج السياح
آخر تحديث 22:38:02 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تزايد هجرة مناطق وسط المدينة في أوروبا على وقع أفواج السياح

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - تزايد هجرة مناطق وسط المدينة في أوروبا على وقع أفواج السياح

السكان يهجرون مناطق وسط المدينة في أوروبا
برشلونة _ صوت الإمارات

يشق مانويل موريلو طريقه في أزقة الحي القوطي، في برشلونة متكئًا على عصاه، مستعرضًا في ذاكرته صورًا من الطفولة بينها ألعاب الصغر واحتفالات الجيران والمقاهي التقليدية، لكن كل شيء اختفى من المكان، حاليًا، يهيم السياح في متاهات الطرق سائرين على خطى مرشدين مزودين بخرائط للمدينة، كما أن الإيجارات الموسمية تشهد ازدهارًا كبيرًا، والسكان يوضبون أمتعتهم للانتقال إلى الضواحي.

ووصل مانويل سنة 1962، من غاليثيا (شمال) واضطر لترك برشلونة في تشرين الثاني/نوفمبر، الشقة التي كان يستأجرها منذ 25 سنة بيعت لمستثمر، وكان يدفع 500 يورو شهريا قبل ذلك ولم يجد أي شقة للايجار بأسعار مقبولة، ويقول "كانوا يطلبون مني ألف يورو أو 1200 أو 1500".

ويوضح هذا الرجل ذو الشاربين والبالغ من العمر 76 عامًا "هنا كانت قريتي وفيها كل شيء بالنسبة لي أصدقائي، والمتاجر التي اتبضع منها، تزوجت هنا وأبنائي ولدوا هنا، وكنت أظن أني سأموت هنا، أشعر بأني مهجر"، ويسجل عدد سكان هذا الحي تراجعا مطردا: ففي سنة 2015 لم يكن هناك سوى 15 ألفًا و624 نسمة في مقابل 27 ألفًا و470 في 2006، وبات 63 % من السكان "هائمين"، أي اشخاص يستأجرون بطريقة موقتة جدًا، وفي الانتظار، ارتفع سعر المتر المربع في هذا الحي من 14,4 إلى 19 يورو.

ويحمل سكان الحي القوطي في برشلونة، على غرار نظرائهم في وسط مدريد وباريس ولندن وأمستردام أو في لشبونة القديمة، المسؤولية عن هذا الوضع للمضاربين العقاريين والسياحة المدفوعة بمنصات التأجير الموسمي، وتسعى مدريد وبرشلونة لتنظيم مؤتمر دولي كبير حول هذا الموضوع خلال الخريف، وفي باريس، نظم سكان في الدائرة الرابعة في آذار/مارس، مع البلدية منتدى في شأن "التصحر غير المرئي" لوسط المدن بدفع من عمليات التأجير الموسمية هذه.

وتحدثت بلدية باريس في مطلع العام عن فقدان 20 ألف مسكن، في خمس سنوات بسبب خصوصًا الطفرة في تأجير المساكن للسياح، ويشير مساعد رئيسة البلدية المكلف شؤون السكن يان بروسا، إلى أن هذه الظاهرة تساهم في الواقع في "زيادة الأسعار" وفي "تراجع عدد السكان"، وفي امستردام، خلص مصرف "آي ان جي" إلى أن عمليات التأجير الموسمية تدر على أصحاب العقارات المؤجرة، مداخيل اضافية قدرها 350 يورو شهريًا، ما يرفع الأسعار، على ما يؤكد معد الدراسة سينه يانسن .
وللحد من الخسائر، تحاول باريس ولندن وأمستردام فرض إطار قانوني للمدة الزمنية للتأجير والعمل بنظام تسجيل يسمح بمراقبة هذه الأنشطة. وفي برلين، لم يعد يُسمح منذ 2016 سوى بتأجير غرفة واحدة من المسكن فيما يُسمح بتأجير الموقع بالكامل فقط في حال كان مسكنًا موقتًا.

أما برشلونة التي تقودها الناشطة السابقة في مجال حقوق السكن أدا كولاو فقد اختارت الطريق الأكثر تشددًا، وفرضت سنة 2016 غرامة قدرها 600 ألف يورو على منصتي "اير بي ان بي" و"هوم اواي" متهمة إياهما بتأجير مساكن من دون الاستحصال على الترخيص السياحي المطلوب من السلطات المحلية.
وتعتبر "إير بي إن بي" في إسبانيا أن مشكلات السكن موجودة منذ ما قبل دخولها في هذا المضمار، لكن المعطيات الموثوقة بشأن تأثير عمليات التأجير الموسمية على أسعار العقارات تبقى نادرة، وتقول ديان كويل استاذة الاقتصاد في جامعة مانشستر ومعدة تقرير في هذا الموضوع إن التقديرات في شأن النقص الأساسي في المساكن غالبًا ما تكون مخففة.

وتبدو مدينة غاودي متضررة بشكل خاص جراء ارتفاع الأسعار، إذ أنها تراكم الإقبال السياحي الكبير بمعدل 30 مليون زائر سنويًا، والربحية المرتفعة التي تجذب المضاربين العقاريين بحسب أخصائيين في القطاع، ويشير سيرخي ليفا من وكالة "ام كاي بريميوم" العقارية إلى أن نصف زبائنه هم من الأجانب الباحثين عن مسكن ثانوي أو عن استثمار في مجال الايجارات الموسمية.
أما بالنسبة للذين يبقون في هذه الأحياء "المهددة"، فالحياة معقدة: فالشوارع تعج بالرواد ويسودها الضجيج، كما أن المتاجر التقليدية آخذة في الزوال، من هنا، تشهد مناطق متفرقة في أوروبا تعبئة لهؤلاء بينها تظاهرة في حي لافابييس، في مدريد في نيسان/أبريل مع حقائب بعجلات، ويؤدي النقص في الجيران إلى اضمحلال الشعور بالانتماء إلى الجماعة، كما أن النطاق العام لم يعد موضع احترام والسلطة السياسية تفقد نفوذها على المستوى المحلي، بحسب سوكورو بيريس استاذة الجغرافيا البشرية في برشلونة.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تزايد هجرة مناطق وسط المدينة في أوروبا على وقع أفواج السياح تزايد هجرة مناطق وسط المدينة في أوروبا على وقع أفواج السياح



GMT 10:24 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها
 صوت الإمارات - طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 02:29 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

أطفال غزة يبدأون أخذ تلاقيح شلل الأطفال

GMT 06:33 2024 السبت ,06 تموز / يوليو

سوناك يقر بالهزيمة في انتخابات بريطانيا

GMT 10:44 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

جيني إسبر تُعلق على عدم تواصلها مع نسرين طافش

GMT 16:04 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

غريفيث يُحذِّر من عواقب تفشي "كورونا" في اليمن

GMT 15:38 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مميزات سيارات "مازدا 3"

GMT 16:21 2013 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اجتماع حول مشكلة الوحدات السكنية في مدينة الابيار الليبية

GMT 14:14 2013 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"مستورة" رواية فلاحة مصرية عن دار "دوّن"

GMT 01:15 2016 الثلاثاء ,08 آذار/ مارس

أروع النشاطات الممتعة في أبو ظبي

GMT 13:29 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

الحقائب البراقة" عنوان أناقتك في موسم الأعياد"

GMT 14:13 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

الشيخ طحنون بن محمد يعزّي في وفاة حمد الظاهري

GMT 12:49 2013 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بركات "ملك الحركات" قريبًا فى برنامج إذاعيٍّ على تردُّد "9090"

GMT 01:26 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

البنك الدولي يعلن عن خطة عمل مناخية لأفريقيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates