لندن – صوت الإمارات
أكدت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية أن الحكومة الألمانية تتخوف من انسحاب بريطانيا من برنامج استخباراتي أوروبي بعد انسحابها من الاتحاد الأوروبي "بريكسيت"، مشيرة إلى مخاوف برلين من استخدام لندن لقدراتها الاستخباراتية كورقة مساومة في مفاوضات الخروج من بروكسل.
وأظهرت وثائق حكومية ألمانية اطلعت عليها "ذا جارديان" ونشرت تفاصيلها الجمعة، أن ألمانيا تتخوف من انسحاب بريطانيا من برنامج أساسية لمشاركة المعلومات الستخباراتية في مايو المقبل، التحرك الذي ترى برلين أنه سيخلق "لحظة من الضعف" في الحرب ضد الإرهاب، كما سيعرض أمن دول الاتحاد الأوروبي للخطر.
وقالت الصحيفة البريطانية إن برلين ترى الاستخبارات البريطانية كالمساهم الأساسي في التعاون الأوروبي في مجال الأمن، موضحة أن ثمة مخاوف لدى الحكومة الألمانية من استخدام مسألة تعاونها فيما بعد "بريكست" في ذلك الأمر من عدمه كورقة لمساومة بروكسل للحصول على أفضل وضع لما بعد الانسحاب، أو سحب ذلك التعاون إذا لم تجد أفضل اتفاق لـ"بريكست".
وأشارت إلى أن مخاوف الحكومة الألمانية من مساومة بريطانيا بهذه الورقة تزداد في ظل مشاحنات حول تبعات سياسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في استيعاب اللاجئين، بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها البلاد في الأشهر الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن الوثائق الألمانية أن برلين تضغط بالفعل على الحكومة البريطانية من أجل تجديد دورها في وكالة إنفاذ القانون الأوروبية "يوروبول"، قبل أن تنتهي مدة مساهمتها الحالية في أول مايو المقبل، من أجل استمرار التكامل الأمني الأوروبي في وقت يفترض فيه أن تكون رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي تناقش اتفاق الخروج مع الاتحاد الأوروبي أو تُوجه البرلمان إلى إصدار مشروع قانون لـ"بريكست".
وأوضحت أن وزارة الداخلية الألمانية ردت على استفسار برلماني قدمه حزب اليسار، مؤكدة أنها تعتقد أن على المفوضية الأوروبية تشجيع المملكة المتحدة على البقاء داخل وكالة الشرطة الأوروبية "يوروبول"، مشيرة إلى أن ذلك سيكون في صالح بريطانيا أيضا لأنه سيساعدها في محاربة ومنع الإرهاب والجرائم الخطرة.
وتواجه أوروبا في العامين الأخيرين سلسلة من الهجمات الإرهابية التي ينفذها موالون لتنظيم "داعش"، في ظل الحملات العسكرية على مواقع التنظيم في العراق وسوريا ونزوح أعداد كبيرة من اللاجئين من الشرق الأوسط إلى دول الاتحاد الأوروبي، والتقارير عن انسلال عناصر من "داعش" من ذوي الأصول الأوروبية بين اللاجئين.
من جانب آخر، فإنه من المحتمل أن تسعى بريطانيا لاستخدام مشاركتها في برامج التعاون الاستخباراتي مع دول الاتحاد الأوروبي كورقة لمساومة بروكسل في مفاوضات الخروج، حيث تسعى لندن إلى منع حرية انتقال المواطنين إليها من دول الاتحاد، مع الحفاظ على حرية التبادل التجاري وفقا لأوضاعها في السوق الأوروبية المشتركة، الامر الذي ترفضه بروكسل، والتي تصر على بقاء الحدود مفتوحة للسلع والمواطنين على السواء.
أرسل تعليقك